تاريخ النشر2011 8 April ساعة 01:33
رقم : 45090
غزوة‮ "‬التمويل‮" لفتاوي الفتنه

٥ مليارات من الخارج لدعم السلفيين سنويا

وكالة أنباء التقريب (تنا)
عن طريق تسعة آلاف مسجد وزاوية وجامع و٣٥‮ ‬قناة فضائية نجح السلفيون في‮ ‬نشر منهجهم وفرض مذهبهم علي‮ ‬الواقع المصري‮ ‬بدعم كامل من نظام الرئيس المخلوع حسني‮ ‬مبارك الذي‮ ‬أعطاهم مساحة واسعة لمواجهة وتحجيم التيارات الدينية الأخري‮ ‬المنافسة له وعلي‮ ‬رأسها الإخوان‮.‬
٥ مليارات من الخارج لدعم السلفيين سنويا
ولعل تصاعد دور التيار السلفي‮ ‬عقب ثورة‮ ‬٢٥‮ ‬يناير وتزايد نشاطهم السياسي‮ ‬والدعوي‮ ‬دفع البعض للتساؤل عن مصدر تمويلهم وحجمه وكيفية إطلاقهم‮ ‬٣٥‮ ‬قناة فضائية خلال عهد مبارك وتوزيع كتب شيوخهم ورموز السلفية في‮ ‬مصر مجانا علي‮ ‬القراء لنشر الفكر السلفي‮ ‬فضلا عن المساهمة في‮ ‬الأعمال الخيرية للمواطنين من خلال عمل المستشفيات والمستوصفات والمراكز التعليمية ومجموعات التقوية بل وصل الأمر الي‮ ‬أن رموز السلفية في‮ ‬مصر أعلنوا مؤخرا عن تأسيس سبعة أحزاب سياسية تستدعي‮ ‬عمل مئات المقرات لأحزابهم السبعة علي‮ ‬مستوي‮ ‬الجمهورية تتكلف ملايين الجنيهات حتي‮ ‬أن السلفيين‮ ‬يساهمون في‮ ‬نشر الملابس الإسلامية من الجلباب الباكستاني‮ ‬القصير للرجال والعباءة والنقاب للسيدات بأسعار رمزية رغم جودة المنتجات وغلاء أسعارها‮.‬
وقد‮ ‬يسأل البعض‮: ‬من أين‮ ‬يأتي‮ ‬التمويل؟ ونقول لهؤلاء تمويل التيار السلفي‮ ‬سنجده باعتراف مفتي‮ ‬إحدي‮ ‬الدول الخليجية واضحا وجليا أمامنا وذلك حينما اعترف أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي‮ ‬عن المنكر أنفقت خلال الخمسة والعشرين سنة الماضية‮ ‬٨٦‮ ‬مليار دولار لنشر الفكر السلفي‮ ‬في‮ ‬جميع الدول العربية وتم تخصيص‮ ‬٢٥‮ ‬مليار دولار منها لمصر‮ ‬وللتيار السلفي‮ ‬بها أي‮ ‬ما‮ ‬يعادل‮ ‬٥‮ ‬مليارات جنيه سنويا‮ ‬يتم صرفها للتيار السلفي‮ ‬في‮ ‬مصر الذي‮ ‬يمثله جمعية أنصار السنة المحمدية برئاسة عبدالله شاكر والجمعية الشرعية برئاسة محمد مختار المهدي‮ ‬وجمعية التبليغ‮ ‬والدعوة برئاسة طه عبدالستار والمدرسة السلفية الدعوية بالاسكندرية اليت‮ ‬يقودها المجلس الرئاسي‮ ‬بها المكون من الشيوخ‮ ‬ياسر برهامي‮ ‬ومحمد إسماعيل المقدم ومحمد عبدالفتاح أبوإدريس‮.‬
وبخلاف التمويل السابق للسلفيين في‮ ‬مصر فإنهم‮ ‬يعتمدون أيضا علي‮ ‬التبرعات والهبات والصدقات من رجال الأعمال المتدينين والتابعين للتيار السلفي‮ ‬أمثال محمد السويركي‮ ‬صاحب محلات‮ »‬التوحيد والنور‮« ‬الذي‮ ‬يتبرع بعدة ملايين للتيار السلفي‮ ‬سنويا بخلاف رجال الأعمال السلفيين الذين‮ ‬يعملون في‮ ‬مجال العقارات والمباني‮.‬
أما عن القنوات السلفية التي‮ ‬يبلغ‮ ‬عددها‮ ‬٣٥‮ ‬فضائية فيمتلكها ويديرها رموز التيار السلفي‮ ‬إذ‮ ‬يمتلك قناة الرحمة الداعية محمد حسان ويديرها شقيقه محمود أما قناة الناس فيمتلكها رجل الأعمال السلفي‮ ‬منصور بن كدسة إذ أسسها عام‮ ‬٢٠٠٦‮ ‬تحت الشعار الشهير‮ »‬شاشة تأخذك الي‮ ‬الجنة‮« ‬وقناة الحافظ والفجر والصحة والجمال والبدر وغيرها من القنوات السلفية وتمويلها‮ ‬يكون من مجموعة من رجال الأعمال الخليجيين بالاضافة الي‮ ‬بعض المساهمين من شيوخ السلفية في‮ ‬مصر وذلك لنشر الفكر السلفي‮ ‬واستضافة شيوخ السلفية بها لنشر أفكارهم أمثال الشيوخ أبوإسحاق الحويني‮ ‬ومحمد حسين‮ ‬يعقوب وياسر برهامي‮ ‬وحازم شومان ومسعد أنور وغيرهم‮.‬
وبخلاف القنوات الفضائية للسلفيين في‮ ‬مصر فإنهم حرصوا أيضا علي‮ ‬نشر أفكارهم عبر وسائل الإعلام المكتوبة ولذلك أصدرت جمعية أنصار السنة المحمدية مجلة ناطقة باسمها وباسم التيار السلفي‮ ‬تسمي‮ »‬التوحيد‮« ‬ينفق عليها أعضاء جمعية أنصار السنة تبرعات شهرية تصل الي١٠٠‮ ‬جنيه لكل عضو‮ ‬بالجمعية بخلاف تبرعات المدرسة السلفية الدعوية بالاسكندرية علي‮ ‬نشر أفكارها عبر الشبكة العنكبوتية ولذلك أنشأوا موقعا الكترونيا خاصا بهم اسمه‮ »‬صوت السلف‮« ‬يكتب فيه رموز وشيوخ المدرسة السلفية بالاسكندرية أمثال الشيخ محمد إسماعيل المقدم والشيخ‮ ‬ياسر برهامي‮ ‬وأحمد فريد وسعيد عبدالعظيم وغيرهم ويتم تمويل هذا الموقع مع أعضاء التيار السلفي‮ ‬بالاسكندرية مع الاستعانة بتبرعات رجال الأعمال أيضا هذا بخلاف العديد من المواقع الالكترونية السلفية مثل موقع‮ »‬أنا سلفي‮« ‬الذي‮ ‬يصدر الفتاوي‮ ‬الدينية ويحرم ويحلل علي‮ ‬خلفية‮ ‬ما‮ ‬يعتقدونه وليس علي‮ ‬أساس صحيح الإسلام وروجه لدرجة أن
المواقع السلفية حرمت الخروج علي‮ ‬الحاكم في‮ ‬بداية ثورة‮ ‬٢٥‮ ‬يناير واعتبرت المتظاهرين بميدان التحرير‮ »‬الخوارج‮« ‬وهذا ما أفتي‮ ‬به الداعية السلفي‮ ‬أسامة القوصي‮ ‬ثم سرعان ما‮ ‬غير التيار السلفي‮ ‬هذه الفتوي‮ ‬عقب تنحي‮ ‬مبارك وأفتي‮ ‬بعدم حرمانية المشاركة في‮ ‬المظاهرات بل دعا شباب السلفية الي‮ ‬المشاركة في‮ ‬العمل السياسي‮ ‬رغم أن ذلك كان من المحرمات طوال عصر مبارك‮.‬
من جانبه أكد الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز‮ ‬يافا للدراسات أن مصطلح التيار السلفي‮ ‬غير صحيح مشيرا الي‮ ‬أن هذا التيار‮ ‬يسيء للسلف الصالح لذلك‮ ‬يجب وصفهم بالوهابية المصرية مشيرا الي‮ ‬أن الشيخ الغزالي‮ ‬رحمه الله قال عن السلفية‮ »‬إن هؤلاء‮ ‬يقدمون دينا آخر‮ ‬غير الإسلام الذي‮ ‬نعرفه ونعتز به‮«.‬
وأوضح رفعت أن أكبر دليل علي‮ ‬أن التيار السلفي‮ ‬يتم تمويله من جهات خارجية ورجال أعمال خليجيين أن أعضاء جمعية أنصار السنة المحمدية السلفية تنازعوا فيما بينهم منذ عامين حول مبلغ‮ ‬١١٠‮ ‬آلاف ريال وتبادل أعضاء الجمعية الاتهامات بالسرقة‮.‬ 

ولفت رفعت أن السلفية‮ ‬يتم تمويلهم حاليا لفك أسر‮ ‬٧٠‮ ‬مسلمة أو متأسلمة في‮ ‬سجون البابا شنودة كما‮ ‬يزعمون ويتناسون أن هناك أكثر من‮ ‬٣٠٠‮ ‬أسيرة فلسسطينية في‮ ‬سجون إسرائيل‮ ‬يتم انتهاك أعراضهن موضحا أن تمويل السلفية بـ٥‮ ‬مليارات سنويا‮ ‬يساهم في‮ ‬نشر الفكر التكفيري‮ ‬ومطالبتهم بتطبيق مبدأ الحاكمية وعقيدة الولاء والبراء ومحاربة الأقباط‮.‬
وأكد رفعت أن عدد السلفيين في‮ ‬مصر لا‮ ‬يتجاوز نصف مليون شخص ورغم ذلك فإن أفكارهم موجودة ومنتشرة في‮ ‬قطاعات واسعة من المجتمع ولذلك فإن السلفية تعتبر تيارا فكريا أكثر منها تنظيما له هيكل ورئيس فعلي‮.‬
وأكد أن السلفية سيتضاعف تمويلهم خلال الفترة القادمة لنشر أفكارهم في‮ ‬المجتمع المصري‮ ‬مثل فرض الجزية علي‮ ‬الأقباط مشيرا الي‮ ‬أن الشيخ‮ ‬ياسر برهامي‮ ‬أحد دعاة السلفية بالاسكندرية أفتي‮ ‬بأنه‮ ‬يجب أن‮ ‬يدفع الأقباط الجزية وهم صاغرون مشيرا الي‮ ‬أنه عندما سئل برهامي‮ ‬عن معني‮ ‬كلمة صاغرون قال إنه‮ ‬يجب علي‮ ‬القبطي‮ ‬أن‮ ‬يدفع الجزية وهومدلول ودانه‮.‬
أما الدكتور نبيل عبدالفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فأشار الي‮ ‬أن السلفية‮ ‬يعتمدون علي‮ ‬التمويلات الذاتية والهبات والتبرعات بشكل كبير وكذلك دعم بعض رجال الأعمال والأثرياء الذين‮ ‬يؤمنون بأفكارهم وذلك لعمل شبكة اجتماعية تضم رعاية صحية واجتماعية وتعليمية للمواطنين مثلما تفعل الجمعية الشرعية التي‮ ‬تقدم خدمات في‮ ‬المجال الصحي‮ ‬والدعوي‮ ‬والتعليمي‮ ‬والتلقيني‮ ‬وكذلك جمعية أنصار السنة المحمدية‮.‬
ولفت عبدالفتاح الي‮ ‬أن ما‮ ‬يهدد التماسك الاجتماعي‮ ‬ويعتبر خطرا علي‮ ‬المجتمع مشايخ السلفية الجدل الذين‮ ‬يتم تمويلهم وعمل قنوات فضائية لهم لنشر أفكارهم التي‮ ‬تحمل الطابع المتشدد والذين‮ ‬يتم تمويلهم بعض رجال الأعمال الخليجيين‮.‬
وانتقد عبدالفتاح بعض متطرفي‮ ‬السلفية الذين‮ ‬يذهبون الي‮ ‬الاتجاه التكفيري‮ ‬معتبرا أن ذلك‮ ‬يشكل خطرا داخل الحركة الإسلامية علي‮ ‬المستوي‮ ‬المجتمعي‮ ‬وأن السلفيين لم‮ ‬يدعوا الي‮ ‬فكرهم بالحسني‮ ‬كما كانوا‮ ‬يفعلون طيلة عهد مبارك ولكنهم لجأوا الي‮ ‬ممارسة قدر من العنف وأصبح الفكر السلفي‮ ‬له توجهات سياسية واضحة بعد ما كان في‮ ‬عهد مبارك‮ ‬يعاون الأجهزة الأمنية لضرب تيارات أخري‮ ‬مثل الإخوان المسلمين ولم‮ ‬يسمع لهم صوت في‮ ‬مكافحة الفساد أو التعذيب أو التعدي‮ ‬علي‮ ‬زملائهم مثل قتل سيد بلال‮.‬
كذلك‮ ‬يقول الدكتور وحيد عبدالمجيد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه‮ ‬يوجد في‮ ‬مصر ما لا‮ ‬يقل عن‮ ‬٢٠‮ ‬من كبار مشايخ السلفية علي‮ ‬مستوي‮ ‬العالم الإسلامي‮ ‬أمثال الشيخ محمد حسان وياسر برهامي‮ ‬وسعيد عبدالعظيم ومحمد حسين‮ ‬يعقوب ومحمود شاكر وغيرهم‮.‬
‮ولفت عبدالمجيد أن جزءا من التمويل معلوم ومراقب مثل تمويل الجمعية الشرعية وجمعية أنصارالسنة المحمدية وهي‮ ‬جمعيات مسجلة قانونا وتحصل علي‮ ‬تمويل من جهات خارجية في‮ ‬حدود مايسمح به القانون كما أن هناك مصدرا آخر للتمويل هو التبرعات من رجال الأعمال السلفية في‮ ‬مصر والدول الخليجية‮.‬ 

https://taghribnews.com/vdcjyyex.uqeihzf3fu.html
المصدر : مكتب القاهرة
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز