تاريخ النشر2018 1 December ساعة 10:04
رقم : 381904
قراءةفي كتاب

كتاب "إظهار الثبات في تراجم النساء المقدسيات"

تنا
فجّر الاحتلال الصهيوني لفلسطين طاقات النساء المقدسيات للكفاح وتقديم شهداء للقضية إذ واجهت المرأة المقدسية جميع صنوف التهجير والاستيطان والاحتلال.
كتاب "إظهار الثبات في تراجم النساء المقدسيات"
كتاب "إظهار الثبات في تراجم النساء المقدسيات" للكاتب عبد الحميد جمال الفراني في دراسة مهمة تجمع بين كتب التراجم والتاريخ الشفوي والسير الذاتية وحفظ للذاكرة الفلسطينية والمرأة العربية عامة والمقدسية خاصة، يأتي هذا المعجم لنساء بيت المقدس المناضلات منذ زمن بعيد حتى الآن مع التركيز على الفترة المعاصرة، جمع فيه المؤلف 270 شخصية مقدسية من نساء بيت المقدس كنموذج مشرف لسيدات بيت المقدس.

ويبدأ الكاتب بنبذة عن البيئة التى وجدت فيها المقدسيات وهي مدينة القدس التي تمتعت بمكانة عظيمة منذ القدم؛ لمباركة الله عز وجل لها، حيث قال: ﴿ سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ﴾ [الإسراء: 1]، فإن بركة الله عز وجل شملت كل شيء في القدس، وبشكل خاص رجالها ونساءها. وزاد الله عز وجل هذه الأرض تشريفاً بأنَّ أسرى إليها رسول الله، فبهذا التشريف وجه الله عز وجل جميع أنظار المسلمين إليها، وزرع في نفوسهم تشريف هذه البلاد وتعظيمها. ومن عظمة هذه الأرض أنَّ حوت بين طياتها المسجد الأقصى، فوجه النبي جميع أنظار المسلمين إليه، وأمر أمته بزيارته؛ فقال: "لَا تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى". وقال أيضاً: "لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" فَقَالَ النَّبِيُّ: «أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ».

منهج البحث الذى استخدمه المؤلف

أعطى المؤلف مساحة لإبراز النساء المقدسيات الرائدات الماجدات اللواتي كن علامة بارزة في مجالات عدة كالسياسة والتعليم الأكاديمي والعلوم الشرعية والأدب والاقتصاد والطب وغيرها، وهي محاولة لتأطير عطائهن وانجازهن ليكون في متناول من يودون قراءة المرأة الفلسطينية في مواقعها المختلفة بشكل منظم من موقع واحد. كما يطل المعجم على من اقترنت أسماؤهن بالوطن شهيدات كن أو أسيرات وثائرات ومرابطات، حتى يرسخ بين أيدينا بأنَّ نساء القدس، ضحين من أجل مدينتهن بالغالي والنفيس، والله غالب على أمره.

وطبقا لما وقع بين يديه من مصادر ومراجع خاصة تلك المتعلقة بالتراجم والطبقات، قام المؤلف بمراسلة العديد من النساء اللواتي ترجمت لهن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت الشبكة العنكبوتية بما اشتملت عليه من أخبار وصحف من المصادر المهمة للحصول على تراجم عدد من النساء المقدسيات، ناهيك عن اللقاءات المسموعة والمشاهدة لعدد من الشاعرات والكاتبات المقدسيات التي كان لها دور في مد المؤلف بالكثير من المعلومات.

يحكي المؤلف طريقته في توثيق وكتابة تراجم السيدات المقدسيات في كتابه موضحاً:

1- قام بذكر النساء المقدسيات ممن ولدن في القدس أو نسبن إليها سواء كن من طينتها أو زرنها، سواء أقمن في القدس أو هاجرن منها، أو ولدن خارجها لكن أصولهن منها، منذ أقدم العصور حتى عام (2018).

2- قام بالترجمة الكاملة للنساء المقدسيات مهما صغرن أو كبرن.

3- رتب تراجم النساء المقدسيات على حروف المعجم.


     أوضح المؤلف أن الاحتلال الصهيوني لفلسطين قد فجّر طاقات النساء المقدسيات للكفاح وتقديم شهداء للقضية ورجال، فعلى مدى نحو 70 عاماً واجهت المرأة المقدسية ما واجهه أبناء شعبها الفلسطيني كافة من شتات صنوف التشرد والتهجير ومصادرة الحق في التعبير عن الانتماء والهوية الوطنية وممارسة الحياة الحرة الطبيعية، والاستيلاء على الأملاك وتكميم الأفواه وقمع ومصادرة الحريات العامة، ومحاربة قيم المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

وكانت المرأة المقدسية دوماً شريكة للرجل في مسيرة النضال الطويلة، تقف إلى جانبه وتسانده وتقوم بالدور اليوميّ المتواصل الملقى على عاتقها لخدمة وطنها وقضيتها العادلة على أكمل وجه. وقد تجلى ذلك بنماذج ساطعة حفرت تجاربها على جدران التاريخ في شتى الميادين وعلى كل المستويات.

المرابطات في المسجد الأقصى

 وضح الكاتب بطولات المرابطات في ساحات الأقصى ضد اعتداء الاحتلال على بعضهنّ في تشرين الأول – أكتوبر 2015 إذ وقفت النساء المقدسيات على خط المواجهة الأول مع الاحتلال، حيث كان لهن النصيب الأكبر من الانتهاكات والاعتداءات المباشرة، بعد أن أخذن على عاتقهن مسؤولية الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك بتصديهن لاقتحامات المستوطنين اليومية له.

النساء المقدسيات الشهيدات

عرض الكتاب نماذج لنساء مقدسيات شهيدات نتيجة مشاركة المرأة المقدسية الرجل في مختلف مراحل النضال ضد الانتداب البريطاني، ثم الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث أخذت المرأة الفلسطينية موقعها في صفوف المقاومة الفلسطينية؛ فارتقت العديد من النساء المقدسية شهيدات، كما حدث أثناء معركة البراق عام 1929 عندما سقطت 9 شهيدات.

المقدسيات والحياة السياسية

لقد خاضت المرأة المقدسية غمار الحياة السياسية منذ أواخر القرن التاسع عشر، عندما نظمت المرأة الفلسطينية أول تظاهرة احتجاج ضد الاستيطان اليهودي في فلسطين، بعد أن أقيمت أول مستوطنة يهودية في منطقة العفولة الفلسطينية، وكان ذلك عام 1893، ثم أعقبها تشكيل الجمعيات الخيرية التي شكّلت الأولى لانطلاقة المرأة الفلسطينية نحو اندماجها في قضايا مجتمعها؛ لتتبلور بعد ذلك نتيجة الظروف السياسية التي مرت بها البلاد.

وفي عام 1929؛ عقد أول مؤتمر نسائي فلسطيني في القدس انبثقت منه "اللجنة التنفيذية لجمعية السيدات العربيات"، ثم أنشئ في العام نفسه "الاتحاد النسائي العربي" في القدس، وآخر في نابلس.

 الممارسات الاسرائيلة ضد المقدسيات

بيّن المؤلف ما تتعرض له سيدات بيت المقدس وغزة من من ممارسات إسرائيلية ظالمة حيث تتعرض المقدسيات منذ عام 1967 إلى الآن، لسحب هوياتهن وتجريدهن من حقوق إقامتهن، ومن أبسط حقوقهن، فاختيار شريك الحياة يعد جريمة في عرف الاحتلال لأن المقدسية إذا قررت الارتباط بشاب من الضفة الغربية أو قطاع غزة، فإن الاحتلال يسلب منها هويتها ويحكم عليها وعلى شريك حياتها وعلى أطفالها بالشتات بقية حياتهم. السيدات المقدسيات مصنع الرجال

أظهر المؤلف الدور الأساسي للمرأة المقدسية فهي مصنع الرجال والأبطال حيث أدركت المقدسيات أن الاحتلال الغاشم يسعى للقضاء على المقدسيين وإنهائهم، لذا حرصت حرصاً كبيراً على الإنجاب لما له من أهمية في ظروف حرب الإبادة التي يعيشونها، فأنجبن بكثرة وربين أجيالاً من المجاهدين الأحرار. فلا عجب أن ترى أطفالاً يقفون في وجه الدبابات وفي وجه جيش يحمل الرصاص المدجج ويختبئ من حجارة صبي.

 نماذج من سيدات مقدسيات

   يعرض المؤلف في هذا الكتاب ترجمة 270 سيدة من مواليد القدس لها باع في التعليم والصحة والسياسة والنضال ضد الانتداب البريطاني والاحتلال الصهيوني لفلسطين .


/110
https://taghribnews.com/vdce7z8xejh8voi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز