تاريخ النشر2018 6 November ساعة 14:19
رقم : 375057

العميد حطيط لتنا: العقوبات الجديدة تريد أنّ تخنق الصوت الإيراني المناصر للقضية الفلسطينية

تنا-بيروت
دخلت الدفعة الثانية من العقوبات الاميركية حيذ التنفيذ. وخلافاً لتوقعات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لم تحقق هذه الدفعة من العقوبات أيّ من أهداف أميركا، لذلك لجأت الى إعلان إعفاء ثماني دول من شراء النفط الايراني.
العميد حطيط لتنا: العقوبات الجديدة تريد أنّ تخنق الصوت الإيراني المناصر للقضية الفلسطينية
وفي هذا السياق، أوضح الباحث الاستراتيجي العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط في حديث لوكالة أنباء التقریب (TNA)- بيروت، أن التراجع الأمريكي يعود لأسباب ثلاثة، "السبب الأول إعلان هذه الدول بحد ذاتها بأنَّها لن تلتزمَ بالعقوبات الأميركية، و بالتالي حتى لا تظهَر أميركا بشكلٍ عاجف أقدمَت على فتحِ الباب بهذه الطريقة للخروج من مأزقِها.
السبب الثاني أنَّ السعودية التي وعدَت بتعويض النفط الحاصل في الصادرات الإيرانية تبيَّن أنَّها لا تستطيع أن تؤمنَ هذا النفط، لذلك خشيَت أميركا لإرتفاع أسعار النفط بقبضةٍ جنونية و خاصةً أنَّها على أبواب الإنتخابات الجزئية و هذا ما سينعكس سلباً على ترامب و على حزبه الجمهوري.
السبب الثالث إنَّ هذا الإعفاء مؤقت، لتبقي المسألة قيد النظر و تمارس شيئاً من الحرب النفسية على إيران".

فيما يتعلق بالقدرات الصاروخية للجمهورية الاسلامية في ايران  أعتقد العميد حطيط أنَّ الأمور التي أميركا تفاوض عليها ليس فقط القدرة الصاروخية بل المسألة أوسع من ذلك، مضيفاً "أنّها تريد أن تفاوضها على القدرات العسكرية الدفاعية التي تمنح إيران القدرة على الدفاع عن الذات وفقاً لمنظومة الرَّدع الإستراتيجي الفاعل،لأنَّ هذه المعادلة حرمَت إسرائيل و حرمَت أميركا من إمكانية الإعتداء على إيران و إمكانية معالجة الملف النووي الإيراني بالشكل الذي تريد إسرائيل أي بالعمل العسكري".

وأكدّ الباحث العسكري أنَّ أميركا تريد أن تفاوض إيران" على القدرات العسكرية الدفاعية بشكلٍ عام و تريد أن تحرمها من هذه القدرات لتصبح إيران لقمة فقيرة في متناول يد إسرائيل و أمريكا"، لافتاً الى أنّ الادارة الاميركية " تريد من إيران التنازل عن فضائها الإستراتيجي الحيوي التي إستطاعَت أن تبنيه خلال الأربعين سنة الماضية،  الفضاء الذي أصبح يشمل جزءاً كبيراً من منطقة غرب آسيا و وصلَ في بعض إتجهاتهِ إلى أفريقيا. وهذا بالنسبة لأميركا يعتبر منافسة لها ولإسرائيل."

وعن العلاقة بين العقوبات الجديدة وصفقة القرن قال العميد أميركا تريد أن تخنق الصوت الإيراني المناصر للقضية الفلسطينية وتحاول أن تمرِّر فيها "صفقة القرن"، مشيراً الى أنّ وجود إيران متزعمة المنطقة بالشكل الذي هي فيه من شأنِه أن يحرم إسرائيل الطمأنينة من تنفيذ "صفقة القرن".

كما رأى الباحث أنّ الدور الإيراني له أهميته بالمنظور الأميركي وهو  نابعٌ من أمرين "الأمر الأول عداء إيران لإسرائيل، و حرمانها من فكرة الثبات المستقر بشكلٍ نهائي، و المسألة الثانية أنَّ وجود إيران بذهنية إستقلالية، على صعيد لا شرقية و لا غربية يحرم أميركا من تحويل الشرق الأوسط إلى قاعدةٍ عسكريةٍ أو إلى مستعمرةٍ أميركية واسعة".

وأضاف حطيط "من ينظر إلى الخريطة في المنطقة و يرى التهاوي العربي أمام القطار الصهيوني – الأميركي الذي يستبيح المنطقة و يجد الموقف الإيراني، يجد التناقض ما بين مستسلماً و بين مقاوماً".
وأشار الى أنّ "الدول العربية أصبحَت اليوم مقسمة الى  ثلاثة أقسام، قسم يصادق مع إسرائيل بإعتباره الصديق والحميم بشكل علني، و قسم تخلّى عن الفضية الفلسطينية كلياً وإنكفأ ضمن قيادة النأي بالنفس، والقسم الثالث عجزه واضح لا يستطيع أن يقدِّم للقضية الفلسطينية شيئاً، بينما إيران وحدها هي التي تستطيع تعكِّر على أميركا سطو إستباحة المنطقة".

أمّا بالنسبة للدول الأوروبية  قال العميد حطيط "هي الآن في حالة تراجع إستراتيجي كبير في منطقة الشرق الأوسط، حيث انّها لا تتطابق مع أميركا في سياستها و لكنَّها  لا تجرؤ على معارضتها بشكلٍ حاسم، بشكلٍ يفسد على أميركا مشروعها. لذلك نجد هذه الدول منها من يتردَّد في مواجهة أميركا ومنها من يؤيد بشكلٍ مجتزئ الإحتيالات الأميركية".
https://taghribnews.com/vdcgnn9wuak9uz4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز