تاريخ النشر2018 1 November ساعة 14:18
رقم : 373532

بعيداً عن السياسة ما ذنب أطفال اليمن وسوريا؟

تنا-بيروت
موقع الميادين-صالح محروس محمد باحث وكاتب مصري
بعيداً عن السياسة ما ذنب أطفال اليمن وسوريا؟
بعد مرور أربعة أعوام على الحرب في اليمن وصارت اليمن ميدان الصراع السياسي العالمي، ومعاناة أطفال اليمن لا توصَف: سوء تغذية، حرمان من التعليم، مشاركة في الحرب، الدمار النفسي والمادي لأطفال اليمن، أين حقوق الإنسان أين مؤسّسات رعاية  الأطفال؟ أين المُتشدّقون بحقوق الطفل والإنسان؟ وكذلك أطفال سوريا بين القتل والمخيمات ونقص السلع الغذائية، فهل من آلية لإنقاذ الأطفال بعيداً عن السياسة التي أفسدت وقضت على الحَرْث والنسل؟.

كشف تقرير لليونيسيف حجم مُعاناة أطفال اليمن من خلال تقرير تم نشره في بداية العام الحالي، حيث أشار التقرير إلى مقتل ما يقرب من 5000 طفل يمني خلال 1000 يوم فقط من الحرب في اليمن.

ليس هذا فحسب بل أكّد التقرير أن 11 مليون طفل يمني في حاجة ماسّة للمساعدات الإنسانية، منهم 1.8 مليون طفل يعانون من نقص الغذاء.  وأوضح التقرير أن هناك 385 ألف طفل يمني عُرْضة للموت في أيّ وقت لانعدام وجود غذاء ودواء بالنسبة لهم. كل هذه الإحصائيات عكست تأثير الحرب الشديدة على أطفال اليمن والتي تُهدّد بمزيدٍ من الموت لهم.

وعلى الجانب السورى وأطفال سوريا، نقلت وكالة رويترز، الأربعاء الماضي، عن مصادر من الأمم المتحدة وسكان من المخيم، قولهم إن حصاراً على المخيم إلى جانب منع الأردن دخول المساعدات، تسبّبا في نفاد مخزونات الطعام بالمخيم الواقع في منطقة الركبان جنوب شرق سوريا. وأضافوا إن ذلك أدّى إلى وفاة ما لا يقلّ عن 12 شخصاً الأسبوع الماضي من بين أكثر من 50 ألفاً من سكان المخيم ومعظمهم من النساء والأطفال. وأكّد مكتب الأمم المتحدة في دمشق إن الاستعدادات جارية من أجل إرسال قافلة مساعدات الأسبوع المقبل إلى سكان المخيم. لا طمأنينة من جانبه، قال علي الزعتري مُنسّق الأمم المتحدة المُقيم للشؤون الإنسانية في سوريا في بيان، إن الوضع الإنساني بوجه عام داخل مخيم الركبان في مرحلةٍ حَرِجةٍ وإن الأمم المتحدة في سوريا والهلال الأحمر العربي السوري سيصلان إلى المخيم لتقديم المساعدة الإنسانية الحيوية في الأيام القليلة المقبلة. وقالت منظمات إغاثة محلية في المخيم في وقت سابق، إن مسؤولين من الأمم المتحدة اتصلوا بهم لإبلاغهم بأن المنظمة الدولية حصلت على تصريح من نظام الأسد لإرسال قافلة مساعدات يوم 25 تشرين الأول/اكتوبر الجاري.

وبدوره، أشار عقبة العبد الله مسؤول الإغاثة في المخيم إلى أن "الأمم المتحدة أبلغتنا إنها ستوصل المساعدات، وقد وعدونا مرات كثيرة في السابق، وفي كل مرة علّلوا عدم تقديم المساعدات بالقول إن النظام لم يسمح لهم بذلك"، وأضاف: "نتمنّى هذه المرة أن يكون الكلام صحيحاً". حياة الآلاف مُهدّدة وحذرّت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الأسبوع الماضي من أنه من دون المساعدات ستكون حياة آلاف الأطفال في المخيم مُهدّدة. وقال مصدر كبير بالأمم المتحدة على صلة بالعملية لوكالة رويترز، إن "مسؤولي المنظمة يضغطون على موسكو لتحثّ حليفتها دمشق على الموافقة على شحنات المساعدات". وفرّ عشرات الآلاف على مدى السنوات الثلاث الماضية إلى المخيم من مناطق في سوريا كان يسيطر عليها تنظيم "داعش"، استهدفتها ضربات جوية شنّتها روسيا والتحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وقال الأردن الذي وافق هذا العام على السماح بمرور مساعدات لمرة واحدة، إنه لا يتحمّل مسؤولية المخيم الذي لا يقع داخل أراضيه وإن المُخصّصات المستقبلية له يجب أن تأتي من مخازن الأمم المتحدة داخل سوريا.

لا يعلم عدد مَن قتلوا في سوريا واليمن من الأطفال إلا الله ومعاناتهم في رقاب النظام الدولي بكافة دوله ومنظماته فعندما يقتل الأطفال ويموتون جوعاً فقد  ماتت الإنسانية فبأيّ ذنب يُقتلون.
https://taghribnews.com/vdcc11q1i2bqmp8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز