تاريخ النشر2018 16 October ساعة 14:38
رقم : 369034

الحرب التجارية الاميركية ضد الصين ...إلى الفشل

تنا-بيروت
موقع العهد الاخباري صوفيا ـ جورج حداد
الحرب التجارية الاميركية ضد الصين ...إلى الفشل
بدأ الرئيس الاميركي دونالد ترامب حربه التجارية ضد الصين منذ أشهر، وهو يأمل أن يمنع تقدمها نحو احتلال المركز الاقتصادي الاول في العالم خلال السنوات القليلة القادمة.

ولهذه الغاية عمد ترامب لتهدئة التناقضات مع الدول الاوروبية وكندا والمكسيك، بعد فرض الضرائب الجمركية على استيراد الصلب والالمنيوم الى أميركا، وذلك من أجل حصر معركته مع الصين.

إن أول ما يجب أن يقال عن الحرب التجارية لترامب هو: أن الاقتصاد الكلي (macroeconomics) هو الذي يربح دائما في نهاية المطاف.

أي أنه اذا استمر حجم التوظيفات الداخلية في اميركا في التفوق على حجم الادخارات، فسوف يتوجب على أميركا أن تستورد الرساميل، أما العجز الكبير في ميزان التجارة الخارجية فسيستمر موجوداً. وتخفيض الضرائب الذي بدأ تطبيقه في نهاية 2017 سيزيد عجز الميزانية الاميركية حتى 1 تريليون دولار في 2020، وهذا يعني أن عجز الميزان التجاري الخارجي سيزداد بصرف النظر عن نتائج الحرب التجارية ضد الصين.

وبسبب أن أميركا تبلغ أقصى قدراتها الاستيرادية والتصديرية، فإن تركيز ترامب على فكرة تعديل الميزان التجاري مع الصين، يعني عمليا ان زيادة التصدير الاميركي الى الصين (الغاز مثلا) سيكون على حساب تخفيض التصدير الى بلد أو بلدان ثالثة، وتخفيض الاستيراد من الصين (الغسالات مثلا) سيكون على حساب زيادة الاستيراد من بلد او بلدان ثالثة، والارجح بشروط وأسعار أسوأ بالنسبة لاميركا، مما يعني أن هذه السياسة ستؤدي الى نتائج عكسية لاميركا، وإن كان سيزعج الصين جزئيا وهامشيا ومؤقتا.

ومعلوم أنه يحيط بترامب فريق اقتصادي غير مؤهل لا مثيل له، وغالبية الاميركيين لا تؤيد حربه التجارية. والتأييد الاجتماعي لترامب سوف يضعف أكثر، حينما يكتشف الاميركيون أنه بنتيجة هذه الحرب سوف يخسرون مرتين: ففرص العمل سوف تبدأ في التناقص (ليس فقط بسبب الاجراءات الجوابية لبكين، بل ولان الضرائب الجمركية المفروضة من قبل ترامب ستؤدي الى رفع اسعار الصادرات الاميركية وجعلها اقل قدرة على المنافسة)، أما أسعار السلع التي يشترونها هم، فستبدأ بالارتفاع. وهذا يمكن أن يؤدي الى هبوط في سعر صرف الدولار، مما سيزيد بدوره الارتفاع في نسبة التضخم في أميركا وسيزيد أعداد خصوم السياسة الاقتصادية للادارة الحالية. وفي مثل هذه الحالة فإن "الفيديرال ريزرف" (النظام الاحتياط الفيدرالي) سوف يزيد نسبة الفائدة، مما سينعكس سلبا على التوظيفات ومعدلات النمو الاقتصادي، كما سيزيد نسبة البطالة.

وقد بيّن ترامب كيف ستكون ردة فعله حينما تصبح اكاذيبه مكشوفة، وسياسته تتعرض للفشل. حينئذ هو يفضل ان يراهن على كل شيء دفعة واحدة.

ان الصين تعرض على الرئيس الاميركي عدة مخارج من الوضع الحالي. ولكن ترامب يرفضها جميعا. وفي كل حال يوجد امكانية للخروج من هذا الوضع فإنها مرتبطة بثلاث صفات للرئيس الاميركي:

ـ ان اهتمامه مركز فقط على الجانب الخارجي وليس على جوهر المشكلات.
ـ عدم القدرة على التنبؤ برود فعله.
ـ انجذابه نحو سياسة "القبضة الشديدة".

ومن غير المستبعد أن يعمل ترامب للاجتماع بالرئيس الصيني، ويعلن النية في حل المشكلات، كما جرى مع زعيم كوريا الشمالية.
وفي مثل هذا السيناريو يمكن لترامب أن "يحل" المشكلة، التي أوجدها بنفسه، دون أن يكون بالفعل قد حل شيئا.
وحتى في حال نجاح هذا السيناريو التمثيلي ـ التهريجي لترامب، فإن العالم بعد الحرب التجارية الاميركية الغبية ضد الصين، لم يعد هو نفسه، بل اصبح عالما اسوأ بالنسبة لاميركا خصوصا، وبالنسبة للكتلة الغربية عموما.
https://taghribnews.com/vdcexo8xejh8p7i.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز