تاريخ النشر2018 21 September ساعة 15:08
رقم : 360729

السيد فضل الله: ندعو الشعب السوري الى الوحدة في مواجهة العدوان الصهيوني المستمر

تنا-بيروت
ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين. ومما جاء في خطبته السياسية: "عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بالوصية العملية التي عبر عنها الإمام الحسين عندما وقف في عاشوراء في قلب المعركة يصلي. هو دعانا بدعوة الله عز وجل ودعوة رسوله، إلى أن نهتم بالصلاة، بأن نفيها حقها، بأن نعتبرها من الأولويات، فنصليها لا في منتصف وقتها، ولا في آخره، بل في أول وقتها.. هي ليست على هامش أعمالنا وأشغالنا ومواعيدنا، بل كل ذلك على هامشها، فلنعتبرها من أهم المواعيد.. وما أن يجيء موعدها حتى نبادر ونسارع إليها.. ويكفي أنها دعوة من الله لنا..".
السيد فضل الله: ندعو الشعب السوري الى الوحدة في مواجهة العدوان الصهيوني المستمر
اضاف السيد فضل الله: "لقد عرف الحسين موقع الصلاة، ولم يتعامل معها كواجب لا بد من أن يؤديه وأن يزيحه عن ظهره.. فالصلاة تكريم من الله لعباده، عندما أذن لهم أن يقفوا بين يديه، وهي حصن لهم من سطوات الشيطان، وتطهير لأنفسهم من الذنوب.. وهي أمان لهم من الضعف والانكسار والهزيمة.. هي دعوة سلام مع النفس ومع الناس ومع كل الحياة. لقد عرفنا الله أهمية الصلاة عندما قال: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}، وهو يقول لنا: عندما تواجهكم مشاكل الحياة استعينوا بالصلاة.. هي وسيلتكم لمواجهة التحديات التي تكبر وتزداد...".

وتابع: "البداية من لبنان، الذي تستمر فيه المراوحة في مسألة تشكيل الحكومة، حيث لا يبدو في الأفق أي نافذة ضوء لقرب حلحلة هذا الملف، بعد تمسك كل فريق سياسي بمواقفه، وعدم استعداده للتخلي عن مطالبه، فيما يحار اللبنانيون في اكتشاف السبب، ولا يعرفون من يصدقون! فهل يصدقون من يقول إن الأزمة داخلية، وإن حلها داخلي، أو من يقول إنها نتاج تعقيدات الخارج الذي يجمد الحلول انتظارا لمجريات الخارج، أو هي نتاج الأمرين معا، وهذا ما نشعر به؟. وفي كل الأحوال، ما على اللبنانيين إلا انتظار الفرج، ونخشى أن لا يكون قريبا".

وقال: "في هذا الوقت، يزداد تردي الواقع الاقتصادي والمالي الذي تعبر عنه تصريحات المسؤولين والخبراء الاقتصاديين والماليين.. والذي ينعكس بشكل واضح على لقمة عيش المواطنين وتلبية أبسط مقومات عيشهم، ولا سيما وهم يقبلون على بداية عام دراسي جديد بكل تبعاته وأعبائه، وعلى استمرار عمل القطاعات الاقتصادية، حيث تتوالى أخبار إغلاق مؤسسات تجارية وصناعية، وما قد ينتج من ذلك من زيادة في منسوب البطالة، ومزيد من الانحدار الاقتصادي للبلد".

اضاف: "من هنا، ندعو كل القوى السياسية التي تحملت المسؤولية عن الناس، إلى أن تبادر للقيام بواجباتها في من تحملت المسؤولية عنهم.. أن تكون حاضرة في قضاياهم، أن تعتبر ذلك من أولوياتها، فإن لم يكن بتشكيل الحكومة البعيدة المنال، فالبحث عن البدائل في ذلك، بتفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال والبلديات، وتفعيل المبادرات الفردية والجماعية التي ساهمت في حل المشاكل في بعض المناطق، في الكهرباء والنفايات وغيرها".

ورأى انه "لا بد هنا من الحذر من تحميل المواطنين أعباء ضرائب جديدة، وهم لا يزالون يئنون من الضرائب القديمة التي أثقلت ظهورهم، وسط حديث عن ضريبة جديدة على البنزين، وضرائب أخرى على الطريق، لتلبية احتياجات الموازنة.. وهنا، لا نحتاج إلى أن نؤكد مجددا أن الأزمة في هذا البلد لم تنشأ من نقصان موارده.. فالموارد تكفي إن توقف الفساد والهدر والسمسرات وما إلى ذلك مما يرهق الدولة".

وتابع: "إننا نقول للمسؤولين: إن اللبنانيين متعبون حتى انقطاع النفس، فلا تزيدوا معاناتهم، ولا تدعوهم يخرجون عن طورهم، وتفقدوا فيهم حرصهم على استقرار هذا البلد وعلى العلاقة بكم..ونحن في الوقت عينه، ندعو إلى نزع فتائل الفتنة التي بدأت تطل برأسها من الواقع اللبناني كله، بعد السجالات التي حدثت في الإعلام أو عبر مواقع التواصل، والتي حملت بعدا طائفيا ومذهبيا، أعاد الناس إلى أجواء كانوا قد قرروا أن لا يعودوا إليها، بعد أن تلاقوا وتصالحوا وعفوا عما مضى.. ونحن إذ نرحب بأجواء التهدئة التي يحرص عليها الجميع، نريد للبنانيين أن يكون كل منهم خفيرا أو حاميا للوحدة الوطنية والاستقرار، لأنهما عنصر الضوء في هذا البلد.. وأن لا يستجيبوا لأي داعية توتير أو فتنة".

وانتقل فضل الله إلى الوضع في سوريا، "التي لا يزال العدو الصهيوني يستفيد من انشغال الدولة هناك بتحدياتها الداخلية لمواصلة عدوانه العسكري، والذي يريد منه استباحة هذا البلد، وأن يكون له دور أساسي في رسم مستقبله". وقال: "إننا أمام ذلك، ندعو الشعب السوري إلى الوحدة في مواجهة هذا العدوان المستمر، ونؤكد أهمية أي جهد يوقف نزيف الدم، كالذي حدث في إدلب، والذي نأمل أن يكون مدخلا لمعالجة أوضاع هذه المنطقة الحساسة، بما يمهد لاستعادتها إلى أحضان الدولة السورية.. ونبقى نشد على أيدي كل الحريصين على سوريا للعمل على فتح الأبواب على حوار سوري داخلي نتطلع إليه لكي يخرج سوريا من أزمتها، وحتى لا تظل ساحة للتجاذبات الدولية".

وختم: "لا بد لنا في نهاية موسم عاشوراء من أن نقدر هذا الحضور الذي عبر عنه المحبون للامام الحسين بتجمعاتهم ومسيراتهم، ونقدر صبر الذين تحملوا أعباء الوضع الأمني الذي تفرضه مثل هذه الاجتماعات.. وندعو إلى دراسة كيفية تجاوز بعض السلبيات التي حدثت للعام المقبل، وفي الوقت نفسه، لا بد من أن نقدر عاليا جهود القوى الأمنية كافة التي بذلت أقصى ما تستطيع حتى نعمنا بهذا الجو. ولا بد لي هنا من أن أنوه بحملات التبرع بالدم التي حصلت في أكثر من مكان، وفي هذا المسجد بالخصوص، والتي أرادت أن تقدم أنموذجا راقيا في مواساة الحسين (ع) وكل الثلة الطيبة التي استشهدت معه، وذلك ببذل الدم لمن يحتاج إليه. وبذلك، يكون الحسين ، كما هو، حركة إصلاح، وإحياء للقلوب والنفوس". 
https://taghribnews.com/vdcgxz9wyak93u4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز