تاريخ النشر2018 21 September ساعة 10:23
رقم : 360634

الشيخ حمود: الاسلام يحتاح الى وقفة حقيقية تقفها المقاومة

تنا-بيروت
ألقى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود كلمة في العاشر من شهر محرم في قاعة الامام زين العابدين في منزل الحاج احمد العجمي في بلدة العباسية: حب آل البيت جزء من القرآن الكريم وجزء من عقيدة المسلمين، والإصلاح الذي طلبه الإمام الحسين هو جزء من فرض الله تعالى على المسلمين، من جملة ما نستدل به قوله تعالى في سورة المائدة: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ(78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)".
الشيخ حمود: الاسلام يحتاح الى وقفة حقيقية تقفها المقاومة
ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس امرا عارضا اذا ما حصل، بل هو ترك فريضة اسلامية، ولا شك كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم عن تغيير المنكر ان يكون باليد فان لم تستطع فباللسان فان لم تستطع فبالقلب وذلك اضعف الإيمان، اضعف الايمان او ضعف الايمان ليس للحسين ولا للحسن ولا لعلي ولا لآل بيت رسول الله جميعا، لأنهم يحملون الرسالة ولأنهم يمثلون رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يمكن ان يرتضي الامام الحسين بإنكار المنكر بالقلب فيقول كما يقول الضعفاء اللهم ان هذا منكر لا نرضى به ولا نستطيع تغييره، لكنه ذهب إلى القمة كما هو وكما هو أبوه وجده وأمه كما هي هذه العائلة التي غطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكساء ودعا لهم بالخير.

هذا الالتباس التاريخي المستمر، البعض يظن عن جهل او عن قصد احيانا، ان حكام بني أمية يمثلون الإسلام او يمثلون الإسلام السني، وهذا خطأ تاريخي، للاسف يعود فيتكرر، ومختصر الكلام لو اننا مثلا سردنا أسماء العلماء الذين يعتبر انهم سنة، والحقيقة موضوع سني وشيعي في هذا التفصيل الذي نعيشه اليوم لم يكن في ذلك الوقت، كان فقط مولاة سياسية لآل البيت او للحاكم الاموي او العباسي، التفاصيل الفقهية التي تولدت مع مرور التاريخ لم تكن موجودة في ذلك الوقت، وطبعا هذا بحث علمي معمق قد يتحاور فيه العلماء وقد لا يتفقون، ولكن هذا والله اعلم ما اذهب اليه واراه، فهنا لو سردنا اسماء علماء الدين الذين نسميهم سنة منذ معاوية بن ابي سفيان الى اخر حاكم عثماني، يعني مرورا بالأمويين والعباسيين والمماليك والأيوبيين والعثمانيين، كل الذين حكموا، لوجدنا ان العلماء الذين لهم قيمة وتأثير جُلهم ان لم نقل كلهم قد تعرضوا للحبس او للضرب او للنفي او للقتل، ولعل اهم هذه الاسماء "سعيد ابن جبير" الذي كان في عصر عبد الملك بن مروان والذي دفع حياته ثمنا لمولاة اهل البيت، وسعيد ابن جبير الذي قتله الحجاج كان محبا لآل البيت ومعارضا للحكم الاموي لا يسكت عن اخطائهم، وقتله الحجاج شر قتلة، ولكن استجاب الله لدعاء سعيد فقال: اللهم لا تسلطه على احد بعدي، وظل الحجاج بعد مقتل سعيد ابن جبير يعيش حالة هيستيرية لا ينام ولا يأكل ومات بعد ذلك بخمسة عشر يوما، يعني استطاع بالدعاء ان ينهي ظلم الحجاج الذي اطلقت يده على رقاب المؤمنين جميعا، وهذا يتكرر، هذا الإمام الشافعي الذي تلون بعض من أشعاره تعرض للاتهام القاسي من بعض الجهلة لأنه دائما يذكر آل البيت، الإمام النسائي الذي هو واحد من رواة الأحاديث المشهورة، رواة الأحاديث المعتمدة عند السنة الستة: البخاري، مسلم، ابن ماجة، الترمذي، احمد ابن حنبل والنسائي... النسائي طُلب منه كتاب في فضائل معاوية فقال اكتب في فضائل علي فلا اجد أية فضيلة لمعاوية، ومع ذلك ولأنه كتب هذا الكتاب وأجاب هذه الإجابة القاسية ضرب حتى مات من قبل الناس في الشام، كان في مصر وجاء الى الشام وحصل هذا الحوار ودفع حياته ثمنا لهذا الموقف، مثل هذه المواقف كثيرة، ومنها ايضا واهمها لعل ما قاله الإمام ابو حنيفة الذي هو اكثر علماء الدين تأثيرا في مسيرة الفقه وعدد الأتباع حتى يومنا هذا، الامام ابو حنيفة تحاور مع الإمام جعفر الصادق على اساس حوار في موضوع واحد في موضوع القياس من اصول الفقه، لكنهما تفاهما بعد حوار سريع، وظل ابو حنيفة سنتين يتعلم عند الامام جعفر، وقال بعد ذلك: لولا السنتان لهلك النعمان، ومثل هذه الامثال كثيرة لا تنتهي.

نحن اليوم في هذا العصر يجب ان نتجاوز هذا الإشكال الذي يثيره بعض المتعصبين من الوهابيين من السياسة السعودية التي لا تقدم للاسلام أي خير، الا اذا تجاوزنا بعض التفاصيل يمكن لنا بكل اطمئنان ان نقول محمد بن سلمان يجب ان يسمى بالفاتح، نعم، فتح خزائن السعودية لاميركا وفتح سجونه لعلماء الدين وفتح الطريق للمطبعين مع اسرائيل وفتح باب المجازر والدمار لليمن ولسوريا، هذا ما تقدمه السعودية اليوم مستندة الى تحوير وتزوير للمذهب الحنبلي، الامام احمد بن حنبل ايضا كاد يقضي بالضرب تحت يد المأمون في موضوع المعتزلة وخلق القرآن.

اليوم الاسلام يحتاج الى وقفة حقيقية، تقفها المقاومة في لبنان في فلسطين في سوريا في اليمن وفي العراق، من يعيش هذه الفكرة؟ من يدعم المقاومة؟ الا ايران ومن يسير في محور المقاومة.

اليوم عالم المسلمين يكاد يكون صحراء قاحلة من حيث الوطنية والاسلام ومن حيث الاستقامة والرؤية السياسية الواضحة، هنالك واحة في هذه الصحراء هي محور المقاومة، والحمدلله ان الله تعالى يحقق الانتصارات، تحققت انتصارات في لبنان وفي فلسطين ودحر الارهاب في سوريا وكذلك في العراق وقريبا ان شاء الله في اليمن، هذا هو الاسلام اليوم، ان صليت بهذه الطريقة او تلك او ان تتبعت هذا الامام او ذلك، ثم كان قراري في واشنطن او في تل ابيب، ما قيمة اسلامي؟ ما قيمة ديني؟ ما قيمة ما ازعم انني انتمي به الى امة الاسلام؟  هذا الولاء الواقعي والحقيقي للاسف الشديد الذي يوارثه كل الحكام او اكثرهم بالاحرى لواشنطن ولتل ابيب الا ما نسميه محور المقاومة، عن أي اسلام يمكن ان يتكلموا؟ عن أي دين؟ عن أي مبدأ؟ عن أي وطنية؟ باعوا كل شيء خانوا كل شيء، ضربوا قتلوا فعلوا الافاعيل، من يحاصر غزة؟ هل اسرائيل وحدها التي تحاصر غزة ام يشارك في ذلك القرار السعودي والمصريون ايضا؟ من تآمر على المقاومة في لبنان؟ من صرح مجرد ان خطف الجنديين الاسرائيليين عام 2006 ، مباشرة خرج التصريح السعودي: هذه مؤامرة لا نرضى بها ولا نتحمل نتائجها، ومارس ذلك وللاسف الشديد وقتها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بطريقة مؤلمة بشعة، حتى انه وللاسف الشديد عندما حضرت مسودة القرار 1701، المندوب الفرنسي والاميركي رضوا وقتها بكلمة عدم الظهور المسلح  جنوب الليطاني، اما السنيورة فقال نزع السلاح جنوب الليطاني، كان اكثر حدة وشدة على المقاومة من الاميركي والفرنسي في ذلك الوقت... وعندما اجتمعوا في البريستول وقتها قام بهيج طبارة واعترض عليهم على البيان الذي يحضروه نزع سلاح المقاومة والعدوان مستمر، كان عنده شوية وطنية فقال غير مقبول هذا الكلام نحكي بسلاح المقاومة والقصف لا يزال مستمرا، وانسحب وقتها من الاجتماع ومن الحياة السياسية كلها، هذا نموذج بشع، هؤلاء كشفت بعض الاسرار، اليوم هنالك اشياء لا نعرفها، ما الذي يحصل الآن في الاجتماعات المغلقة؟ ما الذي يخطط له ترامب؟ ما الذي وعده به محمد بن سلمان او سلمان؟ ما الذي يخططه بعد ذلك؟ صفقة القرن اين وصلت؟ الغاء الانروا لماذا؟  كل هذه الاجراءات، وفود أميركية من اجل مخيم عين الحلوة ثلاث مرات خلال اقل من سنة لماذا؟ هنالك خطة، موضوع صفقة القرن يعني ان يعطى الفلسطينيون جزء من سيناء يتمون بها غزة وانتهى الموضوع، مطروح منذ عام 1948 والآن يجدد، هنالك خطورة حقيقية مما يخطط له من صفقة القرن وغير صفقة القرن، وللاسف الشديد ليس هنالك من وضوح سياسي بل هنالك استسلام للإرادة الأميركية في هذا الموضوع، ونضيف اليها هذه المدينة العجيبة الغريبة التي يبنيها محمد بن سلمان على مدخل خليج العقبة في شمال السعودية، وهي مدينة انفق عليها اكثر من مئات المليارات، وهي مدينة كاملة للسياحة وللفساد على طريقة شرم الشيخ وهي قريبة من اسرائيل جدا، وبالتالي الله اعلم ماذا يخطط لهذا الامر... ما خططوه للمقاومة وللبنان ولسوريا وما يخططونه دائما ليس قدرا الهيا، الله تعالى أفشلهم في لبنان، من كان يظن ان هذا يمكن ان يحصل؟...

وزع منذ ايام شريط قصير اقل من ثلاثة دقائق لسماحة السيد حسن نصر الله يتحدث عن الايام الاولى من حرب تموز يقول كانوا يتحدثون بصلف وكبرياء على اساس منتصرين، فقال له الوسيط القرار اتخذ بسحق المقاومة عالميا وعربيا، اذا اردتم ان نتوقف فعليكم بتسليم السلاح والاستسلام الكامل، وان تأتي قوات متعددة الجنسية تنتشر على الحدود كلها حتى مع سوريا وان يسلم الجنديين اللذان خطفا في ذلك الوقت، فقال سماحته كلاما مؤثرا جدا قال انا عشت كربلاء وشعار هيهات منا الذلة منذ ان كنت طفلا ولكن لم اشعر بحقيقة هذا الشعار إلا في تلك اللحظة: ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين السلة او الذلة وهيهات منا الذلة... عندما توضع هذه الشعارات العظيمة موضع التنفيذ يجب على الجميع ان يحترم ان يفهم اين نحن وماذا تفعل هذه الشعارات اذا وضعت موضع التنفيذ وليست مجرد ذكرى تاريخية وليست مجرد سيرة نتلوها لنبكي او لنقوم بما يغضب الاخرين مثلا كما يقال، انها شعارات من اجل رفع مستوى الامة، من اجل تغيير التاريخ الذي يكتبونه زورا، وهذا ايضا بالتأكيد ما بدأ به الامام موسى الصدر الذي وضعها ايضا موضع التنفيذ على كل الصعد، على صعيد محاولات حثيثة في تجميع قوة المسلمين في ذلك الوقت، حتى الشهيد الشيخ حسن خالد حدثني مرة منذ ذلك الوقت ان سماحة السيد موسى الصدر عرض عليي ان نوحد الاذان في مساجد المسلمين في لبنان، هذا ما نريده  " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)" سورة الصف،  المقاومة تقول وتفعل، أبطال الحسين الحقيقيون يرفعون الشعارات ويطبقونها، الذين يحبون آل البيت ويحبون امة الإسلام ونهضة الإسلام هؤلاء يجعلون هذه الذكرى الاليمة يجعلونها واقعا او يجعلونها مستقبلا ليتحسن كل شيء، وهذا وعد الهي بان يجدد الله الدين وان يزيل إسرائيل وان غدا لناظره قريب.

 

 

 
https://taghribnews.com/vdcbfgbfarhb00p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز