تاريخ النشر2018 26 July ساعة 15:22
رقم : 345804

حوار اسلامي في لندن:نحو خريطة طريق لاستعادة الدور والفعالية

تنا-بيروت
مرة اخرى ينجح منتدى الوحدة الاسلامية في لندن بجمع عدد كبير من القيادات والشخصيات الاسلامية المتنوعة الانتماء السياسي والفكري، من اجل بحث الازمات القائمة في الواقع الاسلامي ووضع الية عمل وخريطة طريق لاستعادة دور وفعالية الحضور الاسلامي سواء في بلاد المهجر او في البلاد العربية والاسلامية.
حوار اسلامي في لندن:نحو خريطة طريق لاستعادة الدور والفعالية
قاسم قصير - موقع عربي 21


فما بين 20 و22 تموز (يوليو) الجاري عقد في لندن المؤتمر الحادي عشر لمنتدى الوحدة الاسلامية تحت عنوان : الاسلام يقود الحياة ، وحضره وفود من مصر ولبنان والعراق واليمن ووالبحرين وتركيا وروسيا والصومال والمغرب وفرنسا .

ويشارك في اعمال المنتدى والاشراف عليه قيادات من حركة الاخوان المسلمين وتجمع العلماء المسلمين في لبنان ومجلس التقريب بين المذاهب الاسلامية في ايران والعراق، وحزب السعادة التركي ، اضافة لشخصيات معارضة من البحرين ومن مختلف الاطياف العراقية ، مما يجعله منتدى اسلامي فكري وسياسي وحدوي حقيقي.

ومع ان الشعار الذي طرحه المنتدى وهو شعار : الاسلام يقود الحياة ، هو شعار مثالي ويتطلب جهدا فكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا تجديديا من اجل تحقيقه وتطبيقه عمليا ، فان النقاشات التي دارت في المؤتمر كانت مهمة وعميقة ونجحت في اثارة مختلف المشكلات التي يواجهها المسلمون اليوم سواء في بلاد المهجر او في الدول العربية والاسلامية، كما تعرضت الحوارت الى تجارب الحركات الاسلامية في الحكم والمعارضة والاسباب التي ادت الى تحقيق بعض النجاحات ، او اسباب الفشل والتراجع الذي عانت منه.

وقد توزعت اعمال المؤتمر على عدة جلسات وكانت حول الموضوعات التالية : رسالة الدين ومستقبل البشرية ، القيم الانسانية والحضارية في الاسلام ، دور الاسلام والتشريعات الاسلامية في الانظمة الوضعية ، القضية الفلسطينية في ضمير الامة.

وقد طرح المشاركون من خلال مداخلاتهم والمناقشات التي جرت في الجلسات المختلفة النقاط التالية :

اولا : ان عنوان المؤتمر هو موضوع سجالي ويفتح المجال مجددا لمناقشة دور الاسلام في الحياة العامة وضرورة استمرار هذا الحوار والنقاش من اجل تقييم كل تجربة الصحوة الاسلامية ولا سيما في العقود الاربعة الاخيرة.

ثانيا: الحاجة القوية لاستعادة مفهوم الرحمة في المشروع الاسلامي  اليوم ولا سيما على صعيد علاقات المسلمين فيما بينهم اولا ومع الاخرين ثانيا  ، وعلى المستوى الفردي او المؤسساتي ، وذلك لتغيير الصورة النمطية السلبية عن المسلمين والتي انتشرت في السنوات الاخيرة.

ثالثا: ضرورة استعادة الدور الريادي للاسلام والمسلمين على المستوى العالمي وكيفية المساهمة في بناء السلام العالمي ورفض اي صورة نمطية من ان الاسلام يدعو للعنف وقتل الاخرين ، خصوصا ان العالم اليوم يواجه مشكلات حضارية وسياسية ادت لانتشار الحروب والصراعات.

رابعا : التقاء الاسلام مع بقية الرسالات السماوية وحتى مع بعض الانظمة الوضعية في الدعوة لتعزيز القيم الانسانية والدفاع عن مصالح الانسان وفطرته وحقوقه الطبيعية ، واذا كانت هناك اختلافات مع القوانين والانظمة السياسية القائمة في العالم فهذا لا يبرر عدم البحث عن القواسم المشتركة مع بقية الرسالات والطروحات الانسانية الاخرى.

خامسا : ضرورة بث افكار جديدة عن دور الدين في الحياة العامة ولا سيما على الصعيد العملي وفي الواقع الاجتماعي في ظل ما نشهده من تراجع في بعض المجتمعات للانتماء الديني وانتشار الالحاد ، وهذا ما يحمّل العلماء والمفكرين والفقهاء مسؤولية كبيرة في تجديد الفكر الديني ومواكبته لروح العصر.

سادسا: العلاقة المحورية بين الاسلام والحرية ورفض كل ما يدعو لاكراه الانسان على اتباع دين معين وبالمقابل رفض استعباد وظلم البشر من اية جهة اتى ، واعتبار الحرية والكرامة من ابرز عناوين الاسلام واهدافه وهي احدى الرسائل الاساسية للمؤتمر.

سابعا : الحاجة الماسة لمواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الاسلام والمسلمون في انحاء العالم ، وضرورة التعاون بين كافة الحركات والهيئات الاسلامية من اجل مواجهة التنكيل والظلم والاعتقالات  مع رفض الانجرار لمعارك هامشية ، والعمل مجددا لتعبئة الامة واعادة الاعتبار لمفهوم الامة الواحدة في مواجهة الهجمة العالمية على الاسلام والمسلمين.

ثامنا : اهمية دور الشباب في العمل الاسلامي وكذلك الاستفادة من كل التقنيات الحديثة للرد على الحملات التي تشوه صورة الانسان مع تقديم النموذج الصحيح على مستوى الافراد والمؤسسات والاحزاب والدول.

تاسعا : اعطاء الاولوية لهموم الناس الطبيعية وخصوصا تأمين الحياة الكريمة والحاجات الاساسية من ماء وسكن وكهرباء وتمية اقتصادية ومواجهة الفقر ، والاهتمام بمواجهة الفساد المستشري سياسيا واجتماعيا.

عاشرا: رفض اي اقتتال داخلي والعمل من اجل وقف الحروب والصراعات القائمة واحترام التعددية الفكرية والمذهبية والدينية ونبذ الغلو والتطرف والعنف.

حادي عشر: الاهتمام بالقضية الفلسطينية من قبل كل الحركات والهيئات الاسلامية ووضع الخطط العملية لمواجهة صفقة القرن ودعم قوى المقاومة وتقديم كل اشكال الدعم للشعب الفلسطيني.

واضافة للجلسات العامة والنقاشات المفتوحة فقد شكل المؤتمر الفرصة المناسبة لعدد من قيادات الحركة الاسلامية للقاء والحوار والبحث في كيفية وضع خارطة طريق عملية  من اجل تعزيز التواصل المباشر ومعالجة كل الاشكالات التي برزت في السنوات الاخيرة والنهوض مجددا لبناء مشروع اسلامي موحد وتقييم كل المرحلة الماضية بسلبياتها وايجابياتها.

ومرة اخرى تنجح عاصمة اوروبية بان تكون مقرا لحوار اسلامي - اسلامي وهذا ما اصبحنا نفتقده في عواصمنا العربية والاسلامية.

كما اقيم على هامش المؤتمر حوار اسلامي - مسيحي في مقر مؤسسة الابرار في لندن وبدعوة من منتدى الوحدة الاسلامية جمع قيادات وناشطين يعملون في الحقل الاجتماعي والفكري وقدموا شهادات عن تجاربهم الحوارية .

فهل يكون هذا المنتدى بداية طريق لبناء صفحة جديدة في الواقع الاسلامي ام اننا سنعود ونغرق مجددا في الصراعات الحزبية والاقليمية والفكرية؟
https://taghribnews.com/vdcdzk0soyt0oj6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز