تاريخ النشر2018 29 June ساعة 14:03
رقم : 339769

فوائد ذكر الله تعالى آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي

تنا-بيروت
١-إذا لم ينبعث الذكر من العادة والتكرار، ولم يكن مجرّد تحريك للّسان وتكرارٍ للكلمات، بل تمّ التوجّه إلى حقائقه الروحية المودعة فيه، فلا شكّ أنّه سيكون موجباً لظهور حالةٍ روحانية، حالة إذا أدركها الإنسان، سيتحرّر من أسر الضلالة وقيود الماديات، وتُصبح حياته ذات معنى، وتتبدّل من الحياة الطبيعية المحضة إلى الحياة الإنسانية المعقولة.
فوائد ذكر الله تعالى آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
 ٢- إنّ ذكر الله يؤدي إلى الطمأنينة والهدوء والنشاط في الروح الإنسانية، ويوصلها إلى حالة الاعتدال. من جهة إنّ الذكر لا يسمح لكلّ الأحزان الناشئة من الاختلالات والنقائص الموجودة في الحياة الطبيعية أن تقضي على الإنسان وتهزمه، ومن جهة أخرى، سيكون مانعاً من طغيان الإنسان وسكره أثناء الفرح. يقول الله تعالى في القرآن الكريم بهذا الصدد: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)} ( سورة الرعد )...

 ٣-إنّ ذكر الله يقضي على الوساوس والخيالات والأوهام والعوامل الأخرى، التي تؤدي إلى حدوث الاختلالات الفكريّة والاضطرابات الروحية، ولا يسمح للقوى المنتجة في الذهن والروح أن تذهب هدراً.

 ٤-إنّ ذكر الله بالإضافة إلى أنّه يُصفّي الباطن الإنساني من الكدورات والوساوس والأوهام، يُمكن أن يُنظّم الأنشطة الذهنية والروحية للإنسان، فتنكشف له تلك المجهولات ويُصبح تشخيص الحقيقة عنده ميسّراً { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)} ( سورة الأعراف ) إنّ التعبير بالطائف، يحكي عن أنّ الوساوس الشيطانية تُشبه ذاك الشيء الذي يطوف حول فكر الإنسان وروحه، لكي ينفذ إلى باطنه، فإذا قام الإنسان في مثل هذه الحالات بذكر الله، سيلتفت إلى العواقب المشؤومة للمعصية والتلوّث بالوساوس الشيطانية، وسيُدرك أنّه في محضر الله القدير والعليم، الذي يُشرف على أعمق زوايا روحه وقلبه، ويطّلع عليها، وبهذه الوسيلة سيُبعد الوساوس عن حرم قلبه، أمّا إذا لم ينهض إلى ذكر الله، واستولت عليه الغفلة، وتمكّنت تلك الوساوس من النفوذ إلى قلبه، فإنّه سينتهي إلى الغفلة والاستسلام للوساوس الشيطانية.

 ٥- إنّ ذكر الله مقدمةٌ للاستغفار التوبة { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ } ( سورة آل عمران الآية 135 ) يُستفاد من هذه الآية أنّ الإنسان ما دام ذاكراً لله ويرى نفسه في محضره المقدّس، فلن يرتكب المعصية.

 إنّ ارتكاب المعصية إنّما يحصل حين ينسى الإنسان ربّه، ويُبتلى بالغفلة، إنّ ابتلاء الإنسان بالغفلة هو أمرٌ مؤقتٌ وعابرٌ عند المؤمنين، لأنّهم سرعان ما يعودون إلى ذكر الله، ويكون هذا الذكر باعثاً على التفاتهم إلى خطاياهم فيتوبوا، وذلك لأنّهم يعلمون أنّ الله وحده هو الذي يغفر الذنوب وإليه ملاذ العصاة وأملهم.
https://taghribnews.com/vdcg3y9wyak9wu4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز