تاريخ النشر2018 21 June ساعة 15:58
رقم : 338236

فن التعامل مع الآخرين

تنا-بيروت
يُعتبر التواصل الإجتماعي تقنية من التقنيات التي تقوم على فهم التفاعلات البشرية، وهو علمٌ قائمٌ بذاته، له أساليبه الخاصة به ومقوماته وأشكاله المحددة، ويمكن تشبيهه بأنّه الوعاء الذي تستقي العلوم الأخرى منه الوسائل والتقنيات لإنجاز أهدافها وتحقيق ما تسعى له من غايات.
فن التعامل مع الآخرين
 ومُنطلق مفهوم التواصل يأتي من الآية الكريمة التي تُذكّر الناس بوحدة أصلهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم).

 هناك العديد من النصائح والأساليب التي تُفيد من أراد أن يمتلك فن التعامل مع الناس، وهي كالآتي:

§ الإهتمام بالإنطباع الأول: إنّ اهتمام الفرد بالإنطباع الأول الذي يتركه لدى الآخرين غالباً ما يكون نفس الإنطباع الأخير للفرد الذي يأخذونه عنه؛ ولذلك على الفرد أن يتحكم ويسيطر على تصرفاته مع الآخرين، لأنه من الصعوبة تغيير نظرة الآخرين وتغيير فكرتهم.

§  يتقبلك الآخرون حسب تقديرك لنفسك: القليل من الناس من يدرك أنّ العالم يشكّل فكرته عن الشخص، من خلال رأيه هو عن نفسه ولذلك من الجيد والمفيد أن يتخذ الإنسان لنفسه المكانة التي تناسبه، وعندها سيُجبر الآخرين على إحترامهِ بنفس المكانة التي اختارها لنفسه، فمن تعامل مع الآخرين على أنّه لا شيء في المجتمع، فإنّ العالم سيتعامل معه بنفس الدرجة، ومن تصرّف على أنّه ذو شأنٍ عظيم، فإنّ العالم لن يكون لديهِ خيارٌ في ذلك، وسيعاملهُ على أنّه شخصٌ له شأنٌ فعلاً.

 
§ تجنّب ترك الانطباع السيء بلا قصد: يحكم الناس على الفرد ليس فقط بالقيمة والمكانة التي يضعها هو لنفسه، بل أيضاً بطريقة حكمهِ على الأشياء وتقييمهِ لها، فمن يتحدّث عن الوظيفة السابقة له، التي كان يعمل بها بإنزعاجٍ وتحقير وتقليل من شأن من كان يعملُ لديه؛ فإنّ من ينصت إليه سيعتقد أنه لن يكون بمقدورهِ أن يصبح شيئاً مهماً هو الآخر.

§ البعد عن انتقاد الآخرين: من الأمور المهمة التي تُساعد الفرد على إتقان فنّ التعامل مع الناس ، إدراكهِ لحقيقة أنّ الناس لا تُحبُّ من ينتقد الآخرين أمامهم، حتى وإن كان منافساً لك في العمل أو في أمرٍ آخر؛ فمن كان يُريد أن يترك إنطباعاً طيباً عنه لدى الآخرين، عليه أن يعمل على تحسين صورتهِ أمامهم، والبعد عن الأحاديث السلبيّة عن الآخرين، والإنتقادات التي تنمّ عن وجود الكراهيّة، والمزاجية السلبية.

 
§ أهمية لغة الجسد: في التواصل يتفق الباحثون على أنّ لغة الجسد لها أهميةٌ كبيرةٌ في عملية التفاوض في المواقف العديدة بين الأشخاص، ومن الجدير بالذكر أنّ الكثير من الناس يفتقرون إلى إدراك معنى المسافات، وكيفية قراءة لغة الجسد عند الآخرين، فهذه اللغة تظهر بصفةٍ خاصةٍ من خلال مراقبة الفرد للتلميحات، والإشارات غير الشفهية، ويُعتبر التواصل غير الشفهي من العمليات المعقدة، التي تعتمد على الصوت، والنبرة، والطبقة، والنغم، وحركات الجسد، فهناك شيءٌ يدعى الجسد الناطق، فما يخفيه المرء بكلامه، يظهره الجسد بواسطة الإيماءات، والإشارات التي تُبث منه، وبعبارةٍ أخرى فإنّ لغة الجسد هي: وسيلة التواصل بين الناس، التي لا تعتمد على الكلمات المحكّية، أنّها الوسيلة غير الناطقةِ، وهي الوسيلة الأكثر استعمالاً في العالم، والتي تؤمّن للفرد سبل النجاح.


§ فنّ تحويل الأعداء لأصدقاء: قد يتسرّع البعض من الناس، ويُظهر الشخص ما فيه من غضبٍ وغيظٍ أمام الطرف الآخر، ويستخدم في ذلك صوته المرتفع وأسلوبه العدواني، فإنّ هذه الوسائل قد تكون سبباً في بُعد الآخرين عنه، وتجنّب الحديث معه.
يقول لنكولن: (إنّ قطرة من العسل تصيد من الذباب أكثر مما يصيد برميل من العلقم)، وهكذا بالنسبة للتعامل مع الناس، فإذا أراد الانسان أن يكسب شخصاً فعليهِ أن يُظهر له مدى صداقته، وأنّه الصديق المخلص له، ولذلك فإنّ التعامل مع الآخرين برفقٍ ولين وترك العنف والغضب جانباً هو أنجح الوسائل في كسب الأعداء وتحويلهم إلى أصدقاء.
https://taghribnews.com/vdcexv8xpjh8xwi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز