تاريخ النشر2018 26 May ساعة 19:19
رقم : 333274

العميد أمين حطيط: ترامب يوجه الشروط لأنّه لا يملك القوة على فرضها

تنا-بيروت
طرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، 12 شرطا للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، داعياً جميع حلفاء الولايات المتحدة للانضمام إلى الجهد الأمريكي ضد إيران.
العميد أمين حطيط: ترامب يوجه الشروط  لأنّه لا يملك القوة على فرضها
وأعلن بومبيو، الاثنين 21 مايو/أيار ، عن سياسة الولايات المتحدة لمواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية ، إلى جانب الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه الاتفاق النووي مع طهران.

وبهذا الصدد رأى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور أمين حطيط، أن الهدف من حزمة الشروط التي طرحت هو أن تتنازل الجمهورية الاسلامية الايرانية دورها الإستراتيجي في المنطقة وموقعها الجيوسياسي.

وفي حديث لوكالة أنباء التقریب(TNA)- بيروت، أكد العميد حطيط ان من يدرس الشروط ويحللها يستطيع أن يختصرها بعبارات موجزة بالقول أنَ على إيران أن تتخلى عن قوتها، فضلاً عن ذلك يفرض عليها التنازل عن ركن رئيسي في سياستها وهو الاستقلالية والحماية الذاتية لهذا الاستقلال.

واضاف" وبالتالي نحن نصنّف هذه الشروط بالتعجيزية التي لا يمكن لإيران  أن تقبل بها". ووصف الخبير حطيط الشروط بالمثيرة للسخرية، مشدداً على أن ترامب يوجه الشروط  لأنّه لا يملك القوة على فرضها، ويعرف أنه إذا اتجه لمسرات الضغط المتعددة لن يستطيع أن يحقق شيء منها.

وعن اذا كانت تعني هذه الشروط  فشل السياسة الامريكية المتهورة امام عقلانية وحنكة السياسة الايرانية في المنطقة، اجاب العميد حطيط " هذه الشروط تعني أولاً قصور نظر وغرور لدى الأميركي، الذي يبدو من خلال شروطه لا زال  يعيش في الحقبة السابقة، حيث كانت أميركا تقرر للعالم"، مؤكداَ أنّ اميركا اليوم  ليست كذلك خاصةً بعد الهزيمة الاستراتيجية التي تلقتها على جرعات متتالية.

واردف قائلاً" الجرعة الأولى في العام 2006 الذي ثبتت هزيمة ال 2000 في لبنان، ثم الجرعة الثانية ما بين عام 2008 و 2009 من خلال الحرب النائمة التي شنت من لبنان وإيران، ثم الهزيمة المدوية التي فشلت والتي كانت عدوناً  تحت عنوان ما سمي ب"الربيع العربي" والذي كان مقرراً بموجبه أن تدمر البلدان وتخضع للقرار الأميركي وأن يتفكك محور المقاومة وأن تسود في منطقة الشرق الأوسط (غرب اسيا) السياسة الأميركية التي تحولها إلى مستعمرة أميركية ، معتبراً أن  هذه الأهداف فشلت وترى أميركا أن هذه الشروط تعوضها فشلها  في تفكيك محور المقاومة الذي عجزت عن تفكيكه في الميدان.

وحول الرد الايراني المتوقع على هذه التخرصات، اشار الخبير حطيط الى عقلانية الجمهورية الاسلامية الايرانية حتى الأن، منذ إنسحاب أميركا من الاتفاق النووي.

وقال" أن الرد الإيراني رداً عقلانياً موضوعياً يتسم بالموضوعية والاقتدار فأول عنوان رئيسي ينبغي أن تتمسك وتستمر  به إيران هو العقلانية التي اتسمت بها مواقفها البعيدة عن الانفعالية وردات الفعل الغير محسوبة".

 ورأى أنّ الخطة الأميركية كانت عند الانسحاب تبنى على أساس التوقع بأن إيران ستقوم بردة فعل انفعالية وتنسحب من الاتفاق النووي، وتسحب توقيعها عن إتفاقية منع  إنتشار الأسلحة النووية، ما يعطي الذريعة لأمريكا بإعادة ملفها إلى مجلس الأمن وفرض عقوبات دولية عليها أو تطوير هذا الموقف بحرب تشكلها أميركا لكن إيران عملت مع الأمر بروية وعقلانية، فأعلنت أنها متمسكة بالإتفاق طالما أن الأخرين  تمسكوا به وهذه السياسة ستؤدي في حال نجاحها إلى عزلة أميركا بدلاً من أن تعزل إيران .

واعتبر أنّ ما حصل في 48 ساعة الأخيرة في إجتماع للدول  الأطراف في الاتفاق النووي  جميعاً أي ال 4+1 بعد أن أبقيت أميركا خارجه، دليل على نجاح السياسة الإيرانية.

وختم "إيران يمكنها أن تتابع بنفس هذه السياسة وتحي الاتفاق مع من يريد البقاء، وإذا إنهار الاتفاق كلياً تستطيع أن تتجه إلى من تتحالف معه لتكوين كتلة دولية مواجهة لأميركا".
https://taghribnews.com/vdcbzfbfarhbf5p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز