تاريخ النشر2018 24 May ساعة 16:30
رقم : 332921

عاصمة المقاومة فاتحة عهد التحرير

تنا-بيروت
لم يكن الخامس والعشرين من أيار حدثاً عادياً في تاريخ لبنان. الوطن الصغير بجغرافيته، تمكّن بفضل ثلة قليلة من المجاهدين من هزيمة أعتى الجيوش في العالم. إلا أنّ هذا التاريخ سبقه الكثير من محطات التحرير المشرّفة. فالمقاومة التي حرّرت الأرض عام 2000، وجعلت المحتل يلملم أذيال الخيبة وينسحب مهزوماً بلا قيد أو شرط، هي نفسها -وإن اختلفت الأزمنة والأمكنة - التي حرّرت مدينة صيدا، الحدث الذي لا يمكن القفز عنه، ونحن نقلّب صفحات العز والانتصار. ففي السادس عشر من شباط 1985، شهدت هذه المدينة حدث تحريرها من رجس العدو الصهيوني بعد احتلال دام ما يقارب السنوات الثلاث. المدينة التي استحقت لقب عاصمة المقاومة بجدارة، قاومت بشراسة المحتل، في وقت سادت فيه المقولة الانهزامية "العين لا تقاوم المخرز". فكان أن قاومت العيون الساهرة على الوطن ذاك المحتل، وأرغمته على الانسحاب في انتصار لم يُسجّل لصيدا وأبنائها فقط، بل لكل لبنان.
عاصمة المقاومة فاتحة عهد التحرير
فاطمة سلامة

لم تكن أيام وليالي صيدا المحتلة شبيهة بتلك المحررة. "خلية نحل" مقاوِمة عاشتها المدينة، وفق ما يروي معاصرو تلك الحقبة. الجنوبيون لم يهضموا بأي شكل من الأشكال مشهد الصهاينة، وهم يتنقلون في صيدا بوابة العبور الى الجنوب بأكمله. فكان أن شهدت المدينة المحتلة كافة أشكال النضال الذي لم يقتصر على أبنائها فقط، بل زحف اليها المقاومون من كل حدب وصوب، واستشهد العشرات منهم. مختلف القوى السياسية قالت كلمتها "لا للمحتل"، لتلتقي مع القوى العسكرية، وتشكّل قوة مواجهة انتهت بطرد المحتل ذليلاً مدحوراً، لتشكّل باكورة الانتصارات التي تُوجّت بالنصر الكبير عام 2000.

رئيس تيار "الفجر" الحاج عبد الله الترياقي، -الذي رسمت قواته إحدى أهم المحطات المؤسسة لتحرير صيدا، عبر العملية البطولية التي ذهب خلالها عدد من الشهداء- يستذكر في حديث لموقع "العهد الإخباري" كيف بدأت صيدا منفردة في الصراع مع العدو الصهيوني في الوقت الذي عزّ فيه الرجال بمواجهة هذا العدو حيث التواطؤ والتخاذل، فيما وقفت ثلة من المؤمنين وانتفضوا في وجه العدو، وكان هناك اناس داعمون، جدا امثال الشهيد السيد عباس الموسوي واخوانه والشهيد عماد مغنية الذين دعموا هذا العمل المقاوم بكل أشكاله وقدموا له الغالي والنفيس".

وفي الذكرى الثامنة عشرة على تحرير الجنوب اللبناني من رجس الاحتلال، يشدد الترياقي على أن "25 أيار عام 2000 يشكّل محطة تاريخية كبرى تمكنت فيها المقاومة من تسجيل انتصار تاريخي كبير على العدو "الاسرائيلي" الذي هزم بعض الأنظمة العربية وحكامها، وكان الانتصار تتويجاً لجهاد المئات والآلاف من الشباب المقاوم والمجاهد الذين تمكنوا من خلال ايمانهم العظيم من انزال الهزيمة بالعدو "الاسرائيلي" ومن ورائه أميركا".

لا يُنكر الترياقي أنّ" اللبنانيين عاشوا في 25 ايار أبهى معاني العزة والكرامة والعنفوان، وأصبح الوطن رمزاً للتحرر والاستقلال الحقيقي والمقاومة المفروضة وباتت فلسطين قريبة جداً لتهتز أرضها تحت أقدام الغزاة المحتلين". وفق قناعاته، "ولدت في تلك الايام حقائق جديدة أكثر صعوبة على المشروع الصهيوني وأسياده وبات التخاذل لغة مرفوضة في كل ساحة تحضر فيها المقاومة، وتحوّل الفرار الصهيوني من الارض اللبنانية مناسبة سعيدة لجنود وضباط الجيش الذي "لا يقهر" ولعائلاتهم المهددة بالثكل".

يؤكّد رئيس تيار "الفجر" أنّ" لبنان أصبح بفضل المقاومة رقماً صعباً تتكسر على صخرته مخططات الأعداء وبتنا منتصرين من داخلنا على كل أشكال الهزائم النفسية وها هو انتصارنا يكبر ويهدد العمق الوجودي للكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين، تلك الساحة المضيئة الساطعة البطولات من قبل أبنائها ومجاهديها والتي تقدم اليوم وأمس وغدا شلالاً من الدم الطاهر الزكي بكل عطاء وسخاء وشجاعة".

يستحضر الترياقي في هذه الذكرى العظيمة وعيد المقاومة والتحرير تضحيات المقاومين وأرواحهم التي بذلت في سبيل الله فتمكنوا من كتابة التاريخ بأحرف من نور ليتحقق وعد الله. وفي هذا الصدد، يؤكد أن" صيدا ستبقى رمز المقاومة وجزء لا يتجزأ من الجنوب، وهي عاصمة المقاومة والجنوب ولا يمكن لاي متخاذل أو متكالب أن ينزع الصفة عنها أو يغير من تاريخها. هذا التاريخ الساطع الناصع لا يمكن أن يتغير فهي جزء لا يتجزأ من جنوب لبنان". وهنا يؤكّد رئيس تيار "الفجر" أن السبيل الوحيد لتحرير فلسطين هي المقاومة ولا غنى عنها واي شيء غير المقاومة فيه تله وعبث، معتبراً أنه لا بد للمقاومة في فلسطين من أن تتوحد وترجع الى اصالتها حتى تستطيع أن تواجه أكبر قوة في العالم".
https://taghribnews.com/vdcj88etvuqethz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز