تاريخ النشر2018 16 May ساعة 14:48
رقم : 331124

هل أزفت نهاية الكيان الصهيوني في عامه السبعين؟

تنا-بيروت
لا نملك أسلحة دمار شامل ولكن لدينا ما هو أشد مضاءً وبأساً مما سيفضي إلى إنهاء وجود العدو على أرضنا وشيكاً، وغني عن البيان القول إننا لسنا في حاجة إلى مثل هذه الأسلحة في معركتنا الوجودية الحتمية القادمة معه، حتى لو كنا نملكها حرصاً منا على أهلنا هناك، الذين تكاد أعدادهم توازي أعداد بني "إسرائيل"، ناهيكم عن عامل الردع الإنساني الأخلاقي الذي يحول بيننا وبين استخدامها حتى لو وجدت، كما أسلفنا.
هل أزفت نهاية الكيان الصهيوني في عامه السبعين؟
يوسف جاد الحق - شام تايمز

أسلحتنا الأشد مضاء والأعظم قوة تتمثل في:

إيمان حلف المقاومة، بجميع أطرافه، بحتمية استعادة الشعب الفلسطيني لأرضه التي اغتصبت من عصابات الإجرام الصهيوني، التي لم تكتف بذلك بل انغمست في انتهاك كل حقوقه، حتى في الحياة نفسها، فأعملت فيه القتل والأسر والتعذيب على مدى سبعة عقود أو تزيد، هي مسألة إيمانية متجذرة في نفوس أفراد جميع أطراف هذا الحلف، سورية وفلسطين وإيران والمقاومة اللبنانية، التي تأخذ على عاتقها العهد الملزم بالنضال بلا هوادة وصولاً إلى التحرير الكامل الشامل.

إن جيش العدو الذي أنشئ ودعم وبني على أساس تفوقه على الجيوش العربية كافة، حتى لو اجتمعت، وهو ما لم يكن ليحدث لأسباب ليس هنا مجال الخوض فيها، هذا الجيش فقد تفوقه، ولاسيما سلاح طيرانه الذي كان عماده الأهم، فلم يعد له القدرة على حماية كيانه لو قامت حرب في مواجهته أطرافها حلف المقاومة، وقد أثبتت ذلك وقائع حرب عام 1973، وخروجه من جنوب لبنان فراراً للنجاة بنفسه عام 2000، وهزائمه المتكررة في عام 2006 في لبنان، ثم في غزة عامي 2008- 2009 وعام 2014.

إن المستجد هو سلاح الصواريخ المتعددة القدرات والأبعاد التي أصبحت تغطي كل شبر في الأرض الفلسطينية والتي يملك منها حلف المقاومة أعداداً هائلة على صعيد المدى والمسافة التي تصل إليها من جهة والساحات التي تغطيها تماماً عندما تقع الواقعة، إذا ما فتحت يأجوج ومأجوج عليه من جهة ثانية.
إن الفرد الإسرائيلي الطارئ على الأرض، غير المتجذر فيها، سوف يفكر أول ما يفكر في الرحيل عنها عائداً من حيث أتى هو أو آباؤه، فلماذا يموت هنا؟ ومن أجل ماذا؟ لإرضاء نزوات بنيامين نتنياهو وإيهود باراك وو.. إلخ؟ هكذا سوف يسأل نفسه وأسرته وجيرته معه، مطلبه عندئذ النجاة من أهوال حرب مميتة تستهدف وجوده.

من المعروف أن كل إسرائيلي يملك جواز سفر إضافياً لبلد أوروبي ما، أو أميركي أو كندي، وليس أسهل عليه من أن يضب أغراضه ويرحل.

ليس من أهداف مثل هذه الحرب على العدو، القتل لكل من في فلسطين منهم، بل حملهم على الرحيل عنها، لكي يستعيد الأرض أصحابها، وتصبح العودة عندئذ تلقائية، وليست مستجداة تحت اسم «حق العودة» لمدة 70 سنة من دون أن «يسمح» العدو بالعودة لأحد، كانت عملية إلهاء وخديعة وتعلق بالأوهام والأحلام ليس إلا.

يؤمن حلف المقاومة بأنه ما من أحد غيره سوف يقوم بهذه المهمة المتجذرة قداستها في أعماقه، إذ إن فلسطين في ضميره ووجدانه هي أولى القبلتين، وثالث الحرمين، أسري بالرسول عليه السلام إليها من مكة المكرمة، ومن مسجدها الأقصى عرج به إلى السموات العلا، إذاً هي لديه مسألة عقيدة ومبدأ وإيمان، إضافة إلى كونها قضية عدل وحق، ومسألة وجود، نكون أو نكون ولا خيار آخر.

إذا ما فتحت المعركة المنتظرة هذه إثر أول اعتداء يقوم به العدو، وهو لا بد فاعل لأنه جبل على العدوان واعتاده، أو جهة ما من حلفائه وحماته، فإن انهيال الصواريخ على حاويات الأمونيا في حيفا، أو على السفن الراسية، أو المتحركة في البحر، أو على مفاعل ديمونا في جنوب فلسطين، أو مفاعل مستعمرة ريشون القريب من كثبان الرمال بين يبنا ويافا، قد يشجع مقاتلين شرفاء يزحفون نحو أرض المعركة من الأردن ومن العراق شرقاً، وربما من بلاد عربية أخرى، على الإسهام في عملية التحرير، عندما يرون المعركة الجادة الحازمة تقوم بالفعل الذي طال انتظاره، وكانت تتوق إليه وتنتظره على مدى الزمن المنصرم.

العدو سيجد نفسه في حصار مميت أشد هولاً من حصاره لقطاع غزة، هذا الرافد الشعبي العربي الإيراني الحر سوف يسهم في حسم المعركة النهائية التي لابد أنها آتية وآتية عما قريب، وفي تصوري أنها لن تتأخر عن عام أو عامين على أبعد تقدير فظروفها اليوم مواتية تماماً.

صحيح أن العدو يملك سلاحاً نووياً، ولكن هذا السلاح لديه، يهدف إلى الردع والتخويف وليس إلى إدخاله في المعركة في أي ظرف كان، فالعدو يعرف أن خطر استخدام هذا السلاح عليه قبل غيره، وربما أكثر من غيره، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن أميركا نفسها، حاميته الأولى، لن تسمح له بذلك، حفاظاً عليه أولاً ولأسباب إستراتيجية ودولية أخرى معقدة متشابكة، ونذكر أنه قد حدث أن هددت رئيسة وزراء الكيان عام 1973 غولدا مائير باستخدام القنبلة الذرية يوم قامت سورية ومصر بالهجوم على "إسرائيل" فمنعها الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون من ذلك، وقدم لهم عوناً عسكرياً عن طريق جسر جوي يحمل إليهم العتاد والمقاتلين للدخول مباشرةً في المعركة.

في صغرنا، وقبل رحيلنا عن الديار، كنا نسمع أمهاتنا وأجدادنا وكل من حولنا يقولون إن اليهود سيحتلون فلسطين ويقيمون فيها دولة. هذه الدولة قد تعيش سبع سنين، فإن تجاوزتها فسوف تعيش سبعين سنة، وتنتهي عند ذلك!

قد يراها بعضهم حكاية ساذجة ولكني لا أراها كذلك! إذ يبدو لي أنها لم تأتِ من فراغ، لقد قرؤوا أو سمعوا نبوءات الأقدمين، وعن جفر الإمام علي كرم الله وجهه ورضي عنه، كما أن هذه النبوءة عن نهايتهم وردت في القرآن الكريم في سورة الإسراء وفي أحاديث الرسول محمد عليه السلام المتوارثة والمتواترة.

من أدلة ذلك أن تجمعهم من شتات الأرض في هذا الزمن بالذات خلال القرن الماضي، ودخولهم إليها «لفيفاً» هو المقدمة لما أنبأتنا به، وإلا فكيف ينتهون لو بقوا متفرقين في الشتات كل بضعة منهم في بلد؟

هذا التجمع، ثم وجودهم عياناً في فلسطين، هو المقدمة وتوطئة لتحل عليهم لعنة النهاية المحتمة التي لن تتخلف، فسنن الله في الكون لا تتخلف أبداً ومن سننه أن الظلم لا يدوم مهما امتد زمانه.

نهاية العدو وشيكة آتية لا ريب فيها، وهي أقرب مما يتصورون، وها هي مقدماتها بادية اليوم لكل ذي عينين، وكل ذي بصر وبصيرة.

 
https://taghribnews.com/vdcdxf0soyt0sf6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز