تاريخ النشر2018 2 April ساعة 13:51
رقم : 322054

"منازل المشردين" في العصر الرقمي؛ ظهور جيل جديد من المشردين في كندا

تنا-بيروت
في الآونة الأخيرة أصبحت ظاهرة العيش في شاحنات متنقلة عند العديد من الأزواج الكنديين والمهاجرين، منتشرة بشكل واسع وذلك يرجع إلىارتفاع أسعار مساكن الإيجار في مدينة "تورونتو" الكندية، التي تُعد واحدة من أكثر المدن ازدحاماً بالسكان في كندا وبالتالي فلقد اُطلق على تلك الظاهرة التي تزداد يوماً بعد يوم بـ"منازل المشردين في العصر الرقمي"، الذين اضطروا إلى ترك منازلهم سعياً لخفض تكاليف الإيجار الباهظة والضرائب واختيار نمط الحياة هذا والعيش في شاحنة متنقلة والعمل عليها ولكن لهذا النوع من السكن الكثير من التحديات والصعاب، أبرزها يكمن في صعوبة التنظيف اليومي ومشكلات التبريد والتدفئة وكذلك العثور على مكان مناسب ومجاني لركن شاحنتهم المتنقلة.
"منازل المشردين" في العصر الرقمي؛ ظهور جيل جديد من المشردين في كندا
تُعدّ مدينة "تورنتو"، من أكبر المدن الكندية وأكثرها اكتظاظاً بالسكان ولقد أصبحت هذه المدينة متعددة الجنسيات خلال العقدين الماضيين واحدة من أهم وجهات الهجرة في العالم وهنالك الكثير من المواطنين الإيرانيين يعيشون في هذه المدينة وكجميع مدن العالم التي تكثُر فيها ظاهرة الهجرة، لم تقم وسائل الإعلام المختلفة بذكر جميع الحقائق فيما يتعلق بظاهرة الإسكان في هذه المدينة الكندية ولم تتطرق تلك الوسائل إلى مدى صعوبة العيش فيها. وحول هذا السياق تحدث العديد من المختصين في مجال الإسكان، عن أن المشكلة الرئيسية التي تواجه العديد من سكان مدينة "تورنتو" التي تُعد ثالث أكثر المدن السياحية والمستقبلة للمهاجرين في العالم ، هي التكلفة العالية والمرتفعة في قيمة المنازل السكنية وأسعار الاستئجار فيها ولهذا فإن العديد من الأزواج يفضلون العيش في شاحنات متنقلة حتى ينقذوا أنفسهم من الإيجارات والضرائب المرتفعة وذلك بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم وجود وظائف مناسبة لهم في كندا ولقد ازداد عدد منازل المشردين المتنقلة في مدينة "تورنتو" الكندية منذ عام 2014 وحتى وقتنا الحالي بنسبة تصل إلى 30٪.
 
إن أولئك الأشخاص الذين يتفاعلون في برنامج "Instagram" بشكل مستمر، ربما قد شاهدوا هاشتاغ "Vanlife#"، فهذا الهاشتاغ على الرغم من أنه يقوم بالتركيز على وصف أسلوب الحياة الحديث، إلا أنه أيضاً يُعدّ نوعاً من الاحتجاج المدني على الظروف المعيشية في كثير من المدن مثل "تورنتو" في كندا. في الواقع، إن النسبة المئوية لعدد الأزواج الذين اختاروا العيش في شاحنات متنقلة مرتفعة جداً وذلك بسبب ارتفاع التكاليف المعيشة في مدينة "تورونتو" وخاصة الايجارات السكنية والضرائب الهائلة.
 
الصعوبات التي تواجه منازل المشردين المتنقلة في العصر الرقمي
 
يُفضل العديد من المواطنين الكنديين وكذلك المهاجرين العيش في شاحنات متنقلة، بدلاً من تحمل تكاليف المعيشة في المنازل ذات الأجارات المرتفعة، لكنهم بعد مرور بعض الوقت اكتشفوا أن نمط الحياة هذا يتعرض فيه الشخص للعديد من التحديات والصعوبات أكثر بكثير مما كانوا يواجهونها في منازل الايجار، في الواقع، لقد أدرك هؤلاء الأشخاص الذين يسكنون في شاحنات متنقلة بأنهم قد ضحوا بجودة حياتهم عند اختيارهم هذا النمط الجديد من الحياة.
 
وهنا سوف نتطرق إلى بعضٍ من مشكلات هذا النمط من الحياة الجديد:
 
1. صعوبة التنظيف اليومي
 
إن معظم الأزواج الذين يعيشون في شاحنات متنقلة، يعتقدون بأنهم قد ضحّوا بجودة حياتهم وقضوا عليها وأن هدوء الحياة قد سُلب منهم وذلك لأن معظم ساكني تلك الشاحنات المتنقلة يعانون من نقص في المرافق الخدمية والكثير من أولئك الأزواج يضطرون في معظم الأوقات إلى استخدام دورات المياه العامة الموجودة في مناطق مختلفة داخل المدن، لتنظيف أنفسهم يومياً وغالباً ما يستحمون في تلك المرافق مستخدمين دلاء المياه وهذا الامر مع مرور الوقت يعطي اولئك الذين يعيشون في شاحنات متنقلة، إحساساً بالاهانة وبعدم الراحة.
 
 
الحياة في شاحنة متنقلة؛ كيف يمكننا الاهتمام بنظافتنا الشخصية بدون أن نستحم في حمام نظيف؟!
 
الكثير من أولئك الأزواج يضطرون في معظم الأوقات إلى استخدام دورات المياه العامة الموجودة في مناطق مختلفة داخل المدن، لتنظيف أنفسهم يومياً وغالباً ما يستحمون في تلك المرافق مستخدمين دلاء المياه
 
2.  مشكلات التبريد والتدفئة
 
إن درجة الحرارة تصل في الطقس البارد في مدينة "تورونتو" إلى أقل من 10 درجات تحت الصفر وهذا الأمر يُشّكل مصدر قلق كبير للكنديين الذين يعيشون في شاحنات متنقلة وفي الوقت نفسه، فإن استخدام جهاز التدفئة الموجود في الشاحنة، سيجعل أغطية السرير وملابس سكان تلك الشاحنات رطبة وهذا الأمر يُضاعف حالة القلق كثيراً ولهذا فإن اولئك الأشخاص مضطرون لاستخدام البطانيات والملابس الدافئة بدلاً من أجهزة التدفئة.
 
 
إن درجة الحرارة تصل في الطقس البارد في مدينة "تورونتو" إلى أقل من 10 درجات تحت الصفر واستخدام جهاز التدفئة الموجود في الشاحنة، سيجعل أغطية السرير وملابس سكان تلك الشاحنة رطبة ولهذا فإن أولئك الأشخاص مضطرون لاستخدام البطانيات والملابس الدافئة بدلاً من أجهزة التدفئة.
 
3. عدم وجود مواقف آمنة ومجانية للسيارات
 
على الرغم من أنه يمكن ركن الشاحنات المتنقلة بسهولة في مواقف السيارات والمساحات المفتوحة، إلا أن العثور على مكان آمن ومجاني ليس بالأمر السهل ومعظم المواقف الموجودة في المنتزهات، قد تم حجزها من قبل العديد من سكان تلك الشاحنات المتنقلة وهذا الأمر قد يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث صراعات بين ساكني تلك الشاحنات، كما إنه في بعض الحالات، يقوم بعض السكان القريبين من تلك المواقف بالاتصال بالشرطة وهذا الأمر يسبب الكثير من المشكلات لأولئك الأشخاص الذين يعيشون في تلك الشاحنات المتنقلة. في الواقع، إذا تم العثور على مكان لركن الشاحنة، فإن الخوف من انعدام الأمن والخوف من اللصوص، قد يسرق النوم من أعين ساكني تلك الشاحنات المتنقلة.
 
على الرغم من أنه يمكن ركن الشاحنات المتنقلة بسهولة في مواقف السيارات والمساحات المفتوحة، إلا إن العثور على مكان آمن ومجاني ليس بالأمر السهل وفي الواقع، إذا تم العثور على مكان لركن الشاحنة، فإن الخوف من انعدام الأمن والخوف من اللصوص، قد يسرق النوم من أعين ساكني تلك الشاحنات المتنقلة.
 
4. التنقل الدائم وارتفاع تكاليف الوقود والإصلاحات
 
إن جميع المشكلات المذكورة أعلاه، بطريقة ما، تجعل سكان تلك الشاحنات المتنقلة، يتنقلون ويتحركون باستمرار وهذا الأمر يؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات النفسية لدى أولئك الأشخاص وإلى زيادة استهلاك الوقود وزيادة تكاليف المعيشة وفي بعض الأحيان قد يؤدي الاستخدام الدائم لتلك الشاحنات إلى حدوث اعطال فيها وفي هذه الحالة قد تزداد تكاليف إصلاح تلك الشاحنات، ما يؤدي بدوره إلى زيادة تكاليف المعيشة على أولئك الأشخاص.
 
إن نمط الحياة في تلك الشاحنات المتنقلة، يتسبب في التنقل باستمرار وهذا الأمر يؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات النفسية لدى أولئك الأشخاص الذين يعيشون فيها وإلى زيادة استهلاك الوقود وزيادة تكاليف المعيشة عليهم.
 
5. المساحة الصغيرة والعزلة
 
بسبب المساحة المحدودة للشاحنة، لا يستطيع أولئك الناس الذين يعيشون في تلك الشاحنات من استقبال الضيوف وهذا الأمر يؤدي إلى حدوث عزلة اجتماعية عندهم وعلى المدى الطويل، قد يؤدي إلى إصابتهم بالاكتئاب وهنا تجدر الإشارة إلى أن التنقل المستمر لأولئك الأشخاص يؤدي إلى عدم حصولهم على جيران ثابتين وهذا الأمر قد يقوّض الروح المعنوية لديهم.
 
6. عدم الحصول بسهولة على الكهرباء والإنترنت
 
بسبب القيود المفروضة على الطاقة الكهربائية، يضطر أولئك الأشخاص الذين يعيشون في شاحنات متنقلة، إلى استخدام الأجهزة الكهربائية وبالرغم من أن البعض منهم حاولوا تركيب عدد قليل من الألواح الشمسية للحصول على قدر يسير من الكهرباء، إلا أن تلك الألواح لم تتمكن من تلبية احتياجاتهم اليومية ولهذا فلقد اضطروا إلى خفض استهلاكهم للطاقة والتخلي عن العديد من احتياجاتهم اليومية.
 
يحاول معظم الأشخاص الذين يعيشون داخل شاحنات متنقلة، ركن شاحناتهم بالقرب من أماكن مثل مطاعم "ماكدونالدز" التي تقدم إنترنت مجاني لعملائها وذلك من أجل الحصول على الانترنت مجاناً، بالإضافة إلى جميع المشكلات المذكورة أعلاه، فقد أدى الافتقار إلى المرافق الأساسية والمساحة الكافية للمعيشة إلى عدم تفكير أولئك الأزواج بالانجاب وهذه القضية، مثل المشكلات المذكورة أعلاه، ستؤدي على المدى الطويل إلى زيادة المشكلات العقلية والنفسية عند هؤلاء الأشخاص.
https://taghribnews.com/vdcft0dmjw6d0xa.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز