تاريخ النشر2018 19 February ساعة 10:52
رقم : 313053

الدكتور علي فضل الله: نستذكر الإمام الخميني(قدس) عام 1963 بقوله "سياستنا عين ديننا"

تنا-بيروت
نموذج الحكومة الدينية، ونظرية حوار الحضارات التي برزتا بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران موضوع الحوار الذي أجرته وكالة أنباء التقريب "تنا" مع استاذ الدراسات السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور علي فضل الله.
الدكتور علي فضل الله: نستذكر الإمام الخميني(قدس) عام 1963 بقوله "سياستنا عين ديننا"
علاقة الدين بالسياسة

السؤال: من المنجزات السياسية التي تحققت بعد الثورة مدى أواصر الإرتباط بين الدين والسياسة وعرض النموذج الزاهي للحكومة الدينية. كيف تقدم الجمهورية الإسلامية اليوم نموذج الحكومة الدينية؟

 د. علي فضل الله: موضوع علاقة الدين بالسياسة هو أمر بديهي للغاية ولا يحتاج إلى نقاش فالله جعل الإنسان خليفته على الأرض وخلافة الله على الأرض لها معناها.
المعنى الأول ما له علاقة بالسياسة، بمعنى قيادة الشعوب وإدارة الشؤون العامة للناس فإذا هي فن الحكم وقيادة الناس وبالتالي هو أمر لا يحتاج إلى دليل في البداهة العقلية ولكن بسبب تاريخ من الجدل والنقاش وخصوصاً في نهاية القرن التاسع عشر، وعملية فصل الكنيسة عن الدولة والتي تم تمديدها بدون أي منطق منهجي أو عقلاني إلى فصل الدين أي كل الأديان عن الدولة وكل الجهود التي جرت من علي عبد الرازق، والمجموعة المحيطة به فأصبح هناك إنطباع معيين، أنه بعد إنهيار السلطنة العثمانية سنة 1923 لم يعد هناك دور لعلاقة الدين بالسياسة.
وتبرز أهمية ما قامت به الثورة الإسلامية في إيران، من خلال إعادة إحياء هذا المفهوم لأنه لا ضابط أفضل وخصوصاً الكلام في مسار أو مدرسة أهل البيت من العدل أو العدالة في السياسة. فالعدالة عند الحاكم هي أمر ضروري ومهم للغاية وكل الضوابط الأخرى أثبتت فشلها نسبياً، وقد تؤثر أحياناً كفصل السلطات أو العقد الإجتماعي ولكن الضابطة الحقيقية هو سلوك الفرد والقدرة على ضبط نفسه أمام المغريات في السلطة.
العدالة هي الأصل الأول، هذا أكبر إنجاز في هذا الموضوع وأنا أذكر هنا بميشال فاكو عندما وصف الثورة في إيران بأنها إعادة روحانية للسياسة بعد عهد أو حقبات من فصلهما فالسياسة والدين هما شأن واحد وهنا نستذكر الإمام الخميني(قدس) عام 1963 بقوله "سياستنا عين ديننا" لسبب أساسي وواضح أنهما لا ينفكان عن بعضهما.
 
 
نظرية حوار الحضارات التي عرضتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية

السؤال: كيف يتم اليوم تطبيق نظرية حوار الحضارات؟

د.علي فضل الله: 
فيما يتعلق بحوار الحضارات وإن كنت أفضل مفهوم "تعارف الحضارات" بحسب التعبير القرآني "لتعارفوا"، طبعاً هو أمر ضروري، بحيث نقول الأصل هو السلام والسلم.
الدعوة للحرب ليست من مدرسة أهل البيت إلا في حالة الدفاع عن النفس فقط، وبالتالي الحوار هو السبيل الأفضل لتحويل الإختلاف إلى تنوع وإلى كنز لأي شعب وعدم تحويله إلى خلاف وبالتالي هذه الدعوة كانت دائماً موجودة.
والجمهورية الإسلامية الإيرانية وأنا لا أدافع عنها في آخر200 عام لم تبادر للقيام بأي عدوان على الإطلاق فالعدوان لا يكون إلا على الظالمين بحسب النص، وبالتالي تأصيل ثقافة الحوار وقبول الآخر ولا إكراه في الدين هي مرتكزات أساسية في الخطاب الإسلامي العام وبالتحديد في الخطاب الإسلامي المحمدي الأصيل في زمن "داعش" وبعض الإسلاميين أساؤوا  للدين أيما إساءة.

إعداد: زينب ناجي
أجرى الحوار: أمل موسى
https://taghribnews.com/vdcenx8xxjh8z7i.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز