تاريخ النشر2018 18 February ساعة 18:50
رقم : 312960

الواتساب وصلة الرحم

تنا-بيروت
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وبعد..
الواتساب وصلة الرحم
بقلم الشيخ شريف توتيو عضو قيادة جبهة العمل الإسلامي/عضو قيادة مجلس أمناء حركة التوحيد.
 
لا خلاف أنّ ما وصل إليه العالم اليوم من تقدّم ظاهر وازدهار وتطور ملموس وخصوصاً بآخر شيء عظيم وهام جداً، إذ أنّ دنيا البشر والانسان التي نعيش ورغم بُعدَ المسافات والدول ووجود القارات الخمس أو الست والتي بحاجة إلى وقت طويل جداً أحياناً للسفر من بلد إلى بلد، من قارة إلى قارة، هذه الدنيا الكبيرة العظيمة الواسعة أضحت بفضل العلم الحديث والتكنولوجيا المتطورة كأنها قرية صغيرة جداً في بلد ما من البلدان، إذ أنّ قواسم الاختراعات في مجال الاتصالات والتواصل يتطور يوماً بعد يوم فبفضل تكنولوجيا العلم الحديث أصبح الفايسبوك والانستغرام والتوتير والواتساب وغيرها من الغوغل تؤدي المطلوب والكثير من المهمات العادية والطارئة والمستعجلة بشكل سريع جداً، وأصبح عالم الميديا والتواصل الاجتماعي يفعل فعله إعلامياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وحتى عائلياً ومن كل شيء بثوان أو دقائق قليلة، هذا أمر وشأن خطير وعظيم في آن معاً، خطير لأنّه أصبح بديلاً عن التواصل الجسدي رغم وجود الصوت والصورة في ميدان التواصل الاجتماعي، وخطير لأنّ هذه الخدمة وهذا العالم المتطور ألغى إلى حد كبير مآثر ومفضلة صلة الرحم المباشرة  فأصبح التزاور مع أهميته ووجوبيته الدينية والشرعية وحاجته الأخلاقية والانسانية وخصوصاً بين الأهل والأقارب أصبح شبه معدوم في مجتمعاتنا واستُغني عنه للأسف وكما ذكرت سابقاً بوسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعه المعروفة ، ولا ندري ماذا تخبئ لنا الأيام والسنوات القادمة من مفاجآت على هذا الصعيد أو غيره إلا أنّ بيت القصيد هو عدم نسيان أو اغفال هذه الشعيرة الاسلامية والانسانية الهامّة وهذه الفريضة المتوارثة ألا وهي قضية صلة الرحم لما فيها من آثار جانبية خطيرة حال ذلك ، ولما فيها من فوائد وآثار وبركة ووحدة عائلية وتفاعل حال الالتقاء والتكتل والتواصل الجسدي والروحي معاً، وانّه لأمر عظيم من ناحية أخرى هذا الاختصار الكبير الواسع للمسافات وهذا التقارب المخيف أو اللطيف للزمن، لأنه من المعلوم أنّ من علامات قيام الساعة هو تقارب الزمن، ومن علامات اللطف الإلهي تقدّم العلم والتكنولوجيا لما فيه مصلحة البشرية والانسانية جمعاء إن استُخدم ذلك من النواحي الايجابية التي تنهض بالمجتمعات نحو الأمام.:

  إن المطلوب في ظلّ هذا التقدم العلمي والتكنولوجي أن يبقى الانسان المسلم وغيره على إنسانيته وأن لا يُلغي من حياته الفطرة والنزعة الحياتية والانسانية التي فطره الله عليها وحينها لا مانع من هذا التقدم والرقي والحضارة طالماً تخدم المشروع الكبير لدعوتنا الاسلامية وتصبّ في مصلحة الهدف الأساسي لها فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فليعمل بها ومن علم أو حفظ لغة قوم أمن مكرهم.

  اللهم يا عالم الحال ومُغيّر  الأحوال ثبتّ قلوبنا على طاعتك ومحبتك وعبادتك، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا ونجنا من كل شر، وغيّر حالنا وأحوالنا إلى أحسن، واجعل الحياة لنا زيادة في كل خير والموت راحة من كل شرّ وساعدنا إلهنا كي نصل أرحامنا وبارك لنا في هذا التواصل الحميد الذي تحبّه وحفّزتنا عليه ونهيتنا عن قطعه في كتابك الكريم وأنت القائل(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) ومن خلال سنة نبيك سيدنا محمد صلواتك عليه ربي وعلى آله وأصحابه أجمعين وهو القائل : ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ تعالى فيه أعجلَ ثوابًا من صلَةِ الرحِمِ ، وليس شيءٌ أعجلَ عقابًا من البغْيِ وقطيعةِ الرحم ِ.

 والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين .    



 
https://taghribnews.com/vdcaiunew49n6o1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز