تاريخ النشر2018 17 February ساعة 16:16
رقم : 312744

في ذكرى القادة: القرآن يصنع رجالاً

تنا-بيروت
القران الكريم دستور حياتنا والنبي محمد (ص) رسول الله للبشرية، والجهاد في سبيل الله أسمى امانينا.
في ذكرى القادة: القرآن يصنع رجالاً
لماذا القرآن الكريم هو الصانع الاول للرجال؟

أكدّ الباحث والاستاذ في الحوزة الشيخ رسول رحيمي  أنّ القرآن الكريم الذي هو المنظومة الإلهية والرسالة السماوية معني وبالرتبة الأولى بالصفات الحميدة وترشيد الأُسس الحقيقية لسلوكية الإنسان، لما له من تأثير مباشر على قلب الإنسان، على روحه، على عقله.

كما قال تعالى: " بسم الله الرحمن الرحيم نزل به روح الأمين على قلبك لتكون من المُنذرين ".

وإعتبرَ في حواره مع وكالة أنباء التقریب تنا_ بيروت ان الخطاب الإلهي يتوجه كما بينته هذه الآية إلى قلب الإنسان، من هذا المنطلق الخطابات الإلهية والرسائل السماوية تحاكي دائماً قلب الإنسان وعقله وفطرته السليمة، ولكن على الإنسان أن يتفاعل مع هذه الخطابات و أكثرهم الرجال العظماء الذين هم  أصحاب الفطرة السليمة والرؤية الدقيقة والنظرة الثاقبة والإرادة الصلبة التي أوجدَت فيهم القابلية، والإستعداد  لتقبل الخطابات الإلهية.

 وإذا ما وجدَت وتحققَت هذه القابلية أو هذه الإستعدادات أو فتحَت فيهم آفاق العلاقة الربطية مع ذواتهم ومع الخطابات الإلهية، فقد تحقق القُرب من الله عز وجل.

وقال تعالى في هذا الصدد:" رجال صدقوا  ما عاهدوا الله عليه " فالمصداقية والصدق والمعاهدة والثبات على المعاهدة  هو نحوٌ من أنحاء تلك العلاقة وتلك الرابطة بين الإنسان و ربه .

ثم أضاف على هذا الأساس إنّ هؤلاء الرجال العظام الذين لهم العلاقة الربطية بينهم و بين الله عز وجل، والذين قد إقتبسوا نور هذه العظمة من عظمة الله عز وجل قدّ تحملوا مهمة تبليغ الرسالة للإلهية .

وأكد سماحته أنه في سورة الأحزاب قال الله تعالى : " يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً ".

 لذا وعلى هذا النحو فتحَ الله على أيديهم وقد حققوا الإنجازات العظيمة والأحداث الكبيرة، وقدّ ساهموا بشكل مباشر في تغيير مجرى التاريخ، نصرةً لله.

كذلك القرآن الكريم قد وعدَ الذين ينصرون الله بالنصر، كما قال تعالى: " إن تنصروا الله ينصركم فلا غالبَ لكم"، فهذا النصر المؤزر يكون  من الله عز وجل في حال ما لو ان الإنسان قد نصرَ الله .

مثلاً واحدة من أحلى معالم هذا النصر الإلهي لزماننا هذا، وتحقق على يد رجال الله وابرزهم "الحاج عماد مغنية"  الذي صار نموذج واضح ومنارة واضحة لمفادي ولمقتدى نصر الله   في هذا الزمن شعلةً مضيئة نستعيرُ به من أرادَ أن يكون في دائرة نصر الله ورضوان الله تعالى ومقام قربه.
 

وفي سؤالنا عن كيفية تقديم القرآن الكريم مفهوم الرجولة والرجال بشكل عام قال فضيلته " إنّ القرآن الكريم يُبيِن مفهوم الرجولة بطريقة مختلفة كلياً عن الطريقة السائدة لبعض النّاس أو أغلبهم, إذ أنّ القرآن الكريم ينظرُ بأنّ الرجولة هي منظومة كبيرة وذات حجمٍ واسع أكبر من غيرها، بحيثُ ينظرُ إلى هذا الكائن الرجولي من زاوية وجود المعطيات والإستعدادات على أنها من أكبر من غيرها.

لذا جعله حامل للأمانة ومتحمل للمسؤولية سواء كانت هذه المسؤولية على الصعيد الفردي أو الإجتماعي، الأسري، السياسي، حتى العسكري. وبالتالي إن نظرية القرآن الكريم تجاه العنصر الرجولي  ليست بمعنى الطبقية، إنما جاءت بمعنى تحمُّل المسؤولية بحجمٍ أكبر، لذا وعلى من تتبعَ خطابات الإمام الخامنئي حفظه الله بهذا الصدد دائماً يوعز إلى تحمُّل المسؤولية خصوصاً الرجال في كثير من خطاباته. و من جملة خطاباته في مقام للتوصيل الشباب  قال" أعرفوا قدر شبابكم بعمق قلوبكم الطاهرة نستطيع  اليوم أن نصنع منكم شخصيات ".

وفي قول آخر قال:" حافظوا على التوجه الثوري بمنتهى الدقة".  فهذه هي المسؤولية القرآنية العميقة التي تجبُ أن تكون حاضرة في كيان النّاس بشكلٍ عام وفي الرجل بشكلٍ خاص.
 
و إعتبرَ سماحته إنّ من أجلى معالم التأثير القرآني على هؤلاء الرجال العظماء، فإنهم قد تأثروا تأثيراً مباشراً في الخطابات الإلهية، و قد إنعكست أنوار القرآن الكريم عليه على حضوره، على وجوده، على كيانه على حركته بالذكر نخصُّ بالذكر القادة الشهداء "كالشهيد السيد عباس الموسوي والشيخ الشهيد راغب حرب والشهيد الحاج عماد مغنية"، و من سارَ على دربهم من الشهداء في المقاومة الإسلامية في حزب الله الذي صارَ نجمهم لامع في سماء الرجولة و في سماء الكرامة و العزة و الشموخ، ونورهم ساطع بزمان الظلم والظلام ولم ولن ينطفىء نورهم وأبى  الله إلا أن يتمم نوره حتى ظهور الأمل الموعود بالفرج (عج) .

وأضاف قائلاً:"هؤلاء الشهداء قد ذابو في حضرة الملكوت حباً و تطهروا بدمائهم الذكية و صاروا مصداقاً لقوله تعالى "رجال يحبون أن يتطهروا و الله يحب المتطهرين "، كيف لا وإنهم كانوا في واحة الذكر الإلهي ولم تلهيهم تجارة ولا بيعٌ".

قال الله تعالى عنهم: "رجالٌ لا تلهيهم تجارة و لا بيعٌ عن ذكر الله"، وكيف لا وإنهم قد أصدقوا و أخلصوا بعهدهم لله ليكونوا قادة النصر الإلهي  قادة ركب النور من الشهداء، كيف لا وإنهم قد إمتثلوا بتمام الإمتثال
 والطاعة و قد شاركوا بطاعتهم وإمتثالتهم ملائكة الله الذين لا يعصون لله أمراً و يفعلون ما يأمرون هكذا كان الشهداء أنهم إمتثلوا لأمر الله و صاروا مصداقاً لقوله وإمتثالاً لأمر الله تعالى.
 قال تعالى:" وقاتلوا في سبيل الله" وقالَ أيضاً:" قاتلوا أولياء الشيطان أنّ كيد الشيطان  كان ضعيفاً".

 وختم هكذا كان الشهداء، رحم الله تعالى الشهداء، منَّ الله تعالى الشهداء علينا بشفاعتهم في الدنيا والآخرة.

اجرى الحوار: مروى الموسوي 
https://taghribnews.com/vdcayuney49n601.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز