QR codeQR code

العدل المفقود

تنا-بيروت

12 Feb 2018 ساعة 14:41

فلسطين .. أفغانستان .. العراق.. سوريا.. ليبيا.. اليمن.. بورما.. الصومال.. مالي.. نيجيريا.. أفريقيا الوسطى.. مصر.. باكستان وإضافة إلى العديد من الدول الأخرى في القارتين الأفريقية والآسيوية كلها ترزح اليوم إما تحت وطأة الاحتلال والاستعمار وإما تحت وطأة الحروب الداخلية القاتلة أو تحت وطأة وفأس وسكين الارهاب التكفيري المتطرف، إلا أن المايسترو الذي يدير اللعبة ويُحيك المؤامرات الخبيثة الحاقدة لكل هذا جهة واحدة ألا وهو اللوبي الصهيوني/الأمريكي، وهو الذي دأب منذ سنوات طوال على مدّ أرجل وأيدي أخطبوطه بشكل أفقي وعامودي تحت المسمى المزيّف (تحقيق العدالة والحرية ونشر الديمقراطية في العالم) ولا سيّما دول العالم الثالث وفي منطقة الشرق الأوسط تحديداً، ولكن ليس لسمرة بشرة الناس هناك وليس لطيب قلوبهم ودماثة خلقهم وحلاوة لسانهم، إنما في الحقيقة لهدف سرقة خيرات تلك الدول ونهب ثرواتها ومياهها وخزائن أرضها ومخبؤها من النفط والغاز وسائر المعادن المتنوعة.


بقلم الشيخ شريف توتيو عضو قيادة جبهة العمل الإسلامي/عضو قيادة مجلس أمناء حركة التوحيد.

نعم لقد أوهمت الادارة الأمريكية المتعاقبة إلى يومنا هذا الكثير من الدول الأوروبية وغيرها عن وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق ومهّدت لغزوه واحتلت أرضه لسنوات عدة وكانت بعد تدميره والمفاجأة أنه لا وجود لسلاح الدمار الشامل فيه كما زعموا كذباً وعُمل على سرقة خيرته ونفطه إلى يومنا هذا.

وفي افغانستان: وبحجة (طالبان وأسامة بن لادن) وتحميلهما معاً مسؤولية (11 أيلول) وهجوم الطائرات وسقوط البرجين اجتاحوا ذلك البلد فاحتلوه ودمروه وقتلوا شعبه وما زالوا حتى اليوم.

وفي فلسطين الحبيبة: فحدّث ولا حرج فعدالتهم المزعومة فيه فاقت أي عدالة، فهم وبريطانية وغيرهم من الدول ومنذ حوالي السبعين عاماً أتوا بالعصابات الصهيونية فعاثوا في أرض فلسطين فساداً وبأهلها قتلاً ودماراً وخراباً وتهجيراً وتشريداً.. إنها عدالتهم المزيفة .. إنه وعد (بلفور) المشؤوم إلى قرار (ترامب) المشؤوم وما زالت قصة العدل والعدالة والحرية مستمرة إلى يومنا مع فارق كبير وهذا الفارق اليوم فيه أمل وبصيص نور من خلال تلك المقاومة البطلة داخل فلسطين الصابرة وخارجها.

نعم إنها عدالتهم المزيفة كما نرى وترون معي في سوريا وفي ليبيا وفي اليمن وفي الصومال وبورما –ميانمار- وفي أفريقيا الوسطى وغيرها .. فعدالتهم تعني قتل العرب والمسلمين إما بأيديهم مباشرة وإما بأيدي بعضنا البعض ولا فرق فالمهم هو القتل والخراب والدمار وسفك الدماء، والمهم هو تحقيق عدالة النهب والسلب والسرقة والتحريض وزرع الفتن ونشر الفوضى وحلول الضغينة والبغضاء والحسد والحقد الأعمى محلّ المحبة والود والوئام والايثار والتواضع لبعضنا البعض كما أمر به ديننا الحنيف.

أما الدين الحنيف ولكي يتخلصوا من هذه العقبة الكبرى أو من هذا الكابوس الجاثم على صدروهم كما يزعمون أو يظنون فكان لا بُد من إدخال سوسة النخر الداخلي، سوسة الارهاب التكفيري والتطرف، وسوسة الفتنة الطائفية والمذهبية، واشتغلوا على ذلك كثيراً ليل نهار، وساعدهم في تحقيق ذلك للأسف حكام طغاة بغاة فسقة، ظلموا الرعية وفسدوا في الأرض وأعانهم على ذلك رجال دين غششة كذبة تجار، علماء ومشايخ  الفتنة الرخيصة  فانبسطت أسارير وجوههم.. نعم لقد جاء الفرج وجاء الوقت وحان لإخراج تلك السوسة الناخرة إلى أرض الواقع وتحويلها إلى أفعى رقطاء سوداء سامة تبث سمومها يُمنة ويُسرة وتلهب نار الفتنة والشرور كي لا تبقي ولا تذر فكانت داعشهم (داعش) وأخواتها من تلك التنظيمات والمجموعات الارهابية التكفيرية فعاثوا في أرضنا ومجتمعاتنا فساداً باسم الدين، والدين منهم براء.

لقد قتلوا الناس ظلماً وعدواناً وسفكوا الدماء ودمروا البلاد وخربوها وهتكوا الأعراض فحققت بذلك عدالة أمريكا والصهاينة في سنوات قليلة لم تكن لتحدث إلا بصنيعتهم الداعشية ..نعم إنها الحالقة التي لا تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين .

نعم إنه العدل المفقود الذي نفتقده يومياً.. إنه العدل المفقود والسلام المفقود الذي حلّ مكانه عدل آخر وبمفهوم آخر، إنه العدل بل الارهاب الأمريكي، والارهاب الصهيوني والارهاب التكفيري.

إنه وبكلمة واحدة عدل مفقود وإرهاب بلا حدود ، فنجّنا منهم جميعاً يا الله يا ودود .   

 


رقم: 311704

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/news/311704/العدل-المفقود

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com