>> صدور كتاب بحثاً عن بدائل.. أوضاع العالم 2018 | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2018 22 January ساعة 15:54
رقم : 307285

صدور كتاب "بحثاً عن بدائل.. أوضاع العالم 2018"

تنا-بيروت
"بحثاً عن بدائل" هو عنوان "أوضاع العالم 2018" الذي صدرت ترجمته العربية حديثاً عن مؤسّسة الفكر العربي، وقد عالجه 33 أكاديمياً وباحثاً، وأشرف عليه الأكاديمي برتران بادي والمؤرّخ دومينيك فيدال.
صدور كتاب "بحثاً عن بدائل.. أوضاع العالم 2018"
تمّ اختيار موضوع الكتاب انطلاقاً من السجال الدائر حول ازدهار البدائل والخيارات التي يقترحها الفكر الغربي منذ زمن، والتي جعلت منه أكثر تفوّقاً على الثقافات الأخرى، لا بل "شكّلت العلامة الفارقة لهذا الفكر" على حدّ تعبير بادي، الذي يرى أن "فكرة التعدّدية ذاتها سلكت مسالك طويلة في الفكر الغربي، وفكرة الخيار البديل تبـدو كواحدة من نتائجها ومُفضياتها المنطقيّة".

"أوضاع العالم 2018" هو ملفّ البحث عن البدائل، والبدائل هنا هي الكثرة، أو مـا يسمّيه برتران بادي بـ"التعـدّدية" أو الفكرة الحاضرة أبـداً في الفكـر الغربي، الذي يتعقّل فكرة الخيار البديل كما لو كانت في طبيعة الأشياء، وتصحّ وتكون مقبولة في بلدان تقول بالتمثيل والانتخابات والأحـزاب والتنظيمات، وتلجأ إلى التداول وتعتمـد التغيير وغيره.

قـد تكثر البدائل في "أوضاع العالم 2018"، لكن عوامل العرقلة والكبح والتجميد تمنعها من المـرور. وللمعرقلين فلسفة قوامها القول كما يلاحظ فردريك لوبارون أن الاقتصاد عِلم. بل إنـه علم مطلق "يعلو على كافة الخيارات السياسية ويحلّ محلّ السجال والمناظرة". وهكذا فإن الأزمة التي اندلعت مع أزمة الرهن العقاري الأميركية، لا تزال في عُرف كاترين ساماري متواصلة تسـتصرخ البدائل. إن العلم الاقتصادي يفرض في "طبعته" الأميركية "أصولية السوق" العالمية أو "ســلفيّتها"؛ أصولية ربما كانت في أصل تسـاؤل روبير بواييه عن مـاهية الهرطقة الاقتصادية أو "البدعة الاقتصادية". ويبقى أن الأصوليّة "تاتشرية" في جوهرها لا تُحِلُّ خياراً ولا تُبيح بـديلاً. وحيثما غاب الخيار أو التخيير كما كان المتكلّمون يقولون يحلّ "التسـيير"؛ وهـذا ما يفسّـر "الجبرية" التي تحكمُ النظام السياسي اليوم: "جبريةٌ" مثالها القول بأنـه "لا بديل عن العولمة " وأن من جاء بشيء غـيرها فلن يُقبَلَ منه.

وفق هـذه النظرة، لا غرابة في أن تكون الشركات المتعدّدة الجنسيّات معادية لكلّ خيارٍ بديل وفقاً لإيفان دو روي. جواب هذه الشركات الدائم هـو أنّه ليس بالإمكان أحسن مما كان. وماذا يمكن أن يكون أحسن بالنسبة إليها من نظام تستطيع أن تتهرّب فيه من جباية ضريبيّة كان يمكن أن تصل الى 26 تريليون (26.000 مليار) دولار من الضرائب؟ من جهة ثانية، هناك مقاومة الإصلاحات من قبل النخب، وتتولّاها في حالة فرنسا مثلاً الجماعات الضاغطة في ميدانَي المال والذرّة كما يبيّن دومينيك بليهون؛ فضلاً عمّا تضيفه إليها دلفين بلاسيدي- فروت، من العرقلة والكبح والتجميـد الذي تعاني منه المؤسّسات الكبرى المتعدّدة الأطـراف.

لكن البديل الذي أشهره فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية هو ما يسـمّيه الكتاب، ومـا بات يشتهر باسم الشعبوية. وثمـّة ثلاثة موضوعات متقاربة في هـذا الحديث عن الشعبوية "كتجربة هشّة": دونالد ترامب طبعاً، الذي يرى فيه سيلفان سيبيل وعـداً ملتبساً بالتجدّد الصناعي، وثانياً اليمينيّات الجذرية الشـعبوية التي تتساءل نونا ماير عمّا إذا كانت خياراً بديلاً في أوروبا، وهناك ثالثاً الحركات القومية الجديدة في الشمال والجنوب، التي تجـد لها دلفين آلتـِّس خصائص مشتركة. فهـذه كلّها تبدّت عبر ما يسمّيه فنسان تيبيرج "المـدّ الشــعبوي". وهي ليست في رأيه سوى "الثورة المضادة". لكن نونـَّا مـايـر تجد أن توصيف الحركات الشـعبوية بوصف أقصى اليمين هـو توصيف لا يسـتغرق حقيقتها كلّها لأنها تلعب اللعبة الديمقراطية. ولأن لها سماتها الإيديولوجية الخاصة: فهي قومية، وهي إقصائية (ضدّ الأجنبي والمهاجر) وحصرية تريد حصر الموارد بأبناء البلاد، أو الشـعب "الحقيقي"، "الشعب المتجانس الذي يتهدّده خطر "خارجي" كما يقول فابيان إيسكالونا. لكن هناك شعبوية يسـار أيضاً تظهر من خلال حركة فرنسا المتمرّدة، ويتولّى روجيه مارتيللي اسـتعراض إمكانيتها كيسار.

تجدر الإشارة إلى أن الكتاب تضمّن ملاحق وجداول مفصّلة حول موضوعات عدّة، تتعلّق بـ"إنتاج الكهرباء في العالم سنة 2012"، و"أوّل عشرين بلداً كان إنتاجهم الكهربائي الأكثر قابلية للتجدّد في العام 2012"، و"البلدان الأكثر إنتاجيّة للطاقة الكهربائية في العام 2012"، و"بنية إنتاج الطاقة المتجدّدة في العالم سنة 2012"، و"رقم الأعمال الذي حقّقته مجموعات وسائط الإعلام المتعدّدة الدولية الرئيسة"، و"الصعود الخاطف للأبصار لـ"غوغل"، و"جمعيات الإبقاء على الزراعة الفلاحية"، و"إسهامات أوّل خمسين بلداً في ميزانية منظّمة الأمم المتّحدة، وفي عمليات حفظ السلام". كما قام بيير غروسِّير بعرض لافت لآخـر الكتب المهمّة الصادرة باللغتين الإنكليزية والفرنسية في العام 2017.
 
https://taghribnews.com/vdcevf8xnjh87wi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز