تاريخ النشر2017 4 December ساعة 11:55
رقم : 297176

احتفال ومسيرة كبرى في طرابلس بذكرى المولد النبوي بمشاركة علمائية واسعة…

تنا
نظمت لجنة الشباب والرياضة في مجلس بلدية طرابلس، برعاية البلدية ودار الفتوى في طرابلس مسيرة كبرى بذكرى المولد النبوي الشريف، بمشاركة الجمعيات الدينية والكشفية والاهلية والرياضية وهيئات المجتمع المدني والمؤسسات التربوية الرسمية والخاصة وفوج الاطفاء .
احتفال ومسيرة كبرى في طرابلس بذكرى المولد النبوي بمشاركة علمائية واسعة…
انطلق المشاركون من ثلاثة مواقع في المدينة، الاول انطلق من باحة جامع طينال، وصولا الى ساحة النور، فيما انطلق المشاركون في التجمع الثاني، من طلعة الشيخ عمران الكواع في التبانة، والتقت على تقاطع عزمي بالمشاركين في التجمع الثالث الذي انطلق من امام مدرسة الثقافة الاسلامية في المئتين .

وتقدم المسيرات حملة الاعلام والرايات والفرق الموسيقية والنوبات والفرق الصوفية فالالاف من المشاركين من مختلف مناطق طرابلس والشمال. واقيم في ساحة النور احتفال بالمناسبة، حيث انضم الى المشاركين مفتي طرابلس والشمال سماحة الدكتور الشيخ مالك الشعار، الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان ، رئيس بلدية طرابلس المهندس احمد قرالدين، رئيس اللجنة المنظمة الدكتور رياض يمق ولفيف من رجال الدين وشخصيات سياسية اسلامية ومسيحية واجتماعية واقتصادية واعضاء مجالس بلدية واختيارية.



بعد تلاوة من القران الكريم للشيخ ناصر الهواري، رحب عريف الاحتفال الشيخ فؤاد اسماعيل بالمشاركين، ثم القى الدكتور يمق كلمة بلدية طرابلس، فقال: " في مولد سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم دروس وعبر وعظات وقدوة، ولعلنا اليوم احوج الى هداية في سلوكنا وأخلاقنا وفي تربية ابنائنا ، فالله سبحانه وتعالى مدحه في اخلاقه، فقال "وانك لعلى خلق عظيم"، ولن اتوقف على جوامع اخلاقه لأنها لا تحدها حدود، ولكنني اقف اليوم الى ما نحتاج اليه في مجتمعنا لنصلح حياتنا، ونعيش في أمن وأمان وسلامة واطمئنان ومحبة وسلام. انها ميزة التسامح، فكم نحن بحاجة الى هذه الروح الأخوية الصافية نعيش في كنفها ، نصفح عن بعضنا لنعيش في وئام واخاء وصفاء”.



اضاف: “اننا نعيش في بلد متعدد المأرب والأهواء والأحزاب والطوائف، فكيف يكون التعايش الوطني والتعاون والبناء، ان لم نكن نتفاهم ونتسامح بمعاملاتنا، واخلاقنا؟ المولد ليس مناسبة للأبتهاج والاحتفال بل هو مناسبة للأقتداء بسيد البشر خُلقاً وأخلاقاً، مناسبة لإعادة النظر بتربية ابنائنا على الصدق والأمانة والوفاء والشجاعة والمحبة والتسامح”. وتوجه الى الكشافة والمشاركين، بالقول: ” لقد حق لنا وبكم الاعتزاز بتعاليم ومفاهيم المولد لأنه سيرة انسانية اخلاقية لقيم نبيلة ورسالة عمل وبناء وحضارة سطرت بحروف ذهبية أزهى العلوم في شتى الميادين والتخصصات، فكانت نواة لعصر النهضة الاوروبية في القرن السادس عشر، انها ثورة المعرفة والمعلومات في الرياضيات والكيمياء والبصريات والطب والفلك وفي سائر مفاصل الحياة الكريمة، يا أحفاد الصحابة ليكن الحبيب عليه السلام قدوتكم بالقيم النبيلة والاعتدال والانفتاح وبعيداً عن الخلاف والتطرف ومساوئ الأخلاق .

الله اكرمنا بنور محمد، فعن البصائر يا ظلام تبدد، فالمولد، ايها الأبناء الأعزاء عنوان كل مكارم الأخلاق لقد شهد العالم بأسره ان ما من عصر انتشرت فيه القيم النبيلة وشعت فيه العلوم وازدهرت فيه الحياة الأسرية المترابطة، وازدادت دعائم الترابط الاجتماعي يعطف الكبير على الصغير ويوقر الصغير الكبير الا في العصور الذهبية التي اقتدى فيه العالم العربي والاسلامي بدروس، المولد، وقدوة محمد، صلى الله عليه وسلم، وما انفرط عقدنا، وتقطعت اوصالنا وقلت مواردنا الا بانحلال اخلاقنا، عندما تغيرت قدوتنا من سيد البشر وانتقلنا الى تقليد الغرب باخلاقه وسلوكياته وتعليماته ويا ليتنا اخذنا منه الاكتشاف والتقدم والتطور العلمي، لكننا اكتفينا اثره بالازياء والصرعات والانحراف عن اصالتنا وتراثنا وموروثاتنا الأخلاقية والاجتماعية والاعراف التي فتح بها اجدادنا العالم، بسماحته بعدالته بأخلاقه، بمعاملته، واننا اليوم في اشد الحاجة الى هذه القيم، لنبذ الارهاب والضلال وما يلبسّونه للاسلام، والاسلام منه براء.

كثير من الناس يبالغ في مظهره من تقصير ثوب وحف الشارب واطلاق اللحى ولكنه لا يتحقق بالجوهر وما ادراك ما الجوهر، وازيد، لم ينبهر العرب بملابس الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلم، ولا بمطعمه ولا بمشربه لكنهم انبهروا بعظيم اخلاقه وطيب سيرته وحسن أدبه، ولين معاملته، فحولهم من أمة ترعى الغنم، الى اخرى تقود الأمم، فأعلموا اخوتي واخواتي انه الى جانب العبادات "فالدين المعاملة".

وختم: "اتقدم اليكم جميعاً وبالاخص الى سماحة المفتي وعلمائنا الأكارم والى افراد وجمعيات واعضاء المجتمع المدني، باسم بلدية طرابلس ولجانها وبالأخص باسم لجنة الشباب والرياضة بأسمى آيات التهنئة والتبريكات بالمولد النبوي الشريف، داعياً العلي القدير ان يعيد عليكم وعلينا الذكرى وعلى طرابلس الحبيبة، ووطننا لبنان والعالمين العربي والاسلامي بالخير واليمن والبركات، وان يحل علينا الأمن والاستقرار وينعم بلدنا بالسعادة والازدهار".

كلمة الختام، كانت للمفتي مالك الشعار، الذي تحدث عن "الذكرى العطرة وصفات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم"، وبارك للعالم ب”مولد سيد الخلق الذي حمل راية الاسلام والرحمة والقيم والاخلاق، ذكرى المولد هى ذكرى اعلان راية حقوق الانسان والقيم ومكارم الاخلاق وهى يوم المساواة والرحمة والتعاون والتعايش مع الاخرين من اهل الكتاب".

وقال: ” طرابلس اليوم تعبر عن بهجتها وضميرها وتربيتها وولائها لهذا الدين ولهذه القيم السمحة، فشريعة الاسلام كلها حق وعدل، وهي التي تضع القريب والبعيد في ميزان واحد على اساس من حرية المعتقد ومن وجود العدل والمساواة بين سائر ابناء المجتمع، طرابلس اليوم ترفع راية بيضاء، راية المحبة، راية لا اله الا الله محمد رسول الله، لتقول للعالم اننا نعتز بولائنا لهذا الدين الذي هو يعبر ويكرس راية السلام في مجتمعنا وسائر مجتمعات العالم، لنسمع العالم كله، اننا قوم لا نحمل في قلوبنا للآخرين الا الخير، لان نبينا يقول: "لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه".



اضاف: ” ان امة محمد التي تنمتي الى شريعة الاسلام، والى رسالة القيم ومكارم الاخلاق هي امة لا تعرف العنف ولا معنى الارهاب ولا التطرف، وانما هي امة تعرف معنى السماحة والعفو والمحبة والإخاء والتعاون والتواصل على اساس من العدل وحرية المعتقد، لان زبنا سبحانه يقول: “لا إكراه في الدين”، وارسل نبيه لقوله: ” فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ””.

وتابع: ” ماذا نقول عن رسالة الاسلام وهي الرسالة التي يعيش في ظلها سائر ابناء البشر في أمن وأمان وسلم وسلام لهم ما لنا وعليهم ما علينا، انها الرسالة الجامعة القائمة على الرحمة والمحبة والاعتراف بالآخرين واعطائهم حقوقهم”.

وختم: ” اشكر حضوركم وجهودكم جميعا واشكركم على ما اعددتموه لهذه المدينة من هذا المظهر وهذا الجوهر الذي يعبر عن صفاء سريرتكم وكمال تربيتكم وحسن ولائكم لدين لا يعرف الا معنى الحب والتسامح والخير والعطاء، كما اشكر لبلدية طرابلس ولرئيسها سعادة اخي الاستاذ احمد قمرالدين على هذا الجهد الكبير، عشتم يا ابناء طرابلس والشمال، عشتم وعاش لبنان سيدا، حرا، ومستقلا".
https://taghribnews.com/vdcbzzb50rhb98p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز