تاريخ النشر2010 20 September ساعة 19:18
رقم : 26349

أسامة الألفي: القرآن الكريم اهتم بالإنسان وببنائه روحيًا وعقليًا وجسديًا

أن العلم الذي يدعو إليه كتاب الله هو العلم النافع المفيد للبشرية، لا العلم الذي يعمل على إفنائها باختراع أسلحة الهلاك، أن القرآن الكريم دعا المؤمنين إلى الأخذ بأسباب القوة، لكنه في الوقت نفسه حذرهم من استغلال هذه القوة في البطش بالآخرين
أسامة الألفي: القرآن الكريم اهتم بالإنسان وببنائه روحيًا وعقليًا وجسديًا

وكالة انباء التقريب(تنا):
يمثل نزول القرآن الكريم انعطافة رحبة في تاريخ البشر والبشرية، بما كشفت عنه آياته الكريمة من اهتمام بالغ بالإنسان وببنائه روحيًا وعقليًا وجسديًا، حيث عني كتاب الله بتعريف الإنسان بأصله وقدرته وبأن الله قد ميزه عن سائر مخلوقاته بأن نفخ فيه من روحه واستخلفه في الأرض، وهذا التمييز للإنسان عن سائر المخلوقات.
وفى كتابه الجديد "عوامل قيام الحضارات وانهيارها في القرآن الكريم" يؤكد مؤلفه أسامة الألفي، أن الإنسان يتميز عن سائر الكائنات بملكة الإدراك ، فإن القرآن الكريم عمد إلى هذه الملكة عبر توجيه عقل الإنسان للتدبر والتأمل واكتشاف حقائق الوجود الدالة على حكمة الله، فلذلك كثرت الآيات الكونية في القرآن، وكلها آيات لقوم يعقلون، لقوم يتفكرون، لقوم يفقهون، ولقوم يعلمون. ويشدد الألفي فى الكتاب بحسب صحيفة "البيان" الاماراتية على أن العلم الذي يدعو إليه كتاب الله هو العلم النافع المفيد للبشرية، لا العلم الذي يعمل على إفنائها باختراع أسلحة الهلاك، ويستطرد: "صحيح أن القرآن الكريم دعا المؤمنين إلى الأخذ بأسباب القوة، لكنه في الوقت نفسه حذرهم من استغلال هذه القوة في البطش بالآخرين، واتسم النهج الذي اتبعه القرآن الكريم في دعوته للمؤمنين إلى الأخذ بأسباب العلم بالشمولية، والعلو فوق المتغيرات النسبية ليناسب كل زمان ومكان". ويكشف المؤلف أهمية العوامل الاقتصادية في قيام الحضارات لافتا إلى أنه لا يمكن قيام حضارة دون توافر مقومات مادية تُعين على قيامها، وتنظيم تشريعي يحول دون اكتنازها لصالح قلة أو فئة وحرمان القاسم الأعظم من البشر من الاستفادة من خبراتها، ومن هذه المقومات يحدثنا القرآن من الأرض وما تحفل به من خيرات. ويرى أن أول ملمح في نهج القرآن للنظم السياسية والإدارية، تنظيمه لأمر الولاية انطلاقًا من اعتبارها مسؤولية عظيمة لا ينبغي أن يتصدى لها إلا القادر على أعبائها، فهو ليس تشريفًا وإنما عبء وتكليف، والولاية في المفهوم الإسلامي تتحقق بالبيعة، أي مبايعة سائر المسلمين للوالي مباشرة، أو بتوكيل آخرين ليبايعوا عن من لا تمكِّنه ظروفه من الحضور والمبايعة. والولاية بهذا المفهوم الإسلامي تعد نظامًا سياسيًا راقيًا يحقق للمجتمع العدالة والمساواة والاستقرار. ووفقًا للمؤلف فإن كل التجارب الحضارية تؤكد عبر تطورها أن ثمة درجتين للانحطاط، الأولى: الانقلاب النفسي والذهني إلى الأدنى، والثانية: هي درجة الانقلاب العلمي والخلقي بناءً على الانقلاب الذهني والنفسي المتدني. موضحا ان القرآن الكريم قد أظهرنا على جوانب من حضارة الفراعنة ومقوماتها، فلهم قدم راسخة في فن العمارة وفنون الزراعة والهندسة والطب وفنون الجزية، وبرعوا في فن التحنيط بصورة لم تعرف الدنيا لها مثيلاً حتى الآن، كما حققت حضارة مصر القديمة نهضة زراعية كبرى. ولكن بطر وعنجهية فرعون كانت سبباً ركيزياً لانهيار تلك الحضارة. وفي ختام الكتاب، يشدد المؤلف على أن الشعوب المسلمة يجب أن تعي أن عالم اليوم لا يحترم سوى الكيانات القوية، أما تلك الضعيفة فلا مكان لها فيه، وإن وُجد فهو مكان التابع الذليل، الذي يستجدي السيد بعضًا من حسناته، وهو وضع لا يناسب أمة كانت على امتداد قرون ينظر إليها كحاملة المشعل الحضاري.
https://taghribnews.com/vdcf1md0.w6dvjaikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز

أسامة الألفي
أشكركم لإهتمامكم بإيصال محتويات كتابي إلى جموع المسلمين وآمل أن يوفقنا الله عز وجل لخدمة دينه وإعلاء كلمته وتقبلوا تحياتي
feedback
Egypt