تاريخ النشر2016 28 January ساعة 18:11
رقم : 219933

البيان الختامي للمؤتمر الدولي "مخاطر التيارات التکفيرية في العصر الحاضر"

تنا - خاص
اصدر المؤتمر الدولي "مخاطر التيارات التكفيرية في العصر الحاضر" الذي عقد في مدينة قم (جنوب طهران) خلال يوم واحد ، بيانه الختامي الذي اكد فيه على ضرورة ترسيخ التعايش السلمي بين جميع الاديان والمذاهب الاسلامية .
مؤتمر "مخاطر التيارات التكفيرية في العصر الحاضر" الدولي
مؤتمر "مخاطر التيارات التكفيرية في العصر الحاضر" الدولي
 المؤتمر الذي حضره عدد كبير من العلماء والمفكرين السنة والشيعة من كافة الدول الاسلامية ، استنكر بشدة في بيانه الختامي الجرائم الفضيعة التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في مختلف البلدان الاسلامية ، مطالبا العلماء دون اي تحفظ لاعتبارات سياسية او طائفية التبري من هذه الجماعات المنحرفة واصدار فتاوي تحرم اي نوع من النزاعات والحروب المذهبية .

واكد المشاركون على ان هذه الجماعات يستغلها اعداء الاسلام والمسلمين لتثبيت سيطرتهم وهيمنتهم على مقدرات الشعوب الاسلامية .

وهذا نص البيان
 
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ولاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

 الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
لا شكّ في أنّ الظروف الراهنة هي من أشدّ المراحل التاريخية قساوة التي مرّت على العالم الإسلامي، فالتيارات المتطرّفة والتکفيرية من خلال أفکارها والفتاوى التي تصدرها وبثّها للفُرقة والاختلاف هيّأت أسباب القتل والعنف والحروب الطائفية بهدف حرف المسلمين عن القضايا الرئيسية التي تهمّ العالم الإسلامي، وتعزيز جبهة أعداء الإسلام.

 وفي ضوء هذه الحوادث، يجب على العلماء المسلمين نبذ هذه التيارات وعزلها والتعريف بالإسلام الأصيل وذلك في إطار القيام برسالتهم التاريخية.

على هذا الأساس، التئم المؤتمر الدولي حول سبل مواجهة التيارات المتطرّفة والتکفيرية في مدينة قم بتاريخ 28-1-2016م تلبية لدعوة المرجع الديني الکبير اية الله ناصر مكارم شيرازي ، وبحضور مئات العلماء من الفريقين الذين عبّروا عن استنکارهم الشديد للسلوکيات المتطرّفة أيّاً کان مذهبها أو طائفتها، کما أکّدوا بهذه المناسبة على المحاور التالية:

1 -  الإسلام دين الرحمة والألفة وهو بريء من سلوکيات القتل والعنف. والرسول المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو قدوة المسلمين وقد وصفه القرآن الکريم بـ﴿إنّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم﴾، من هنا، ينبغي لجميع المسلمين أن يتمثّلوا بقیم التعايش السلمي في سلوکهم الاجتماعي مع أتباع سائر المذاهب والأديان، وأن یتجنبوا الجدال أو أيّ عمل يزعزع أسس وقیم هذا التعايش السلمي .

2 -  طبقاً لسنّة النبي الأکرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسيرته القطعية، فإنّ المسلم هو من نطق بالشهادتين وبها يصان دمه وماله وعرضه، وأيّ استنباط في هذا المجال یعتبر اجتهاد مقابل النص.

3 -  بإجماع العلماء کافة، فإنّ رکن الکفر هو الإنکار الصريح لضروريات الدين، ومن حيث أنّ أيّاً من الاختلافات المطروحة في العالم الإسلامي ليست من ضروريات الدين، لذلك، لا يحقّ لأيّ فرد أو جماعة التعرّض للآخرين لأسباب ومسوّغات واهية.

4 -  إنّنا نستنکر بأقوى العبارات الجرائم التي ترتکبها الجماعات التکفيرية في مختلف بلاد المسلمين، وکذلك الآراء والفتاوی الفتنوية التي تبثها بعض القنوات الفضائية الى جانب بثها للمارسات التحريضية ، ونطالب علماء المسلمين کافة من جميع المذاهب والطوائف بالبراءة من المتطرّفين دون تحفظ أو مراعاة لاعتبارات سياسية أو طائفية، وأن يصدروا فتاوى وبيانات رسمية يحذّروا فيها المسلمين من الانزلاق إلى أتون الحروب المذهبية.

5 -  لمّا کان سعي أعداء الإسلام هو توظيف هذه الظواهر المتطرّفة لتحقيق مطامعهم الاستکبارية والهيمنة على مقدّرات العالم الإسلامي، واللجوء إلى مشروعهم الخبيث في الإسلاموفوبيا للحدّ من انتشار الإسلام في العالم، فإنّ العلماء المشارکين في هذا المؤتمر يعلنون عن معارضتهم الصريحة لجميع التيارات المتطرّفة والتکفيرية، ويؤکّدون على أنّ هذه الجماعات لا تربطها بالإسلام والمسلمين أيّة علاقة لا من قريب ولا من بعيد.

6 -  يطالب العلماء المشارکون في المؤتمر جميع الساسة في المنطقة الابتعاد عن السياسات التي تؤجّج العنف والتکفير، والامتناع عن اتّخاذ أيّة خطوات عملية تؤجج الحروب المذهبية، وأنّ الحوار هو الحل الأمثل للتعاطي مع جميع مشاکل المنطقة وأنّ الصلح هو حسن العاقبة وعلى حدّ تعبير القرآن الکريم فإنّ «الصلح خير».

7 -  إنّ کلمة السرّ وراء رفعة الأمة الإسلامية وتقدمها، هي الوحدة، وإنّ سبيل إحياء الحضارة الإسلامية الحديثة ونشر الثقافة الإسلامية الأصيلة الحيّة على صعيد العالم يمرّ عبر التعاون والتعاضد بين أفراد هذه الأمة. لذا يجب ولتحقيق هذا الهدف ، أن نعقد العزم ونشدّ الهمّة من أجل اعتلاء کلمة الله وتأسيس حضارة جديدة، ونمتنع عن أيّ قول أو تصرّف يمکن أن يحول بيننا وبين تحقيق هدفنا الأصلي.

8 -  في ضوء مبادرة المرجع الديني الکبير سماحة آية الله مکارم شيرازي(دام ظله الوارف) المتمثلة في ايجاد أمانة عامة دائمة للمؤتمر الدولي حول مواجهة التيارات المتطرّفة والتکفيرية، فإنّنا نمد يد الوحدة والتضامن إلى جميع علماء العالم الإسلامي في جميع أنحاء العالم، ونرجو منهم دعمنا ومساندتنا في هذه المسؤولية الخطيرة. وفي هذا الإطار، ترى الأمانة العامة للمؤتمر أنّ واجبها يملي عليها أن تواکب جميع الذين يبذلون الجهود في سبيل وحدة العالم الإسلامي ورقیه، والتصدّي للتطرّف والتکفير بالنصيحة الأخوية والموعظة الحسنة وتطالب الشباب المسلم الامتناع عن الأعمال التي يمکن أن تسبّب ضرراً للإسلام والمسلمين.

في الختام، نأمل أن يضع المسلمون السيرة العطرة للنبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نصب أعينهم، وتکون المقصد النهائي لجميع العلماء والمفکرين في العالم.
17 ربيع الثاني 1437 الموافق لـ 28 يناير 2016
 
https://taghribnews.com/vdcgwy9xwak9qy4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز