الوحدة الإسلامية | وكالة أنباء التقريب (TNA)

الكاتب:محمد عبد الجبار الشبوط
كلمات المشاركين في المؤتمر وأحاديثهم الجانبية كلها كانت تركز على مسألة الوحدة الاسلامية وضرورة الحفاظ عليها وصيانتها من عبث العابثين. كان المشاركون يتقبلون فكرة وجود عدة مذاهب فقهية اسلامية (احدهم عدد 8 مذاهب) بوصفها مدارس فكرية وفقهية مقبولة وشرعية كلها ولا ضير من العمل باي منها. كما كانت هناك رغبة قوية في التأكيد على المشتركات ونقاط الاتفاق بين هذه المذاهب بدل الانشغال بنقاط الخلاف.

بل وجدت في رفوف المؤتمر كتب مطبوعة في طهران ذات عناوين جذابة تؤكد من حيث المضمون هذه المشتركات. ومن بين هذه الكتب كتاب الأحاديث المشتركة بين السنة والشيعة في عدة مجلدات. يمثل هذا العنوان خطوة نوعية في مساعي التقريب بين السنة والشيعة باعتبار ان التباين في كتب الأحاديث السنية والشيعية يوفر مادة دسمة للخلاف بين الفريقين. لكن صدور كتب في الأحاديث المشتركة من شأنه ان يضيق شقة الخلاف ويحدد مساحته.

في ثنايا الحديث عن وحدة المذاهب الاسلامية لا يتم التطرق الى الوهابية وتفرعاتها المسلحة والإرهابية. فهذه الجماعة غير مرحب بها من قبل الداعين الى الوحدة والسبب واضح. وهو ان هذه الجماعة من الاسباب الرئيسة في الفرقة بين المسلمين اليوم. الحقيقة المرة الماثلة للأذهان اليوم ان المسلمين يقتل بعضهم بعضا في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر وغيرها من بلدان المسلمين. والسبب هو وجود هذه الجماعة الارهابية المارقة التي تبيح قتل المسلم. بدت الوحدة على كف عفريت بسبب هذه الجماعة. ولا يمكن ضمان الوحدة وتأمينها وحمايتها من الاخطار بوجود هذه الجماعة. يمثل القضاء على هذه الجماعة الارهابية افضل الطرق واقصرها لتحقيق وحدة المسلمين. ومن هنا يكتسب انتصار أبطالنا في الرمادي معنى إضافيا ذلك هو الحد من المخاطر التي تهدد وحدة الأمة الاسلامية.