تاريخ النشر2010 23 July ساعة 20:12
رقم : 21427
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن تفجيرات زاهدان في إيران

اصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن تفجيرات زاهدان إيران بيانا بتوقيع أ. د. يوسف القرضاوي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء و وأ. د علي محي الدين القره داغي بعنوان الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هذا نصه :
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن تفجيرات زاهدان في إيران

وكالة أنباء التقریب (تنا ):

بعد خطاب الإمام الخامنئي علماء الإسلام بتنديد الحادثة الأليمة في مدينة زاهدان والتي قام بها عناصر تكفيرية مؤتمرة بأوامر القوى الإستكبارية، اصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن تفجيرات زاهدان إيران بيانا بتوقيع أ. د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و د. علي محي الدين القره داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هذا نصه :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه اجمعين.. وبعد:
فقد تلقى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ الأسى والقلق انباء التفجيرات التي وقعت في مدينة زاهدان (الايرانية) ، حيث راح ضحيتها مئات من القتلى والجرحى من إخواننا الشيعة، وترتب عليها رد فعل من بعض المتطرفين من الشيعة بمهاجمة محال تجارية لأهل السنة، وأُضرمت النار في بعض الاسواق بزاهدان.
والاتحاد العالمي امام هذه الاحداث الدامية والمؤسفة يرى ويقرر ما يلي:
اولا- التنديد بشدة بهذه الإعمال الإجرامية التي راح ضحيتها الأبرياء في مكان عبادتهم لله تعالى، ولا شك أن أعمال العنف ضد المدنيين الأبرياء ترفضها كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والمواثيق الأخلاقية، وبخاصة الشريعة الاسلامية التي يقرر قرآنها مع كتب السماء (أنه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض فكانما قتل الناس جميعا) ، وقال تعالى: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا) النساء: ٩٢ ، ويقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) النساء:٩٣، ويقول الرسول الكريم (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم بغير حق) و يقول أيضا (لا يزال المسلم في فسحة من دينه حتى يصيب دما حراما)
ومن هنا جاءت تحذيرات النبي صلى الله عليه وسلم للامة المسلمة أن يعودوا إلى عهد الجاهلية, يضرب بعضهم وجوه بعض من أجل خلاف في دين أو دنيا، وهو ما قاله النبي على رؤوس الأشهاد في حجة الوداع (لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)
بل إن الإسلام في حروبه مع المشركين المعتدين لا يبيح إلا قتل من يقاتل ولما رأى النبي امرأة مقتولة في احدى الغزوات غضب وقال: (ما كانت هذه لتقاتل ! ) و نهى عن قتل النساء والصبيان كما نهى عن قتل الشيوخ ومن لا شأن له بالحرب.
ونهى خلفاؤه الراشدون عن قتل الرهبان في صوامعهم والزراع في أرضهم، والتجار في متاجرهم، وبلغة عصرنا عن قتل المدنيين الذين لا يشاركون في القتال.
ولهذا ينادي الاتحاد كل من يعتبر نفسه مسلما: أن يتقي الله تعالى في دماء أهل القبلة وكل من يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ولا يأخذ فئة أو فردا بذنب فئة أو فرد آخر. فقد قرر الإسلام بوضوح مبدأ المسؤولية الشخصية، وأكد ما جاءت به صحف ابراهيم وموسى: {ألا تزر وازرة وزر أخرى} النجم: ٣٨.
ثانيا- ان رد الفعل الذي حدث من قبل بعض الشيعة بسبب هذه الواقعة الاليمة من اضرام النار في بعض اسواق زاهدان، والاعتداء على الأبرياء من أهل السنة بدافع الثأر: مخالف ايضا لكل القيم الاسلامية والأحكام الشرعية، وجريمة نكراء تضر بالمصالح المشتركة بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد، ولذلك يجب ايقافه فورا - كما فعلت السلطات المحلية- وكما تنبهت الى ذلك الجماهير الحاشدة عند دفن ضحايا هذه التفجيرات فرفعوا شعار: (لا هم سنة ولا هم شيعة انما هم مجرمون)
ثالثا- ان الاتحاد العالمي يحذر اشد التحذير من ربط هذه الحوادث -مهما كانت دوافعها- باهل السنة ، او الشيعة، فهي حوادث تقع على الفريقين كما راينا ونرى في العراق وغيره، ولذلك فان اثارة النعرة الطائفية هي من اخطر الفتن التي جاء وصفها في الأحاديث النبوية أنها كقطع الليل المظلم.
رابعا- ان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يحذر من مخطط عدواني خطير، بل مشروع صهيوني أمريكي لإشعال المنطقة بالفتن والنزاعات الطائفية، لتمزيق الأمة الإسلامية وشغلها بالحروب الداخلية؛ ليعادي بعضها بعضا ويقتل بعضها بعضا، وتظل متفرقة ممزقة الأوصال، حتى تسهل السيطرة عليها وابتلاعها ونهب ثرواتها وامتصاص دماء أبنائها.
لذلك يدعو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: علماء الأمة، وحكامها، وحكماءها، ومفكريها من السنة والشيعة وسائر مكونات الأمة، للارتقاء فوق هذه الإحداث، وذلك بالتعاون البناء والمتكامل، والسعي الجاد لتحقيق المساواة واعطاء الحقوق المتقابلة لكل الاطراف، وتحقيق المصالحة الشاملة بين الشعوب وحكامها، والتقارب الحقيقي بين الطوائف والمذاهب على اساس العدل والانصاف، حتى نسد الطريق على المخططين لهذا المشروع ونعمل على إفشاله و ابطال كل المؤامرات التي تستهدف الامة الاسلامية جمعاء، قال تعالى: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون} الصف: ٨
أللهم ألهم هذه الأمة رشدها واجمع كلمتها على الهدى وقلوبها على التقى (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنو ربنا انك رؤوف رحيم).
أ. د علي محي الدين القره داغي                             أ. د. يوسف القرضاوي
الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين   رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
https://taghribnews.com/vdchqkni.23nzidt4t2.html
المصدر : الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز