تاريخ النشر2015 16 June ساعة 12:50
رقم : 195016
قراءة في كتاب

التحديات المعاصرة ومشروع المواجهة الإسلامية

تنا بيروت
هذا الكتاب يشدد على كون التحديات المعاصرة التي تواجه المسلمين جميعاً، من إرهاب مدمّر و عولمة وتطرّف ديني وإحتلال و ضغوطات غربية، إنما سبب الإستعمار الغربي ووجوده البغيض في المنطقة، وما أفرزه وجوده من آثار سلبية إنعكست على الأوضاع كافة .
التحديات المعاصرة ومشروع المواجهة الإسلامية
الكاتب : الشيخ محمد مهدي الأصفي 
المقدّمة : إن وحدة الكلمة والتقريب بين المذاهب  الإسلامية، ورفض الموانع المصطنعة، وفتح القنوات بين الأطراف، تعد الخطوة الأولى بإتجاه تأسيس مشروع مناسب للمرحلة الراحلة الراهنة التي تمر بها الأمة الإسلامية، على أن يشاركني وضعه جميع المسلمين لمواجهة التحديات المعاصرة .

وهذا الكتاب يشدد على كون التحديات المعاصرة التي تواجه المسلمين جميعاً، من إرهاب مدمّر و عولمة وتطرّف ديني وإحتلال و ضغوطات غربية، إنما سبب الإستعمار الغربي ووجوده البغيض في المنطقة، وما أفرزه وجوده من آثار سلبية إنعكست على الأوضاع كافة، وأن ليس هناك حل إلا بتأسيس إستراتيجية إسلامية تنطلق من صميم الثقافة الإسلامية الأصلية المستمدة من الكتاب و السّنة الشريفة الواردة عن النبي الأكرم(ص) والتراث الذي خلفه الصحابة المنتجون.
وجاء في هذا الكتاب :

الفصل الأوّل: التّحدي و التّحدي الآخر
_ ميلاد التّحدي : اقترنت ولادة هذا الدين منذ أوّل يوم بموجة من التحديات المتبادلة بين أنصاره و خصومه، وكانت هذه الموجة في الأيام محدودة، حتّى اتسعت وشملت كل الحضارات والكيانات السياسية على وجه الأرض .

_ التحدي الكبير : كانت كلمة لا إله إلا الله هي التحدي الكبير الذي رقعه هذا الدين في أوساط الجاهلية. فقد تضمنت هذه الكلمة إلغاء كل سيادة و حاكمية، حصر الحاكمية و السلطة، وتشييد كيان جديد قديم في حياة الإنسان والحكم و الشريعة.

_ التحدي الآخر: لمّا عم الإسلام على الجزيرة العربية وأرغم كل العناصر الذين حاربوا هذا الدين على الدخول في حوزته وإعلان المبايعة لسلطانه، لم يتخل أولئك الذين حاربوا الدين عن عدوانهم و مكرهم، فتحول هذا المكر إلى حرب و تحدي جديد وسط المجتمع المسلم، وهذا كله حالة نفاق .

وبرزت المقارنة بين التحديين لتكمن أنهما كما الفارق بين الحق و الباطل، فالحق يتحدى الباطل بحول الله و قوته  و الباطل يتحدى الحق بحول الإنسان وضعفه و عجزه .  

_ التحديات الثلاثة الكبرى في عصرنا :  بعد الجولة العالمية الواسعة من التحديات الكبيرة واجه المسلمون ثلاث تحديات وهي        "الإحتلال" " الإرهاب" " العولمة"، وهذه التحديات غير مفصولة عن التحيات الني كان يمارسها الإستكبار العالمي في مواجهة الإسلام.

_ الدوران المتعاكسان للتحدي : للتحدي دوران متقابلان متعاكسان في حياة الأمم و الأفراد، فمن جهة يؤدي التحدي إيجابياً في حياة الإنسان إلى اليقظة والمقاومة و المناعة لأن التحدي يتضمن الإثارة دائماً . وأمّا سلبيا فسيستسلم الناس للتحدي، بدل المقاومة ويخدّرهم التحدي بدل اليقظة . ومن هنا فعلينا توجيه الناس لتكون ردة الفعل في التحدي هي المقاومة و اليقظة وليس الإستجابة والتخدر.

وعلينا أن نعمل لتوجيه الحالة الثقافية و الإجتماعية والإقتصادية والسياسية للأمة بإتجاه المقاومة، ونحذر من الإتجاه الإستسلامي والمطاوع للمشروع الغربي .
 
الفصل الثاني : التحديات الثلاثة الكبرى في عصرنا
إن هذه التحديات نتيجة ما يصدره لنا الغرب كالإحتلال والعولمة، ومنها تحديات و فتن نابعة من داخل مجتمعنا كالإرهاب و التطرف الديني والبدع التي تهجم على هذه الأمة بين حين و آخر . 
_التحدي الأوّل (الإحتلال): لقد تجاوز العالم الإسلامي عصر الغزو العسكري المباشر، فغيّر المحتل الكافر منهجه وتطورت أساليب الإستعمار لدى الإستكبار الدولي فسيطرت على مفاصل القرار السياسي و الإقتصادي و العسكري وأوّلهم الولايات المتحدة الأمريكية،  وهذه الهيمنة تشيع بالضرورة الفساد و الإفساد، وهذه المصيبة مصيبة طويلة لن تنتهي قريبا حتى يتغير شكل الحضور المرئي للقوات الأميريكية إلى شكل غير مرئي . ومقاومة الإحتلال يحتاج إلى جهد إسلامي وطني شامل ينهض كل مسلم شيعي أم سني من منطلقات التكليف الشرعي .
_ التحدي الثاني( الإرهاب و التطف الديني):  الإرهاب شبكة عالميىة تمويلاً وتنظيماً و حركياً، وهذه الشبكة الحركية الواسعة تكشف عن وجود حالة واسعة من التعاطف والإسناد و التمويل لهذه الشبكة . ولهذه الحركة خطاب سياسي قوي وهو من الخطابات السياسية المعاصرة،وفي الإرهاب حالة غير مشروعة تحصى بالقتل و التنكيل والذبح التي حرمها إسلام النبي محمد (ص) .
وأما هذه الحالة تحتاج إلى الكثير من الترشيد و الموضوعية والعقلانية والإسلامية في التفكير والتخطيط و الإجتهاد السياسي والعقل .
 
_ التحدي الثالث(العولمة) : يتعرض العالم الإسلامي اليوم إلى إنهيار واسع في الحواجز السياسية و الثقافية و الإقتصادية التي تفصل أقاليم العالم الإسلامي عن الغرب، فقد تشابكت أطراف العالم سياسيا و اقتصاديا وثقافيا. حتى عاد من الصعب فصل العالم عن بعضه . وأما الهيمنة الإقتصادية تتبع بالضرورة الهيمنة السياسيية والثقافية .
إن دخولنا في رحاب العولمة السياسية يساوي قبولنا من طرف واحد للنفوذ السياسي للدول الكبرى عموماً وللولايات المتحدة الأميريكية التي تقود الإستكبار العالمي بهذا الشأن . ومن هنا فنحن علينا تنظيم العلاقة من خلال الحوار و الإنفتاح ولكن  وليس الإنفتاح اللامحدود الإقتصادي والسياسي و الثقافي . وأهم شئ هو التربية بالتقوى وبناء الجيل الجديد على أساس قوي من التقوى .

الفصل الثالث: مفردات المشروع الإسلامي لمواجة التحديات
من المفردات لأي مشروع ثقافي وسياسي للتحديات المعاصرة التي تحدق بالعالم الإسلامي هي :
_ المفردات التربوية الثقافية: التي تندرج تحت مكافحة حالة الهزيمة النفسية، التقوى و المقاومة النفسية، الصبر و التقوى، الإعداد التربوي للجيل الناشئ و الصاعد، إشاعة ثقافة الجهاد و المقاومة، تحديد المفاهيم وإزالة اللبس، وأخيراً التثقيف السياسي .
_ المفردات الحركية : والتي يندرج تحتها مقابلة التحدي بالتحدي فالدفاع أمر لا بدّ منه، المرابطة و الحضور الواعي في الساحة، الوعي السياسي و الإحساس بالمسؤولية، الحركةو المراقبة.

_ المفردات السياسية: الخطاب السياسي من أهم مطالب الحياة السياسيىة، خطاب الأمة خطاب رسمي، عناصر الخطاب الإسلامي، توحيد الخطاب السياسي، المطاوعة والتي من خلالها نصل إلى التفاهم وقرار مشترك، الطّاعة، العقلانية و الموضوعية في القرار.

_ المفردات الإقتصادية : العامل الإقتصادي من مكونات القوى في العالم فلا يمكن تجريد القوة من الإقتصاد، ولكي نواجه التحديات لا بد من أن نكتسب قوة تمكننا من الدخول في هذه المواجهة و التغلب عليها، وتدوين المشروع الإسلامي لمواجهة التحديات الكبرى المعاصرة.

  ولا بد أن نشير هنا إلى مرة أخرى إلى معترك حضاري سياسي وثقافي واقتصادي في وسط المعترك أشرس أنواع المواجهة و المقارعة .
 
 
ملحقات :
مشروع الوحدة الإسلامية ثقافيا و سياسيا
الوحدة الإسلامية مشروعنا الثقافي و السياسي والإقتصادي الحاضر والمستقبلي وهذا المشروع العالمي هو المشروع المؤهل لمواجهة التحديات الحضارية و السياسية والإقتصادية الكبيرة التي يواججها العالم الإسلامي اليوم، وهذا المشروع يحتاج غلى دراسة و تخطيط شامل من قبل المفكرين و العلماء و المثقفين.

_ عناصر الوحدة: وتأتي ضمن تأصيل الوحدة الذي يعتبر الأساس و المعيار العملي و العلمي للتعامل مع مواضع الإختلاف العلمي و الفكري و السياسي و الإقتصادي.

 فقه الوحدة فللوحدة فقه و قانون وهذا الفقه نابع من ذاك الأصل، فهو تنظيم فقهي لأمر التعايش بين المسلمين، ويندرج منه قاعدة: التقية: وهي أن يلتزم المسلم الذي يتبع أهل البيت بأحكام الفقه المذاهب السنية في العبادات.

قاعدة الإلزام و الإلتزام: ومنه الإلتزام الفقهي بصحة العقود و المعاملات، إلزام أتباع المذاهب الأخرى بما يصح،
قاعدة الحصانة و الحرمة : وهي القاعدة الشريفة من قواعد الفقه الإسلامي، وقاعدة الحصانة للمسلم وحرمته التي تعم جميع المذاهب الفقهية في الإسلام . ومنها : حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة، حرمة المسلم أعظم الحرمات، كل المسلم على المسلم حرام .
_ أخلاقية الوحدة: للوحدة أخلاقية كما أن للتفرقة والخلاف أخلاقية، ومن أخلاقية الوحدة الألفة و الرفق و المداراة والعفو والمسامحة وإتباع الحق و التجرد من العصبية .

_ آليات الوحدة:
 الآليات العلمية وهي البحث عن المساحة العلمية المشتركة بين المسلمين في الأصول و الفروع والثقافة العامة ومصادر التشريع وهي مساحات واسعة في العقائد و الفقه والتفسير و علوم القرآن .
الآليات العملية والتي تندرج تحتها الطاعة التي تحفظ تماسك الأمة وهي من مقولة التوحيد وقضية حقيقية، ,والمطاوعة للرأي الآخر وهذه أشق مراحل المحافظة على صف المسلمين، والتعاون على البر و التقوى، والتناصر بين المسلمين، وملازمة جماعة المسلمين .
 
 
 _أركان الوحدة السبعة تندرج لتكون : وحدة الألوهية و العبودية، وحدة الولاية، وحدة النسيج الإجتماعي للولاء، وحدة الطاعة السياسية، وحدة البراءة، وحدة المسؤولية و الرقابة الشاملة،وحدة الحصانة و الحرمة.

الأمّة الواحدة في مواجهة الفتن الطائفية
الفتنة الطائفية اليوم قائمة في كل زمان .
_ الآثار الحالية و المستقبلية للفتنة: هذه الفتنة سريعة الإشتعال و صعبة الإخماد وخسائرها واسعة و كبيرة فهي تسلب الإعتدال و التوازن و الرؤية الموضوعية حتى دعاة الإعتدال، وهذه الفتنة لا تفصل فقط الشيعة و السنة عن بعضهم بل السنة بين بعضهم، وتجعل المسلمين أمما شتى، و الفتنة الطائفية اليوم تعيد الحواجز النفسية و الثقافية بين المسلمين وتعزل الثقافة الإسلامية بعضها عن بعض .

_ أسباب الفتنة : للإستكبار العالمي دور كبير في إثارة الفتنة، النهضة الإسلامية المعاصرة التي شهدت الوعي و الصحوة و الحركة و المعارضة والتي تابعت تطور الموقف السياسي و الحركي في العالم الإسلامي، ولا يخفى على غرف الرصد التابعة لأنظمة الإستكبار العالمية هذا التطور الكبير و القفزات النوعية في العالم الإسلامي .

كما هناك دور ثلاثي لمسلسل الفتن و هو الإنغلاق و التكفير و الإرهاب.
_علاج الفتنة : يجب مكافحة الفتن الطائفية و السعي إلى التوحد و التضامن والتعاون بين المسلمين لتصبح من الثوابت الحضارية و الإقتصادية و السياسية . وعلينا أن نتدخّل في تكوين أمّة واحدة ولا بد من الوعي على الصراع الحضاري الذي تخوضه الأمة و الترافد الثقافي و العلمي في حياة هذه الأمة . وعلاج الفتن الطائفية يمكن أن يكون أيضا من خلال الوعي و الخطاب، اللقاء و الحوار، و العمل المشترك.

 إن الحضور الواعي القوي للأمة في الساحة الإسلامية يؤدي إلى ضرورة تعديل قرار كثير من الأنظمة و الحكام الذين يحكمون العالم الإسلامي، كما يؤدي إلى تعديل قرارات إقتصادية و سياسية لدى دول الإستكبار العالمي تجاه العالم الإسلامي وتخفيض الضغوط السياسية و الإقتصادية عليها .
  
  
 
https://taghribnews.com/vdcb8sb80rhb9gp.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز