تاريخ النشر2015 1 January ساعة 10:47
رقم : 178081

الشيخ زهير جعيد لـ "تنا": مشروع التقريب استطاع أن يحدّ من مشروع الفتنة

تنا - بيروت
اشار منسق جبهة العمل الاسلامي الشيخ زهير جعيد في حواره مع وكالة انباء التقريب من بيروت ، بان العام الاسلامي يشهد صراع بين جبهتين جبهة تدعو للوحدة ونبذ الخلافات وجبهة تشدد على اثارة الخلافات والفتن المذهبية .
الشيخ زهير جعيد لـ "تنا": مشروع التقريب استطاع أن يحدّ من مشروع الفتنة

في المحطة الرابعة والأخيرة من سلسلة الحوارات التي أجرتها وكالة أنباء التقریب تنا مع عدد من علماء الدين حول أهمية مؤتمرات الوحدة بين المسلمين، وأثرها على الشارع، وفي مكافحة الفتنة، كان لقاءنا هذا مع المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان، وعضو الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين، فضيلة الشيخ زهير جعيد، وهو الذي واكب أكثر مؤتمرات الوحدة منذ انطلاقتها إلى يومنا هذا ولا زال عاملا مجدا في هذا الطريق، إلى أن تتحقق الوحدة وتنتصر الأمة وتصبح كما أرادها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، عزيزة، متقدمة، رائدة، تنشر الرحمة والمحبة والتلاقي بين جميع أبناء البشر.

في الحديث معه سماحته تتلمس الهمّ الذي يثقل كاهله جراء ما تعاني الأمة والمسلمين من ويلات التكفير والارهاب، وتلحظ في عينيه بريق الأمل الذي لم ولن يخبو بتحقيق النصر طالما أن في الأمة علماء ربانيون، ودولة كالجمهورية الاسلامية يعملون ليل نهار في سبيل ذلك. فيما يلي نستعرض تفاصيل الحوار للقراء الأعزاء، مع دعاءنا المتواصل أن يُذهب الله هذه الغمة عن هذه الأمة إنه سميع مجيب.


س: هل استطاع مشروع التقريب خلال العقود الماضية أن يزيل أو يقلل من التصورات الخاطئة للمذاهب عن البعض الآخر؟
في البداية إن مشروع التقريب هو المشروع الإلهي للأمّة  منذ اللحظة الأولى لتأسيسها علي يدي النبي الأكرم محمد (ص) ، الذي جاء برسالة الأمّة الواحدة، " وإنما هذه أمتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون"، وهذا المشروع الإلهي الرّباني تعرّض في الفترة الأخيرة إلى الكثير من الإخفاقات، و قامت عدّة جهات للسعي في التقريب بين المسلمين، وهي جهود مباركة وكبيرة جداً، لكن، بالمقابل جهود الأعداء أيضا كبيرة و جبّارة، من أجل ايقاع الفتنة بين المسلمين وتفريقهم، لأن الوحدة هي الكفيلة بالإنتصار على الأعداء مهما كانت قوة العدو، خاصة حين استطاع العدو الصهيوني أن يدخل إلى لبنان، و لكن اللبنانين و المقاومة الإسلامية استطاعت أن تخرج هذا العدو بقوّتها، وأفضل و أهم شيئ هي الوحدة و اتفاق المسلمين حول هذه القضيّة. ففي الفترة الأخيرة ازداد العمل على الحرب المذهبيّة و الطائفيّة في المنطقة.

س: الرّأي العام يتوقع من مؤتمرات الوحدة الإسلاميّة نتائج و مكاسب ملموسة على أرض الواقع، فهل تحقق شيئ من هذا النوع وعلى أي مستوى ؟ 
  بالرغم من كل الذي يحدث في المنطقة، استطاع المشروع الصهيو- أمريكي أن يحقق بعض الإنجازات له في عدة مناطق من العالم العربي و الإسلامي، وما زلنا في ضمن هذا الصراع، فنحن لا نستطيع أن نقول أن هذا المشروع للفتنة انتصر أو أن مشروع الوحدة و التقريب انتصر، فلا زال المشروعان يتصارعان في المنطقة . نعم، إن لم يكن مشروع التقريب حقّق كل ما يرجوه حتى الآن، فهذا طبيعي لأن المصاعب كبيرة جداً، ولكن نستطيع أن نقول انّ هذا المشروع  الذي على رأسه الجمهوريّة الإسلامية و " مجمع التقريب بين المذاهب "، وفي لبنان تجمّع علماء المسلمين، على الأقل حدّ من الوقوع في الفتنة، وما زال اللقاء قائما بين مكونات الأمّة السّنة و الشيعة.

وبجهود كلّ الهيئات و العلماء العاملين لمشروع الوحدة الذي هو جسر التواصل بين السنة و الشيعة، نظن أن ثمار جهد العلماء و الجهات التي تعمل على التقريب سنرى بوادر جهدها و انتصاراتها وتحقيق آمالها في القريب العاجل. 

س: كيف تستطيع المؤسسات الدّينية الكبرى كالأزهر أن تلعب دور في مجال ترسيخ ثقافة التقريب و إزالة البغضاء والعدوات بين المذاهب الإسلاميّة ؟
  الأزهر دائماً كان في الدور الطبيعي للإسلام الحقيقي، والذي يقدّم للعالم صورة نقيّة عن الدين الإسلامي العظيم، ففي المراحل الأخيرة لعبت السياسة دوراً عظيماً في تحجيم دور الأزهر، ولكن ما زال علماء الأزهر ومرجعية الأزهر و مشايخ الأزهر من العلماء الذين لا يخالطون الفتنة ولا يدعون الى الفتنة و هذا انجاز كبير .

ونحن أملنا بالأزهر أكبر من ذلك بكثير، فأملنا أن يعود للأزهر مكانته التي تركت أثرا في قلوب المسلمين جميعا، ومكانته الرائدة عالميا في مواجهة أعداء الدين الإسلامي، فللأزهر تأثير في كل العالم الإسلامي، وخاصة أن يقوم بدوره أمام الهجمة المذهبية التي تريد تغيير الحقائق و الأولويات والمسلمات الإسلامية، فمن هنا نحن نرى أن للأزهر دور كبير في هذا الأمر .

وطبعاً اليوم شيخ الأزهر الشّيخ أحمد الطيب له جهود طيبة جداً في هذا المجال لإعادة مكانته. والمؤتمر الجديد الذي عقد في الأزهر حول رفض الفتنة و التفرقة كان له أثر طيب جداً نرجو من الله عز و جل أن يلهم المسؤولين في الأزهر دائما في الزيادة إلى إحتواء كل العلماء وكل المقدرات والقدرات في عالمنا العربي و الإسلامي و أن يبقى منارة للوحدة و يبقي على هذا النوع من المؤتمرات وأن يوسّع دوره أكثر فأكثر لنشر الإسلام الصحيح و الإسلام المحمدي الأصيل.

س: يقال أن الكلام عن الوحدة ليس تكتيكاً وإنّما استراتيجيّة اتخذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة على عاتقها ضمن استراتيجيتها العامة في تعاملها مع شؤون العالم الإسلامي، كيف تفسرون هذا الكلام؟
من اللحظة الأولى لإنتصار الثورة الإسلامية المباركة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية و حضور الإمام الخميني (قدس سره) إلى إيران كان واضحاً في الخط الذي خطّته الجمهورية للدعوة بين المسلمين، لذلك نرى أن هناك بعض الثوابت التي أطلقها الإمام الخميني ومنها كان موضوع الوحدة الإسلامية . لذلك منذ الإنتصار أطلق الإمام الخميني أسبوع الوحدة الإسلامية، حين أخذ برواية أهل السّنة و رواية الشيعة حول ولادة الرسول محمد (ص)، وجعلهما أسبوعاً للوحدة والفرح برسول الله (ص)، فطبعاً أيامنا يجب أن تكون كلها عيد بالنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي أخرج الإنسانية من الظلمات إلى النّور و الذي جاء رحمة للعالمين، و من هنا نرى أن الإمام الخميني جعل أيضاً للقدس يوماً .

 جهود المسؤولين في ايران وكذلك المرجعيات الدينية هناك تدور حول محور تحقيق التقارب والوحدة بين المسلمين وما تأسيس "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية" ومؤسسات مشابه اخرى الا لتحقيق هذا الهدف المنشود . ومنذ انتصار الثورة الاسلامية لم نسمع كلاما مذهبيا طائفيا من قبل المسؤولين الايرانيين ولن يعلنوا بان ايران دولة شيعية بل اعلنوها دولة اسلامية .

ومن هنا فإن حركة الوحدة و التقارب و التقريب بين المسلمين في الجمهورية الاسلامية هي حركة مبدئية ثابتة وليست حركة سياسية أو ظرفية أو مرحليّة، ولكنها حركة تعتمد بأصولها على الإسلام وتنطلق من خلال الاسلام و تعاليم الإسلام فنحن مؤمنون بأن الجمهوريّة الإسلامية الإيرانيّة ثابتة في دعوتها وعملها  .

س : التيار السلفي يخالف التقريب،لماذا؟
طبعاً منذ اللحظة الأولى لقيام الحركة الوهابية كان واضحاً أنها تعمل على تفرقة الأمّة و قياداتها بين السنة والشيعة، وبين كافة المذاهب ، فهذه الحرکة لا ترى بين المسلمين غيرها، ولا ترى طريق الإسلام إلا عندها، فهي قائمة على التذمر و التباعد وخلق الفتن بين المسلمين، لذلك من هنا نتحدث عن الحركة الوهابية التي تختلف عن الحركة السلفية .

فهناك البعض من الجهات السلفية وإن كنا لا نتفق معهم في الرأي الشرعي و المرجعي و الثقافي، ولكن هناك البعض يعمل على الوحدة و بدأ يتقارب، و لكنهم بعيدون عن الوحدة و مجالها . ونحن نقول أن الصبر يحقق كلّ شيئ، و من خلال العمل الدؤوب لا بد أن يعيد كل شيئ و أحد إلى وعيه بعد تحقيق هذا الخط بالإنتصار و الفوز على المشروع الصهيو- أمريكي في المنطقة فأكثر هؤلاء للأسف دون إرادتهم أو أنهم يدرون، هم أتباع، و يعملون لخدمة المشروع الصهيو-أمريكي لتمزيق المسلمين .  
https://taghribnews.com/vdcevv8zzjh8f7i.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز