تاريخ النشر2014 26 December ساعة 08:52
رقم : 177489

الشيخ جعفر المهاجر لتنا: مشروع التقريب ليس الغاء المذاهب بل وحدة الموقف الاسلامي تجاه التحديات

تنا - بيروت
الشيخ جعفر المهاجر وفي حواره مع وكالة انباء التقريب اكد ان سبب عداء الغرب للجمهورية الاسلامية هو سعيها لتحقيق التقارب والاتحاد بين المسلمين لتكون مواقفهم اتجاه التحديات التي تهدد مصالحهم موحدة .
الشيخ جعفر المهاجر لتنا: مشروع التقريب ليس الغاء المذاهب بل وحدة الموقف الاسلامي تجاه التحديات

الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اخذت على عاتقها منذ انتصار الثورة عام ١٩٧٩، الوحدة الإسلامية في العالم الاسلامي والعربي ، وبدأت تعمل على تحقيق هذا العنوان بمختلف الوسائل والأساليب وخصصت لذلك كل الإمكانات المتاحة، من رجال وأموال، وكل ما يتطلبه تحقيق الهدف السامي الذي أوصى به نبي الرحمة محمد ابن عبد الله، لعزة الاسلام وتقدمه وانتشاره بالشكل السليم والصحيح، وفي هذه الأيام وفي ظل الهجمة التكفيرية التي تشنها جماعات ارهابية تحت اسم الاسلام بتمويل ورعاية وتخطيط بريطاني – أمريكي – صهيوني وتمويل عربي مفتوح لتحقيق انتصارات سياسية، يجعل من الامر غاية في الاهمية والحساسية .
يأتي المؤتمر في دورته الثامنة والعشرين على التوالي ليعالج آخر التحديات وسبل الخروج من النفق المظلم الذي أُدخل فيه العالم الإسلامي نتيجة التشويه المتعمد للدين.

في هذا الإطار وعلى هامش المؤتمر المزمع في طهران لمناسبة ولادة الرسول الأكرم (ص) مطلع العالم القادم، كان لوكالة أنباء التقریب (تنا)، سلسلة من الحوارات أجرتها مع بعض علماء الدين العاملين على تحقيق الوحدة الاسلامية ومن المشاركين في المؤتمر، وفي هذه الحلقة كان حوار الوكالة مع المحقق والباحث سماحة الشيخ جعفر المهاجر حيث كان الحوار على هذا النحو: 

السؤال : ما هي أهم الأسس والأطر التي بُني عليه مشروع التقريب ؟

مشروع التقـريب بين المسلمين مَبنيٌّ على أمرين :
ـ الأول: بناء التعارُف بين المسلمين ، في مُقابل حالة القطيعة المُزمِنة بينهم ، حيث نمَتْ أفكارٌ وأوهام غير صحيحة عن بعضِهم البعض .

إن الإسلام الشعبي أقوى ممّا نتصوّر . ولكن الضجيج المُفتعَل تحت عنوان المذاهب هو الذي يُعطّلُ ويُغطّي الرابطة الإسلاميّة . دائماً كانت الأنظمة الحاكمة إجمالاً والعدوّ الخارجي يعملان معاً على تحريض الحالة المذهبيّة .

ـ الثاني : ليس مشروع التقارُب بين المُسلمين مبنيّاً على إلغاء المذاهب كما يتوهّمُ البعض . بل على وَحـدةِ الموقف باتجاه ما فيه مصلحةُ جميع المسلمين في الشأن السياسي وغيرِه .

السؤال : كيف تستطيع المؤسسات الدينية الكبرى كالازهر ان تلعب دور في مجال ترسيخ ثقافة التقريب وازالة البغضاء والعدوات بين المذاهب الاسلامية ؟

لا ريب في أنّ المؤسسات الدينيّة الكبرى : الأزهـر ، الزيتونة ، النجف ، قم، قادرةٌ مبدئيّاً على أن تلعبَ دوراً مؤثّـراً في تأييـد ثقافة التقريب . بل هي الأقـدرُ على ذلك فيما لو ملكتْ حُريّةَ العمل وأدواته . ومِثالُ ( مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية ) في القاهرة ، الذي رعاه السيّدُ البروجردي في أواسط القرن الماضي ، وما حقّقه من إنجازات كبيرة في التقريب ، مِثالٌ ساطعٌ على ذلك . لكنّ المؤسف أنّ بعضَها ( الأزهر والزيتونة ) قد سُلبت منه حريّةُ العمل ، واستُــلحقت إدارةً ومناهج بأجهزة الدولة . ممّا أفقـدها الكثير من القُـدرة على التأثير . ثم ماذا تستطيعُ هـذه المؤسّـسات أن تفعل في قِبال القنوات التلفزيونيّة الكثيرة التي لا عملَ لها إلا تحريض السُّـعار المذهبي ؟

السؤال: يقال ان الكلام عن الوحدة الاسلامية ليس تكتيكا وانما استراتيجية اتخذتها ايران الاسلامية على عاتقها ضمن استراتيجيتها العامة في تعاملها مع شؤون العالم الاسلامية ، كيف تفسرون هذا الكلام ؟
ما من شكٍ في أنّ العملَ على وَحـدة الموقف الإسلامي ، خصوصاً السياسي والثقافي ، هو مبـدأٌ أساسي في سياسة الجمهوريّة الإسلاميّة . والشواهدُ على ذلك كثيرةٌ جدّاً ، في رأسِها تأييد ودعم قُوى المُمانعة والمقاومة ، بصرف النظر عن مذهب العاملين لها .
ثم أنّ القوانين المعمول بها داخلَ الجمهوريّة تمنحُ مواطنيها من مختلف المذاهب والأديان حقوقاً مُتساوية ، دون أدنى تمييزٍ فرديّ . وهذا وذاك هما السببان الأساسيّان الذي جعل الغرب وأكثر الأنظمة العربيّة الحاكمة تُناصبها العَـداء منذ لحظة انتصارها .
https://taghribnews.com/vdcfcedy1w6deja.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز