تاريخ النشر2014 14 July ساعة 13:20
رقم : 163214

الكاتب حسن حمادة لـ"تنا": خلافة داعش يسمّيها الحلف الأطلسيّ ويصنعها

تنا – بيروت
من تونس، إلى مصر، وليبيا ، وصولًا إلى سوريا تبلورت المؤامرة الواضحة المعالم ضد محور الممانعة والمقاومة المتمثّل في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وسوريا ولبنان عبر مقاومته .
الكاتب حسن حمادة
الكاتب حسن حمادة

  وأظهرت التّطوّرات والأحداث أنّ ما سمّي ربيعًا عربيًّا ليس أكثر من خريف مليئ  بالفوضى الخلاقّة  الّتي وعدتنا بها الإدارة الأميركيّة بلسان وزيرة خارجيّتها السّابقة غونداليزا رايس أثناء عدوان تموز في العام  ٢٠٠٦؛  ومن العام ٢٠٠٦ لغاية  اليوم تشهد المنطقة صراعات مختلفة؛  ويحاول المعادون إسباغ  لبوس الطّائفيّة والمذهبيّة على  تلك الصّراعات وصولّا إلى إيقاع الفتنة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم؛ وما المجموعات التّكفيريّة الإرهابيّة، مع كلّ ما تمارسه على أرض الواقع، وأبرز ممارساتها ما أقدمت عليه مجموعة داعش لجهة الإعلان عن خلافتها الإسلاميّة وفرضها بالتّهديد والوعيد على المسلمين. والسّؤال هل ينجح مشروع هؤلاء التّفتيتيّ مع وجود جهات وأطراف وأفراد ومؤسّسات في الأمّة الإسلاميّة تحرص على التّقريب بين المسلمين، وتعمل لتحقيق وحدتهم الأساسيّة في قوّة الأمّة ومنعتها؟

عناوين جذّابة لمشاريع التّدمير
في هذا السّياق إلتقت وكالة أنباء التّقريب "تنا" – مكتب بيروت الكاتب والمحلّل السّياسيّ وعضو في المجلس  الوطنيّ للإعلام المرئيّ و المسموع في لبنان الأستاذ حسن حمادة.

س: استهلالّا أستاذ حسن ما هي في رأيك العلاقة بين اندلاع الثّورات المسماة بأنّها الرّبيع العربيّ وظهور المشروع التّكفيريّ وأدواته؟
ج - هي عمليّة متكاملة؛ وهي تنفيذ الفوضى الهدّامة البنّاءة  في كلّ بلد من البلدان المستهدفة بهذه الفوضى، والّتي تتمّ بطريقة خاصّة؛ فحيثما يوجد تعدديّة مذهبيّة  واضحة المعالم فإنّه يتم العمل على تحريك الصّراعات الطّائفيّة؛  فصحيح أنّه يوجد مطالب ديمقوراطيّة محقّة، ولكنّ هذه المطالب خطفت في اتّجاه يخدم الفوضى البنّاءة ؛ ولأنّ الفوضى تتطلّب خضّات فقد جرى اطلاق العنان للإتّجاهات التّكفيريّة المؤهّلة أكثر من غيرها لإثارة الفتن؛ وهذا هو المظهر الأساسيّ للتّلازم ما بين  الخضّات في البلاد العربيّة والإتّجاهات التّكفيريّة.

وأنا أتحفّظ على  استخدام عبارة الرّبيع العربيّ لأنّ المستعمر درج على اعطاء عناوين جذّابة وجميلة لكلّ مشاريع التّدمير . والمرّة الأولى الّتي استخدمت  فيها عبارة ربيع الشّعوب كانت في العام ١٩٤٨ حينما تمّ الإعلان تأسيس شركة دوليّة متعدّدة الجنسيّات، وهدفها نقل الموارنة من لبنان وزرعهم في الجزائر كي يقوموا هناك بثلاث مهمّات هي:

الأولى :  أن يتجسّسوا على سكّان البلاد الأصليّين لحساب قوّات الإحتلال الفرنسيّ .

الثّانية: أن يكونوا مساعدين لقوّات الإحتلال عند حصول مواجهات مع أهل البلاد الأصليّين .

الثّالثة: أن يكونوا مزارعين وخدمًا لدى المستثمرين الكبار في الجزائر.

وإن عدنا إلى التّاريخ فقد صرّح رئيس الّشركة دوبو ديكور في اليوم الّذي أعلن فيه عن تأسيسها بدعم من الحكومة الفرنسيّة ـ قائلًا " ها قد بدأ موسم ربيع الشّعوب". من هنا تتبيّن العلاقة بين اندلاع الثّورات المسماة بأنّها الرّبيع العربيّ وظهور المشروع التّكفيريّ وأدواته.


"السّلوك التّكفيريّ يلتقي مع الطّروحات الوهابيّة"
س: ما الرّابط  بين االمجموعات  التّكفيريّ والفكر الوهّابيّ على اعتبار أنّ المشروع في الأصل يحمل بعدًا استعماريًّا؟
ج - هذا الإرتباط حاصل على أرض الواقع ، لأنّ السّلوك التّكفيريّ يلتقي مع الطّروحات الوهّابيّة الأصليّة؛ كما أنّ بداية انتشار الوهّابيّة في الأساس مشابه جدًّا لإنتشار التّكفير اليوم؛  لاسيّما ما خصّ العنف والقتل ورفض الأخر، وعدم القبول بأيّ فكر يختلف عن فكرهم، وإزالة أيّ أثر لمن لا يشاركهم في معتقدهم؛ فنحن أمام ظاهرة "اسلام" غير قرآنيّ؛ وهي ظاهرة في طبيعتها متناقضة مع الإسلام القرآنيّ؛ وتشكّل في حقيقة الأمر خروجًا عن الدّين الإسلاميّ.

"خلافة الحلف الأطلسي"
س: أين يمكن إدراج  مشروع الخلافة الإسلاميّة الّذي أعلنه ما يسمّى بتنظيم داعش؟ وانعكاسه على الوضع في العراق وسوريا ولبنان، وانحسار داعش وانهزامها؟
ج - إنّ ما سمّي بالخلافة هي أوّل خلافة يسمّيها ويصنعها الحلف الأطلسيّ؛ وعبارة الخلافة الأطلسيّة تختصر كل شيء . وبالنّسبة إلى العراق فالوضع مهترئ بالكامل، و لم يكن هناك حاجة ماسّة لإحداث ما حدث لو لم يكن هناك مخطّط لضرب سوريا من العراق؛ وهذه الحرب الصّهيونيّة الأميركيّة الأطلسيّة لضرب سوريا وتدميرها؛  وهنا لا نستطيع فصل السّاحة السّوريّة  عن العراقيّة، فهما مرتبطان فيما بينهما كارتباط السّاحة السّوريّة والّلبنانيّة.

أمّا في ما خصّ وضع لبنان الشّماليّ، فكما نعلم الوضع ناجم عن تراكم من الأخطاء الإقتصاديّة- السّياسيّة-الأمنيّة على مدى سنوات طويلة، خصوصًا في السّنوات الأخيرة الّتي أعقبت الطّائف، حيث تمّ استرسال في إهمال هذه المنطقة المحرومة أساسًا؛  ثمّ أتت الخيارات الإقتصاديّة النّيو- ليبراليّة  لتضاعف من المأساة الإجتماعيّة ، الأمر الّذي أوجد البيئة الخصبة لنموّ كلّ ما هو متطرّف.

والمعروف أنّ مدينة مثل طرابلس ـ حيث تجاوزت نسبة الفقر كلّ الخطوط الحمر ـ يمثّلها أساسًا أثرى أثرياء العالم، وذلك باعتراف الصّحافة الأميركيّة المتخصّصة في موضوع الثّروات الفرديّة. وهذه الحالة الغريبة جعلت من الثّروات هذه معينًا ماديًّا لبعض الأشخاص المتألّقين في بعض الحركات التّكفيريّة .

وليس خافيًا على أحد أنّ المنظّمات الإرهابيّة تحاول أن تجعل من الشّمال نافذة بحريّة لها، خصوصًا أنّها عجزت عن تنفيذ ذلك في الجزء الشّماليّ من منطقة السّاحل السّوريّ.

ومن البديهي أن تستقوي التّنظيمات الموجودة في شمال لبنان بالتّطوّرات العراقيّة؛ لكنّ الدّولة اللبنانيّة بقواها الذّاتية تتصدّى ـ مستقوية بلا شكّ بتحسّن الوضع الأمنيّ على الحدود الّلبنانيّة السّوريّة ـ  لهذه التّنظيمات التّكفيريّة قدر الامكان.

حوار و إعداد: عادل حاموش



https://taghribnews.com/vdcgqw9qtak93x4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز