تاريخ النشر2012 10 July ساعة 14:51
رقم : 101493

جولة أنان تؤكد إحياء خطته وبقاء الأسد

تنا - بيروت
جولة أنان تؤكد إحياء خطته وبقاء الأسد
عكس لقاء المبعوث الأممي كوفي أنان والرئيس السوري بشار الأسد توافقاً في الرؤية حول كيفية حل الأزمة السورية، حيث ترجمت تصريحات كل من الطرفين نية خالصة لإعادة إحياء خطة أنان بعد أن جرت محاولات دولية وعربية عديدة لإفشالها. 
وبعد أن ساد الإنشراح في اللقاء، توصل الطرفان لوضع آلية محددة لوقف إطلاق النار، وصولاً إلى حوار سياسي منشود بين النظام السوري والمعارضين. 

من جهته، أكد أنان الإتفاق مع الأسد على طرح لوقف العنف في البلاد تتم مناقشته مع "المعارضة المسلحة" كما أسماها،واصفاً المحادثات مع الأسد "بالبناءة والصريحة جداً". 

وأضاف أنان "ناقشنا الحاجة الى وقف العنف والطرق والوسائل المؤدية الى ذلك، واتفقنا
على طرح سأتشارك به مع المعارضة المسلحة"، مشدداً "على أهمية المضي قدماً في الحوار السياسي الذي يوافق عليه الأسد". 

إلى ذلك،كرر المبعوث الاممي بعد وصوله طهران ضرورة العمل مع إيران للمساعدة بحلحلة الوضع في سوريا، بعد أن أعلن في وقت سابق أن " إيران لاعب، وينبغي أن تكون جزءاً من الحل، لديها نفوذ ولا يمكننا تجاهلها". 

بدوره،رأى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن على الرئيس الأسد البقاء في منصبه حتى الإنتخابات القادمة، لافتاً إلى أنه "يجب أن تتاح للشعب السوري حرية اختيار رئيسه بنفسه في الانتخابات الرئاسية المقررة عام ٢٠١٤". 

كما شدد صالحي على أن هناك "قطاعا كبيراً من المتمردين ينتمي لجماعات متشددة متطرفة وان هناك الكثير من الاسلحة التي يتم تهريبها إلى سوريا"، مجدداً موقف إيران التي لا تزال تدعم خطة السلام التي طرحها أنان والمؤلفة من ستة
نقاط، لافتاً إلى أنه يجب إعطاء أنان "فرصة كافية حتى يتمكن من دفع" خطته إلى الامام. 

على المقلب الآخر، وفيما أقر أنان بتشتت ما يسمى بالمعارضة السورية خلال محادثاته مع الأسد، تتخبط المجموعات المسلحة بين الداخل والخارج،وتتنافس فيما بينها على آمال معلقة بالهواء،تعِدُهم بها الإدارة الغربية. 

ففي حين إقترح المعارض السوري ميشال كيلو في حديث لإذاعة صوت روسيا تعيين العميد مناف طلاس كرئيس للحكومة الإنتقالية بعد ظهور أنباء غير مؤكدة عن إنشقاقه، رفض مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة لما يسمى بالجيش السوري الحر فهد المصري إقتراح كيلو،كما أعلن برر نائب رئيس الأركان فيما يسمى بالجيش الحر عارف الحمود رفض الجيش الحر القاطع لترؤس مناف طلاس لحكومة انتقالية بأنه "إبن النظام". 

في المقابل، تترجم تصريحات المسؤولين الروسيين الدعم المستمر
لمساعي خطة المبعوث الأممي  وتؤكد وقوف موسكو إلى جانب النظام والشعب السوري ضد المسلحين على الرغم من الجبهة الغربية التي تنتقد موقف روسيا. 

فقد دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة، الى "حلّ سياسي سلمي" في سورية، معلناً رفضه لأي "تدخل بالقوة من الخارج". 

و كرر بوتين موقف موسكو القائم على عدم تكرار سيناريو ما حصل في ليبيا في سوريا قائلاً "برأيي إنه علينا بذل كل الجهود لإقناع أطراف النزاع بالتوصل إلى حلّ سياسي سلمي لتسوية كل الخلافات". 

كما أكد الرئيس الروسي في كلمته أمام سفراء روسيا في مقرّ وزارة الخارجية دعم روسيا لنظام بشار الأسد وتزويده بالسلاح. 

إلى ذلك، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاتهامات التي يوجهها بعض السياسيين الأمريكيين حالياً ضد روسيا "ظاهرة مزمنة ستزول مع انتهاء الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة". 

وفي حديث لإذاعة صوت روسيا قال لافروف "كالعادة
هذه الانفعالات تزول مع انتهاء حملة انتخابات الرئاسة. وينطلق الرئيس الأمريكي  من الواقع الذي يدل على أن هناك فرصاً كثيرة للتعاون بين روسيا والولايات المتحدة من أجل المصلحة المتبادلة". 

في الوقت نفسه، أعلن القائد العام للقوات البحرية الروسية الفريق البحري فيكتور تشيركوف إن روسيا لا تعتزم التخلي عن قاعدتها البحرية العسكرية في ميناء طرطوس السوري. 

كذلك أكد تشيركوف على ضرورة "إستمرار عمل هذه القاعدة التي تقوم بإمداد وصيانة السفن الروسية المتواجدة في البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى البوارج التي تشارك في مكافحة القرصنة في خليج عدن أو المحيط الهندي". 

إذاً، تشير كل الدلائل إلى أن لا سيناريو لحلحلة الأزمة السورية سوى بإعتماد خطة أنان والسير في حل دبلوماسي يحقن دماء الشعب السوري. فمن إلتماس أنان لتشرذم ما يسمى بالمعارضة السورية، إلى لقائه الأسد وزيارته طهران، وصولاً إلى تأكيده ضرورة إشراك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إعادة السلم إلى سوريا. 

بذلك، تخلص كل التصريحات والمواقف والأحداث  إلى نتيجة واحدة، هي بقاء الأسد حتى الإنتخابات القادمة في عام ألفين وأربعة عشر. 

إعداد: ياسمين مصطفى
https://taghribnews.com/vdchwznzx23nvkd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز