تاريخ النشر2011 3 November ساعة 01:35
رقم : 69772
الشيخ بلال شعبان

"الحج تجرد كليّ من الزوائد والفروقات بين البشر "

خاص تنا _بيروت
"لماذا نطوف طوافاً واحد حول بيت الله العتيق ؟ ولا نجتمع ونطوف طوافاً واحدا حول قضايا أمتنا المركزية "
"الحج تجرد كليّ من الزوائد والفروقات بين البشر "
وصف أمين عام  حركة "التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان الحج بأنه  تجرد كلي من الزوائد والفروقات بين البشر،قائلاً أن  أول أركان الحج "الإحرام" الذي يجرد من اللباس  الدال على "الفروقات العرقية أو القومية أو القبلية والعشائرية ليلبس الجميع لباسا واحدا لا مخيط فيه ولا زركشة ولا ألوان ليكون الإنسان على الصورة" . وفي حديث خاص لوكالة "أنباء التقريب" مكتب بيروت ، لفت الشيخ شعبان الى أن شعيرة  الطواف ما هو  الّا تأكيد على الطواف الدائم حول العدل والشرع والدين .وكذلك على انتماء الطائفتين حول البيت العتيق لأمة واحدة رغم اختلاف طوائفهم وألوانهم وأعراقهم وقومياتهم سائلاً :" لماذا نطوف طوافاً واحد حول بيت الله العتيق ؟ ولا نجتمع ونطوف طوافاً واحدا حول قضايا أمتنا المركزية ! ؟". وهذا نص المقابلة:





١- ما أبرز الأمور التي يجب أن ترافق كل من استطاع وأراد أن يحج بيت الله الحرام كتهيئة نفسية وإيمانية؟ 


الحج هو عهد مع الله بعبادته وتلبية دعوته وحده دون سواه فشعار الحج الأساس :"لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"
فالمؤمن الذي يقصد بيت الله الحرام يجب أن يكون مؤمنا أنه يقصد الله تعالى الذي بيده الملك والنعمة والخلق والأمر
فالحج ليس رحلة سياسية إنما هو مشروع طاعة عبادي سياسي اجتماعي إنساني يجمع المسلمين فيه على أن الرازق والمعطي والمانع هو الله وليس صندوق النقد الدولي ، وأن الحكم والملك وتداول السلطة لا يكون عبر الامم المتحدة ومجلس الأمن والدول الكبرى وإنما عن طريق من بيده الملك :" قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ". 



٢- ما رأيكم بالأمور التي باتت اليوم مقرونة بشعائر الحج من عادات اجتماعية كالبذخ في الكماليات الى حد تناسي المناسبة الأساسية الأ وهي الحج؟ 

الحج تجرد كلي من الزوائد والفروقات بين البشر فأول أركان الحج "الإحرام" الذي يجردك من اللباس الذي يدل على الفروقات العرقية أو القومية أو القبلية والعشائرية ليلبس الجميع لباساً واحدا لا مخيط فيه ولا زركشة ولا ألوان ليكون الإنسان على الصورة التي خلقه بها الله ليبقى بعد ذلك اختلاف لون البشرة وتنوع ألسنتنا ولغاتنا لا لنختلف إنما لنتكامل ونتعارف قال تعالى :" يا أيها الذين الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ".
لذلك فالبذخ والتبذير والسياحة مناقض لمقاصد الحج ولقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عندما نوى الحج قال :" اللهم حجة لا سمعة فيها ولا رياء " . 


٣- من شعائر الحج : الطواف ،السعي ، الوقوف على جبل عرفة والتضحية ، لو تحدثنا بالتفصيل عن شعيرة الطواف حول بيت الله العتيق وأهميتها ومعانيها . 

طواف الحجيج حول بيت الله هو كناية عن الطواف حول دين الله وشرع الله ففي الحديث :" ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فدوروا مع الكتاب حيث دار ، ألا إنه سيكون عليكم أمراء إذا أطعتموهم أضلوكم وإن عصيتموهم قتلوكم قالوا وماذا نفعل يا رسول الله ؟ قال كما فعل أصحاب عيسى حملوا على الخشب ونشروا بالمناشير فوالذي نفس محمد بيده لموتة في طاعة خير من حياة في معصيته".
فالطواف أولا :" هو تأكيد على الطواف الدائم حول العدل والشرع والدين .
وثانياً : هو تأكيد على انتماء الطائفين حول البيت العتيق لأمة واحدة رغم اختلاف طوائفهم وألوانهم وأعراقهم وقومياتهم فنحن نطوف طوافاً واحداً حول بيت واحد ونلبي تلبية واحدة لرب واحد فلماذا عندما نعود إلى بلادنا لا نحقق الطواف الواحد حول قضايانا ! لماذا عندما نعود إلى بلادنا نعود إلى فرقتنا ! لماذا عندما نحج نحج مسلمين ... وعندما نعود إلى بلادنا يعود هذا ليكون سنياً وذلك ليكون شيعاً وآخر ليكون حنفياً وغيره ليكون جعفرياً وبعضنا يعود عربيا وآخر يعود فارسياً أو كرديا أو بربريا ! لماذا نطوف طوافا واحد حول بيت الله العتيق ؟ ولا نجتمع ونطوف طوافا واحدا حول قضايا أمتنا المركزية !
الحج هو مجموعة شعائر وعبادات في المشاعر المقدسة، لكن تطبيقها العملي يتجلى حين نعود إلى بلادنا وحدة فعلية حقيقية في مسارنا ومصيرنا كأمة واحدة ، وكما خلعنا كل فروقاتنا عند الحج والإحرام لا يجوز أن نعود إليها بعد عودتنا إلى بلادنا. 



٤- ما أهمية أن يجمع المسلمون في بقعة أرض واحدة واضعين كل خلافاتهم ورائهم ومتجهين نحو هدف واحد. كيف ترون هذا المشهد؟ 

هذا هو التطبيق الفعلي للحج فلا يجوز أن نصلي خلف إمام واحد في صلاتنا ثم نقف في سياستنا خلف أئمة متعددين. ، لا يجوز أن نطوف طوافا واحدا حول بيت واحد لنطوف بعد عودتنا في بيوت الظالمين ، لا يجوز أن نقف في عرفات الله في باب الله ثم بقف بعد عودتنا أمام بيوت الظالمين .


 
٥- ماذا أراد الله لنا من خلال اتمام هذا الركن الأساس من الإسلام ؟ 

يريدنا الله أن نكون سادة أعزة لا يستعلي أحد على أحد ولا يتفاخر أحد على أحد فكلنا لآدم وآدم من تراب ، فالحج يجعل التنافس في دائرة الخير وجلب المنفعة للناس :" خير النا أنفعهم للناس " فلا تنافس في الملبس والعطر والمأكل والمشرب والمركب التنافس يكون في الخير والتفاضل :" إن أكرمكم عند الله أتقاكم " .والرفعة تكون :" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ".

خاص مكتب بيروت
https://taghribnews.com/vdccimqe.2bqom8aca2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز