تاريخ النشر2010 22 December ساعة 15:32
رقم : 34613

العالم الاسلامي بحاجة الى توحيد الجهود الثقافية

في اطار العلاقات الثنائية بين البلدين، تحتل العلاقات بين الجامعات في الجمهورية الجزائرية والجمهورية الاسلامية الايرانية اهمية بالغة، ولهذا السبب عقدت الجزائر العديد من الاتفاقيات الاكاديمية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى وجه الخصوص الاتفاقية التي ابرمتها الجامعة الجزايرية مع جامعة طهران.
الدكتور عزيز سلامي نائب رئيس الجامعة الجزائر الاولى
الدكتور عزيز سلامي نائب رئيس الجامعة الجزائر الاولى

وكالـة انبـاء التقريـب(تنـا) 
على هامش زيارة الوفد الاكاديمي الجزائري الذي قدم الى ايران بدعوة من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، التقى مراسل وكالة انباء التقريب بالدكتور "عزيز سلامي" نائب رئيس "جامعة الجزائر الاولى" والدكتور "عمار مساعدي" رئيس "كلية الشريعة والقانون بجامعة الجزائر الاولى" واجرى حوارا في مايلي نصه : 

س : ما هو الدور الذي تلعبه الجامعات والمراكز الأكاديمية العربية والاسلامية في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامية؟ 
لا يخفى على احد الدور الذي تلعبه الجامعة بكل مكوناتها من الدارسين والاساتذة والباحثين، على جميع الاصعدة؛ فهي المحضن وهي الموقع الاستراتيجي الذي تتخرج منه الاجيال وتنشأ من خلالها الخبرات التي تساعد على النمو والتطور الحضاري الذي يشهده العالم في هذا العصر، وبالتالي فإن الجامعات تلعب دورا اساسيا ورئيسيا في تطور المجتمعات وذلك بفضل الدراسات والبحوث الأكاديمية والعلاقات الثنائية التي تعقده الجامعات مع الجامعات الاخرى. 

وفي مايخص التقريب بين المذاهب الاسلامية، نرى ان الجامعة لها دور بارز في توحيد الجهود والرؤى وتوحيد وجهات النظر بين مفكري وعلماء الامة الاسلامية وذلك من خلال التعامل الذي توجده مع نظيراتها في البلدان الاسلامية الاخرى، كتبادل الطلاب والاساتذة وتبادل المنشورات والزيارات للتعرف على الثقافات المختلفة والمتنوعة والاستفادة من هذه الجهود والخبرات المتعددة، وكما

ذكرنا ان للجامعة دورا بارزا في توحيد هذه الجهود. ومن هذا المنطلق نعتقد بأن ايران بجامعاتها ومراكز بحوثها تحتل مكانا مرموقا في العالم اليوم وتستقطب اهتمام العديد من المهتمين في هذا المجال.

س : كيف تقرأ المستوى الثقافي الذي يسود المجتمعات الاسلامية؟
ان الثقافة بمفهومها الواسع التي تتجاوز حدود الحرم الجامعي والعلاقات الجامعية، لها صدى واسع الاهمية بفضل وسائل اعلامها وبمرافقها الاجتماعية والعلمية والفنية، فهي تلعب دورا اساسيا من خلال تبادل وجهات النظر والعلاقات التي تربط بين البلدان في العالم الاسلامي، ونحن اليوم في حاجة ماسة الى توحيد هذه الجهود الثقافية، علما بأن العالم الاسلامي فيه من الثراء والتنوع الثقافي، وهذا التنوع في الحقيقة يخدم ما نصبو اليه. 

ان التنوع من ناحية وتوحيد الجهود الثقافية من ناحية اخرى يخدمان مصالح كثيرة؛ ونحن لا نريد الغاء التنوع بل ندعو الى توحيد هذه الجهود فالتنوع ثراء وليس اختلافا. 

س : كيف تقيّمون مستوى الجامعات في العالم الاسلامي؟
للاسف الشديد إن الجامعات في العالم الاسلامي مردودها ضئيل لحد ما وهناك حاجة الى بذل جهود اكثر في هذا الخصوص؛ وينبغي علينا كأكاديميين ان نقوم بتنسيق هذه الجهود بين جامعات العالم الاسلامي واعادة النظر في كثير من الجوانب الاكاديمية كالعامل التعليمي والتربوي، ابتداءاً من البرامج الدراسية الى المناهج العملية والتربوية بشكل عام، وذلك من اجل مواكبة العصر الذي لا يقبل وجود الضعفاء فيه وفي ضل العولمة التي تحاول الغاء الخصوصيات والتنوع الثقافي في العالم الاسلامي والتي مع الأسف لم نستطع السيطرة عليها حتى الان. 

س : هل يوجد تعامل اكاديمي بين الجزاير والجمهورية الاسلامية الايرانية :
في اطار العلاقات الثنائية بين البلدين، تحتل العلاقات بين الجامعات في الجمهورية الجزائرية والجمهورية الاسلامية الايرانية اهمية بالغة، ولهذا السبب عقدت
الجزائر العديد من الاتفاقيات الاكاديمية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى وجه الخصوص الاتفاقية التي ابرمتها الجامعة الجزايرية مع جامعة طهران وقد تم التكيز من خلالها على البند الذي يتعلق بالجهود المتمثلة في التعاون العلمي والاكاديمي الجامعي بين الطرفين.
 
ومن هذا المنطلق عقدت جامعة الجزائر عدة لقاءات ثنائية بحضور رئيس الجامعة "الدكتور طاهر حجار" حيث زار ايران شخصيا كما زار وفد اكاديمي من الجمهورية الاسلامية الايرانية الجزائر قبل شهر تقريبا، لتدعيم هذه الاتفاقية التي تنص على السعي لتبادل الطلاب والاساتذة بين الجانبين وايضا لعقد مؤتمرات تخصصية، وقد تأتي زيارتنا الى ايران في هذا الصدد ايضا، وفي هذا السياق سيتم التحضير لمؤتمر دولي ينعقد في شهر ابريل انشاء الله حول "العولمة والدين" نسعى من خلاله الى استقطاب العديد من الباحثين والخبراء في كلا البلدين والبلدان الاخرى من العالم الاسلامي لمحاولة النظر ودراسة هذا الموضوع الحساس والخطير بالتعاون مع هؤلاء الباحثين. 

س : ما هو تقييمكم لجهود المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في مجال التقارب ولم الشمل الاسلامي؟
يحمل المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية صدى عالميا كبيرا وكل الشعوب الاسلامية تترقب هذه الجهود القيمة، كما ان اية الله الشيخ محمد على التسخيري (حفظه الله) يسعى بجهوده الجبارة الى تدعيم هذا المجمع لمحاولة التقريب ولم الشمل وتحقيق الوحدة بين المسلمين، والعالم الاسلامي بحاجة ماسة الى الوحدة والتآزر في ظل التحديات الكثيرة التي تواجه المسلمين على جميع الاصعدة؛ ونأمل ان يتم من خلال هذه المحاولات والجهود استقطاب جهود المسلمين جميعا حتى لا تذهب هباءا منثورا وحتى تؤتي ثمارها المرجوة بحول الله سبحانه وتعالى والله الموفق انشاء الله. 

وعلى صعيد اخر قال الدكتور عمار مساعدي رئيس كلية الشريعة والقانون بالجامعة الجزائرية ردا على سؤال مراسلنا حول التفجيرات الارهابية في مدينة تشابهار

الدكتور عمار مساعدي نائب رئيس كلية 
الشريعة والقانون بجامعة
الجزائر الأولي


" ان هؤلاء الذين يقومون بتفجير انفسهم وقتل المسلمين زاعمين بأنهم يقوموا بعمل اسلامي، ليسوا بمسلمين ولم يكونوا كذلك، يقول الله تعالى :[من يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما]، ولو اطلع هؤلاء الناس على مفهوم هذه الاية لما قاموا بتلك الجرائم البشعة ضد المسلمين الابرياء؛ لا شك ان العمل الذي قامت به الجهة الارهابية في مدينة تشابهار اجرامي وعمل تخريبي، من وراءه محرضون يسعون لتدمير الامة الاسلامية وزرع الفتنة في كل ارجاء العالم الاسلامي ولا ينبغي الإكتفاء بإدانته وحسب بل لابد من ملاحقة ومعاقبة المجرمين مثل هؤلاء في اي مكان.

وحول الوضع الراهن في الجزائر، نظرا لتجاوزه مرحلة العنف التي شهدها البلد خلال التسعينان من القرن الماضي قال الدكتور مساعدي :
"لقد مر الجزائر في تلك الحقبة بظروف استثنائية وقد استطاع ان يتجاوزها بسلام والحمد لله، حالة الجزائر في هذا الشأن تشبه باقي البلدان الاسلامية التي تقع فيها الفتن تحت غطاء الديمقراطية او الدين وما شابه ذلك، لتعكير صف العلاقات الداخلية فيها، ولله الحمد سرعان ما ادرك الجزائريون هذا الخطر فالتف الشعب حول السلطة السياسية التي اقنعت الشعب بخطأ هؤلاء المتطرفين، وقد تظافرت الجهود على جميع المستويات كالاحزاب والمنظمات والعلماء والاساتذة والمفكرين فتم وأد الفتنة، والجزائر اليوم بخير وهانئة ومستقرة تشهد نموا اقتصاديا وجتماعيا وثقافيا ولديها علاقات متينة مع الدول العربية والاسلامية على مختلف المستويات؛ وحتى لو كانت هناك بعض الشوائب بينها وبعض الدول لكنها تدرك بأن علاقاتها مع الدول العربية والاسلامية هي البعد الحقيقي الذي يمكّنها من التطور والتقدم والرقي.
_______________________________________
اجري الحوار / حيدر العسكري

https://taghribnews.com/vdcipqap.t1a5z2csct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز

حبذا لو أقمتم علاقات مع المملكة العربية السعودية ، فإنّها على خير عظيم .
feedback
South Africa