تاريخ النشر2010 21 September ساعة 00:17
رقم : 26357
عبد الفتاح البزم مفتي دمشق:

حقيقة إسلامنا الذي يجمع ولا يفرق ،ويوحد ولا يمزق،

الاسلام يدعو كل فرد مسلم أن يحسن الظن بأخيه المسلم ،
واجب المسلمين في مواجهة مخططات أعداء الأمة الإسلامية نفيُ أسباب الفرقة والبغضاء فيما بينهم ،وهذا يستدعي منا جميعاً أن نكون على درجة من الوعي والإدراك والحرص على جمع الشمل لنفوت على أولئك مؤامراتهم ومخططاتهم، ليُردَّ كيدهم إلى نحورهم .
الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الفتاح البزم مفتي دمشق ومدير معهد الفتح الإسلامي بدمشق
الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الفتاح البزم مفتي دمشق ومدير معهد الفتح الإسلامي بدمشق
وكالة أنباء التقریب (تنا ) -

في مقابلة مع الشيخ الأستاذ الدكتور ومدير معهد الفتح الإسلامي بدمشق ،أجاب مشكوراً على أسئلة وكالة أنباء التقریب (تنا) :

س- سماحة الشيخ ماهي - في نظركم ـ العوامل التي تشجع التقارب بين المذاهب الإسلامية المختلفة وتعزز الوحدة بين المسلمين ، وما هي سبل دعم هذه العوامل وتنميتها؟ وما هي الأمور المؤدية إلى التفرقة والتباعد بين أتباع المذاهب المختلفة ؟ وكيفية معالجتها والقضاء عليها وإزاحتها عن طريق التقارب والوحدة؟
ج- أقول مستعيناً بالله بعد الحمد والثناءوالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وأصحابه: إن من العوامل التي تشجع التقارب بين المذاهب الإسلامية المختلفة وتعزز الوحدة بين المسلمين هي المصداقية في الدعوة إلى التقارب ،والجدية في ذلك ،مع مراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية، وانعقاد النية في القلب على العمل المخلص في جمع شمل الأمة وتوحيد صفها، بجهود إيمانية محضة بعيداً عن أي تطلع سياسي أو كسبي أو مادي لصالح طرف دون آخر، وإن سبل دعم هذه العوامل وتمكينها لا يكون إلا بإخلاص القول والعمل لله جل وعلا ،وتقديم المصلحة العامة الإسلامية قاطبةً على المصالح الخاصة لمذهب دون غيره، فضلاً عن أن يكون تحقيقاً لمصلحة فئةٍ أو دولة أو هيئة خاصة ،والنظر إلى الأمة الإسلامية على أنها جسد واحد وكلٌّ لا يتجزأ ،لأن الأمور المؤدية إلى التفرقة والتباعد هي التي تفتت عضد هذه الأمة وتمزقها ،ولا سبيل للقضاء على هذه السلبيات
إلا بصدق السريرة ، وحكمة اللهجة،ومراقبة الله سبحانه في كل صغيرة وكبيرة وإدراك أنه جلّ وعلا لا يغيب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وأنه يعلم السر وأخفى .

س- ماهي ـ في رأيكم ـ الخطوات العملية لجعل مسألة التقارب والوحدة بين المسلمين واقعاً ملموساً وليس مجرد أفكار نظرية؟
ج- إن السبيل الأوحد لجعل مسألة التقارب والوحدة بين المسلمين واقعاً ملموساً، وليس مجرد أفكار نظرية ،هو الصدق في كل المشاريع التي تقترحها الأطراف مع الصفاء والنقاء وحسن السريرة، ومن المُسَلَّم أنه من أحسن سريرته أحسن الله علانيته، وجعل كلامه يدخل قلوب الآخرين دون استئذان ،فالكلام يخرج على لسان صاحبه وعليه كسوة القلب الذي خرج منه .

س- هل أن طرح المسائل الخلافية ومناقشتها على الملأ ، يساعد على التقارب والتآلف أم على العكس من ذلك يؤدي إلى الفرقة والتباغض والتباعد بين المسلمين؟
ج- لا شك أن طرح المسائل الخلافية على ملأٍ يؤدي إلى الفرقة والتباغض ،لأن المطروح لهم ليسوا على المستوى المطلوب من الوعي والعلم والإدراك،إنما هذه أمور تُترك للخاصة ،بل ولخاصة الخاصة الذين أخلصوا دينهم لله.

س- ماهي واجباتنا ـ كمسلمين ـ في مواجهة مخططات أعداء الأمة الإسلامية لبث الفرقة والبغضاء بين المسلمين بهدف السيطرة عليهم ونهب ثرواتهم ومقدراتهم ، وبالتالي تفويت الفرصة عليهم وعلى مآربهم ومخططاتهم؟
ج- إن واجب المسلمين في مواجهة مخططات أعداء الأمة الإسلامية نفيُ أسباب الفرقة والبغضاء فيما بينهم ،وهذا يستدعي منا جميعاً أن نكون على درجة من الوعي والإدراك والحرص على جمع الشمل لنفوت على أولئك مؤامراتهم ومخططاتهم، ليُردَّ كيدهم إلى نحورهم، ونسلم من شرورهم ، راجين الله بصدق أن يبرم لنا النصر الذي وعده عباده المؤمنين، وأن يفشِّل إبرامهم بإبرامه، تحقيقاً لقوله تعالى: {أمْ أبْرَمُوا أمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ}.

س- ماهي الطريقة المثلى في معاملة الأقليات المذهبية في الدول الإسلامية لجعل هذه الأقليات تتمتع بحقوقها وممارسة شعائرها وتندمج في هذه المجتمعات؟
بالنسبة للأقليات المذهبية يكفيني القول: إننا معشر المسلمين لو أدركنا بحق جوهر إسلامنا العظيم، وما كان عليه السلف الصالح في عهد النبي (ص ) ،وتحققنا بقوله تعالى :{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}.
لما احتجنا إلى فكرة الأقلية المذهبية ولا إلى أمثالها فنحن أبناء عقيدة واحدة ،ربنا واحد، ونبينا واحد، وكتابنا واحد، وقبلتنا واحدة أما أمر الصوصيات فينبغي أن تتلاشى أماام الحرص على وحدة الأمة ، وجمع كلمتها، وتماسك صفها، وقد عانينا من ويلات الفرقة ما يكفينا.
 
س- من المعلوم أن الفتاوى التكفيرية تؤدي إلى الفرقة والعداوة بين المسلمين ، ما هي  سبل معالجة هذه الظاهرة الغریبة على الأخلاق الإسلامية السمحاء ومكافحتها والحد من تأثيراتها السلبية؟
ج- بالنسبة للفتاوى التكفيرية التي تكرس الفرقة والعداوة وتحقق لأعداء الإسلام كثيراً من أغراضهم، فسبيل معالجتها أن نرجع إلى حقيقة إسلامنا الذي يجمع ولا يفرق ،ويوحد ولا يمزق، ويدعو كل فرد مسلم أن يحسن الظن بأخيه المسلم ، وأن يلتمس له الأعذار حفاظاً على سلامة الصدور وصفاء القلوب .

س- كيف نتعامل مع المسائل الخلافية فيما بين الدول الإسلامية؟ وكيف يمكن تقريب وجهات النظر حول قضايا الساعة كفلسطين والعراق ولبنان والسودان وأفغانستان وغيرها ؟ وهل من الممكن توحيد (أو تقريب) النظرة فيما بين هذه الدول حول المصالح المشتركة ؟ وكيف ذلك؟
ج- إن سبيل تقريب وجهات النظر بين الدول الإسلامية في قضايا الساعة ليس بعيداً عمّا ذكرت آنفاً من العودة الميمونة إلى جوهر إسلامنا العظيم عقيدةً وعبادةً وسلوكاً وأخلاقاً وإلتماساً للأعذار، وحرصاً على وحدة الصف ، وسلامة النيات في القلوب التي ينبغي أن تصفوا في السر قبل أن تتصافح الأيدي في العلانية.

س- هل لديكم اقتراحات وآراء لتعزيز عمل (المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب) ودعم نشاطاته لتحقيق أهدافه المرجوة؟
ج- نصيحتي للقائمين على المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب ،بل ولجميع الصادقين في دعوتهم للتقريب بين أفراد المسلمين وجماعاتهم، أن نُخلِص جميعاً القول والفعل لله سبحانه، وأن نقدم مصالح الأمة العامة على الأغراض التقوقعية ، وأن نعلم جميعاً أن عزنا وسؤددنا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصداقيتنا ،وإخلاص ديننا لله سبحانه وتعالى.

س- ماذا تتوقعون وتتمنون من (وكالة أنباء التقریب) القيام به في سبيل تعزيز التقارب والتآلف والوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية؟
أشكر لوكالة أنباء التقریب حرصها على جمع الشمل ،وأرجو الله تعالى أن يوحد صفوف الأمة ،ويجمع شملها على ما يرضيه وأن يبرم لها أمر رشد يعود فيه عزها وسؤددها، إنه سبحانه ولي التوفيق،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

- شكراً لكم سماحة الشيخ على ما أفدتمونا به ونتمنى لكم التوفيق والسداد.

اجری الحوار: ناصر الحكيمي \دمشق
https://taghribnews.com/vdcefx8w.jh8pnibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز