تاريخ النشر2010 31 July ساعة 15:23
رقم : 22045
الشيخ سعد الله خليل لوكالة انباء التقريب (تنا):

البرامج الطائفية لا تلتزم اسس الحوار

هناك عدة تحديات تواجة الامة الاسلامیة منها البرامج الطائفیة التي تعرضها بعض القنوات الفضائیة، هذه البرامج فی بعض الاوقات تقيض الجهود التي قام بها الكثير من الشخصيات الإسلامية البارزة في سبيل التقريب بين المذاهب وتهدم ما تمّ بناءه والتضحيات التي بذلت في هذا الاتجاه خلال سنوات عديدة
البرامج الطائفية لا تلتزم اسس الحوار


حول هذا الموضوع اجرينا الحوار التالي مع عالم الدين اللبناني سماحة الشیخ سعد الله خلیل:

س: ما تعليقكم على البرامج التی تثیر الفتن فی بعض القنوات الفضائیه؟
ج:إن هذه البرامج لا تلتزم أسس الحوار الصحيح من بعض المشاركين واعتمادهم علی أسلوب الإثارة، وهذه هي إحدى مشاكل وسائل الإعلام والمتلقين في آن واحد إذ يسعيان معا إلى الإثارة،وبكلمة فان هذه البرامج هدفها الرئيسي إثارة الفرقة والفتن الطائفیة.

س:الا تؤثر هذه البرامج على الوحدة الإسلامية؟
ج: نعم... هذه البرامج تفرز الكثير من السلبيات وتؤثر على الوحدة الإسلامية، ولكن علينا أن نعلم أن الوحدة الإسلامية هي فريضة من الله ويقوم المنهج النبوي أيضا على أساس الوحدة الإسلامية... وعليه فإن من واجبنا أن نحقق هذه الوحدة عبر آلياتها الصحيحة، فنعمل على أن نتخذ من العقلانية والموضوعية أساسا للطرح لا الأساليب التي تفضي إلى الفرقة، فنتقيد بالأسس الصحيحة للحوار وان يكون الطرح عقلانيا فلا شك في كون الحوار الإسلامي ضرورة ولكن يجب أن يشمل الحوار مختلف الجوانب وليس الجانب العقيدي فقط.

س:برأيكم كيف نتصدى للتحديات التي تواجهها الأمة الاسلامية.
ج:أعتقد أننا بحاجة إلى حوارات إسلامية تتناول الی جانب الحوار العقائدي، وفي اعتقادي إن توقيت الحوار العقيدي في الوقت الراهن خاطئ ومرفوض في حال كونه مسيطرا على كل حياتنا ومضرا بالجوانب الأخرى،
و الحديث عن العقيدة يجب إن يكون فيه اتفاق على الأصول العامة سواء عند الشيعة أو السنة، وفيما يتعلق باساس الاختلاف بين المدارس العقائدية فهناك اختلاف بين مختلف المفاهيم العقائدية وهذا أمر لا مانع منه إذا كان مبنيا على أسس منطقية سليمة، ما أقصده هو أصل الفكرة فعندما يتم منع فكرة معينة من الانتشار فان ذلك سيسبب مشكلة بين المذهبين سواء كان ذلك من السنة للشيعة أو من الشيعة للسنة.

س: إذن ما هي الأسس الصحيحة للحوار المذهبي الذي يفضي إلى الوحدة الإسلامية؟
ج: إن أسس الحوار كثيرة، فأولها الوعي بأسس الحوار لدى عموم الناس على اختلاف مستوياتهم ابتداء من العلماء إلى العامة، فمن الواجب التركيز عليه، على الصعيد الثقافي والتربوي من خلال التركيز على الحوار القرآني، وذلك لأن الإيمان قائم على الإقناع المبني على الحوار، ونرى أن القرآن يذكر الجدال في المواضیع غير المرضي عنها وكأنه يستنكر الجدال وهناك أسس يشترك فيها المحاور وموضوع الحوار، فالأساس الأول هو أن تكون لدينا النية الصادقة للوصول إلى الحق وقد لا نصل إلى الحق وهذا ليس بمشكلة وعليه فإن على المحاورين ان يغلبوا نيتهم الصادقة نحو الله.
 
ومن الأسس الصحيحة في الحوار أيضا عدم تجريح المحاور وقد علمنا القرآن هذا الأسلوب، ومن أهم الأسس الإقرار بالاختلاف مع المحبة فالكل يعلم أن الناس خلقوا مختلفين في العقول والرغبات والتفكير، ونظرة الشرع في هذا المجال أن هذا الاختلاف يجب ألا يؤدي إلى اختلاف بين القلوب والاختلاف ليس أمرا سيئا إذ أن الفقهاء أنفسهم اختلفوا في أمور كثيرة و تعميق ثقافة الحوار في مجتمعنا لأنه البديل الوحيد بين بدائل أخرى قد تسبب الفرقة أو التشتت، والأمر الاخر ایضا هو أن نعمق أخلاقيات الحوار في المجتمع وان نعمل على إشاعتها فيه من خلال الأخلاقيات و أن تكون للحوار أهداف واضحة لأن ذلك يمنع الحوار من الانزلاق في أمور أخرى تكون نتيجتها عكسية. 

ومن الأهداف التي يمكن وضعها لمثل هذا الحوار هي: الوصول إلى قناعات فكرية متينة أو الوصول إلى مصلحة الإسلام عموماً إذ نرى أن هناك هجمة شرسة من أعداء الإسلام على الرسول (ص) والقرآن وهذا يتطلب وحدة موقف عند المسلمين لمواجهتها وأرى أن يمنع أي شخص من دخول حوار لا يكون إطاره وحدويا وأن يضع الجميع في اعتبارهم أنهم متصلون بالهوية الإسلامية وأن يقر الجميع المتحاورون بعدم التشكيك بالالتزام الديني لأحد، وأن نعمل جميعا على التركيز على المشتركات التي يؤمن بها الجميع كالتوحيد والنبوة والقرآن والإيمان باليوم الآخر وغير ذلك من المشتركات التي تشكل الإسلام.

س: هل ترى في الجهود التي يبذلها العلماء والمثقفون عاملا مؤثرا في مجال التقریب بین المذاهب والوحدةالإسلاميه؟
ج: إن نفوس العلماء والجمعيات الإسلامية مهيأة ولكننا بحاجة إلى ترجمة ذلك عمليا إلى برامج مشتركة بين العلماء ومختلف الجمعيات مثل البرامج الاجتماعية إذ يمكننا أن نشكل لجنه لممارسة الإصلاح الاجتماعي أو لجنه للدفاع عن الإسلام والوقوف أمام الخروقات التي تتم هنا وهناك وفي وجه من يطالب باستبدال القوانين الإسلامية بالقوانين الغربية، والوقوف ضد انتشار الكثير من الممارسات التي تتنافى مع الدين الإسلامي وهذا يحتاج إلى وقفة جماعية من قبل الجمعيات كافة.
 
إن طموحنا أكبر من الواقع فنحن نطالب شريحة العلماء بتحرك أكبر من التحرك الحالي في هذا الاتجاه لمواجهة التحديات الكبيرة والعصيبة على الأمة الإسلامية إذ أننا نواجه هجوما شرسا سافرا من قبل أميركا والغرب على هويتنا ويراد بذلك تبديل ملامح الفرد المسلم فلا بد أن يكون هناك تحركا يوازي هذا التحدي، وتوجد الكثير من الموضوعات المشتركة التي نستطيع تفعيلها بشكل مشترك وواسع ومتواصل كالاحتفال بالمولد النبوي والاحتفال بأسبوع الوحدة الإسلامية والقضية الفلسطينية التي هي محل إجماع من قبل الفرق كافة. 

اجرت الحوار: لقاء سعيد
https://taghribnews.com/vdcen78w.jh8weibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز