تاريخ النشر2015 11 December ساعة 22:14
رقم : 214515

الباحث الاسلامي الشيخ علي العلي : رسالة الامام الخامنئي ركزت على تناقض الغرب في تعامله مع الديمقراطية

تنا - خاص
اكد الباحث الاسلامي الدكتور الشيخ علي العلي في حواره مع "تنا" ان رسالة قائد الثورة الاسلامية رسالة ابوية حوارية مع شباب الغرب لتذكيره بجذور المشكلة التي يعاني منها العالم في مواجهة الارهاب .
الدكتور الشيخ علي العلي
الدكتور الشيخ علي العلي

علق البروفسور الدكتور الشيخ علي العلي في حوار خاص مع وكالة أنباء التقریب "تنا" على الرسالة التي وجهها قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي للشباب في الغرب.

ورد الشيخ العلي على سؤال حول السبب الرئيسي الذي دفع قائد الثورة الاسلامية الى توجيه الرسالة في الوقت الراهن بالقول: أن سماحة السيد القائد ليس قائدا سياسيا وحسب وانما مرجعا ومفكرا وبالتالي لابد أن يكون له الحضور الاجتماعي، ورسالة سماحته رسالة أبوية أكثر من أن تكون رسالة سياسية، كما انها متوجهة إلى الفكر.

وأوضح الشيخ العلي بأن المنطقة تحولت إلى محرقة لهؤلاء الشباب نتيجة التحريض والسياسات الخاطئة، من هنا فان رسالة سماحته دعت إلى العودة إلى أصل المشكلة التي تعاني منها المنطقة والعالم كله وبالتالي فانها رسالة حوارية أبوية وتذكير بجذور المشكلة، خاصة وأنه لا خلاف على ضرورة التصدي ومواجهة الارهاب سواء الذي يقع في مناطقنا أو في البلدان الغربية التي شهدت في الآونة الأخيرة عددا من الهجمات.

أما فيما يتعلق بالمحاور الرئيسية لرسالة قائد الثورة الاسلامية للشباب في الغرب أشار الشيخ العلي إلى أن قائد الثورة الاسلامية ركز في جانب من رسالته على وجود تناقض وتعارض في تعامل الغرب مع العديد من القضايا ومن بينها قضية الديمقراطية، فاذا كان من المفترض أن يقيم الغرب الأمور وفق معيار الديمقراطية فيتعين عليه أن يقيم كل الأمور وفق هذا المعيار، لا أن يستخدم معيار الديمقراطية في بعض المناطق ويتجاهلها في مناطق أخرى.

وشدد الشيخ العلي على ضرورة أن لا تقتصر الديمقراطية على المجالات التي يحددها الغرب ويركز عليها وانما الديمقراطية أيضا احترام لثقافة وأفكار وعقائد الآخر، ونوه إلى أن فرض الثقافة التي يريدها أي طرف على الطرف الآخر بذريعة التواصل أو اي ذريعة أخرى لا يعد احتراما للثقافة، وأنما يجب أن يكون هناك تبادل حقيقي للثقافة لا يفرض الشرق ثقافته على الغرب ولا الغرب يفرض ثقافته على الشرق، ولفت إلى وجود اختلاف في أعراف وتقاليد الشعوب والأمم وبالتالي لا يمكن التعامل بأسلوب وطريقة واحدة مع الجميع.

وأشار الشيخ العلي على سبيل المثال الى ارتداء الحجاب وأوضح بأن ارتداء المرأة للقناع غير مألوف في بعض البلدان بينما عدم ارتدائها للقناع في بلدان أخرى غير مألوف، لذلك اذا كان المطلوب تطبيق العدالة في أي بلد كان ينبغي احترام ثقافته، من هنا فان رسالة قائد الثورة الاسلامية ركزت فيما ركزت عليه على أن الارهاب لا يقتصر على العمليات العسكرية والهجمات التي تقع هنا وهناك وانما فرض ثقافة طرف على طرف آخر أيضا يعد ارهابا، والارهاب لا يمكن تفسيره بمعاني متعددة وانما الارهاب له معنى واحد سواء جاء عبر الديمقراطية أو أي اسلوب آخر.

وأكد أن احترام الطرف الآخر لايعني الاحترام الظاهري والطقوسي وانما اقرار واعتراف بانسانية الطرف الآخر، واقرار بحقوقه، فالانسان هو الانسان سواء كان في آسيا أو أفريقيا أو اميركا، كما ينبغي احترام عقيدته وليس التقليل من شأنها، فاذا كانت عقيدة الأكثرية في الغرب المسيحية ينبغي احترام المسيحية وفي نفس الوقت اذا كانت عقيدة الأكثرية في الشرق الاسلام ينبغي احترام الدين الاسلامي.

ولفت الشيخ العلي إلى أن رسالة القائد ركزت على جوانب أخرى من بينها قضية استيعاب الديانات الأخرى وعدم السعي الى تهميشها وقمعها وتذويبها في المجتمعات الأصلية مشيرا إلى أن عهد الدولة الاسلامية شهد نماذج كثيرة على ذلك حيث أورد التاريخ أن احد البابوات كتب رسائله الدينية وتوجيهاته للمسيحيين في ظل الحكم الاسلامي باشبيليا، كما أشار الشيخ العلي إلى أن بعض النظم تصنف الانسان الى درجة أولى وثانية وثالثة الأمر الذي لا ينسجم مع التعاليم الاخلاقية ولا الانسانية ولا حتى الدينية، ونوه إلى أن الديكتاتورية لا تقتصر على حكم الاقلية للأكثرية وانما فرض ما تراه الأكثرية على الأقلية يعد أيضا نوع من الديكتاتورية كما يبين افلاطون.

 
https://taghribnews.com/vdchzknim23nzmd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز