>> مؤتمر الوحدة الاسلامية فرصة قيمة للتواصل بين كبار علماء الاسلام و ترسيخ اتحاد المسلمين | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2015 14 November ساعة 12:42
رقم : 211727
رئيس اللجنة المشرفة على اقامة مؤتمر الوحدة الاسلامية :

مؤتمر الوحدة الاسلامية فرصة قيمة للتواصل بين كبار علماء الاسلام و ترسيخ اتحاد المسلمين

تنا - خاص
الدكتور كلرو : يجمع علماء الدين في العالم الاسلامي على وحدة الاسس الفقهية بين الفرق الاسلامية ، و إذا كان ثمة اختلاف ازاء موضوع ما ، فهو وليد التباين في فهم ذلك الموضوع ، أما بالنسبة للموضوعات الرئيسة فليس هناك ادنى اختلاف أو تباين .
مؤتمر الوحدة الاسلامية فرصة قيمة للتواصل بين كبار علماء الاسلام و ترسيخ اتحاد المسلمين
انتهز مراسل وكالة انباء التقريب (تنا) ، فرصة تفقد الدكتور محمد رضا كلرو لجناح وكالة انباء التقريب (تنا) ، المشارك في معرض الصحافة و وكالات الانباء ، للتعرف على برامج و مشاريع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية المستقبلية ،  بما في ذلك المؤتمر الدولي السنوي للوحدة الاسلامية المزمع انعقاده في ذكرى المولد النبوي الشريف ، فكان الحوار الآتي :

بداية أثنى مساعد البرمجة و الشؤون التنفيذية في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، على جهود وكالة أنباء التقریب (تنا) في التوعية و التنوير ازاء الهجمة الشرسة التي تستهدف الاسلام و المسلمين ، معرباً عن شكره و تقديره للعاملين في الوكالة ، و لافتاً  الى النتائج الملفة التي استطاعت و كالة انباء التقريب تحقيقها على صعيد العالم الاسلامي ، رغم الإمكانات المادية و الفنية المحدودة .  

و في معرض حديثه عن مؤتمر الوحدة الاسلامية لهذا العام ، أشار الدكتور كلرو الى اهمية المكاسب و الانجازات التي استطاع المؤتمر تحقيقها على مدى ثمانية و عشرين عاماً ، خاصة في ترسيخ التواصل و الانسجام بين علماء الدين في البلدان الاسلامية ، و العمل معاً لنزع فتيل التوتر و تعزيز التقارب و الاتحاد و الوحدة بين افراد المجتمع الاسلامي .

و شدد الدكتور كلرو على خطورة الدور الذي يضطلع به المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على صعيد العالم الاسلامي ، لافتاً الى أن مجمع التقريب يعد المؤسسة الرسمية الوحيدة التي تحمل لواء التقريب بين المذاهب الاسلامية ، و الجهود القيمة التي يبذلها المجمع - عبر مختلف نشاطاته و فعالياته المتنوعة -  للحد من الخلاف و الفرقة في اوساط المسلمين ، و محاولة توثيق اواصر الاخوة الاسلامية و تجسيد الامة الاسلامية الواحدة .  

و أضاف الدكتور كلرو : لو لم تكن مساعي و جهود المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، التي تحرص على تقارب و تعاضد المسلمين و رصّ صفوفهم ، لربما كانت اوضاع العالم الاسلامي اليوم تتسم بالمزيد من بالعنف و التطرف ، نتيجة المشاريع و المخططات المشؤومة  للاستكبار العالمي التي تستهدف العالم الاسلامي بالصميم . غير أن ذلك لا ينفي من القول أن كل هذه الجهود و المساعي  لم تكن كافية ، ذلك أن التآمر و الارهاب الذي يفرض اليوم على العالم الاسلامي تحت عناوين " داعش " و الجماعات التكفيرية الاخرى ، في غاية الخطورة و الوحشية ، و يتطلب المزيد من العمل و تضافر الجهود على أكثر من صعيد .  

و لفت رئيس اللجنة المشرفة على اقمة المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية : أن المد الاسلامي الذي اكتسح الغرب في العقود الاخيرة ، خاصة القارة الاوروبية ، كان مثيراً بالنسبة للغربيين و مقلقاً في الوقت نفسه ، و لهذا لجأوا الى دعم الجماعات التكفيرية أمثال " داعش " و النصرة " ، و مساندتها في توجهاتها و اجرامها على صعيد العالم الاسلامي . غير أن المجتمعات الغربية لم تكن في منأى عن تبعات ذلك ، و ها هي بدأت تشهد ما كانت تتمناه و تأمله لبلدان العالم الاسلامي .  

و مضى يقول : يحرص هؤلاء اقناع الرأي العام الغربي بأن الاسلام يمثل خطراً  على حياتهم و توجهاتهم المادية ، و بالتالي نشر الحقد و الكراهية ضد الاسلام و المسلمين على حد سواء . و المؤلم حقاً أن البعض من ضعاف النفوس و العقيدة يساند الغربيين في تحقيق اهدافهم ، و لهذا فأن فضح امثال هؤلاء و تعريف الرأي العالم الاسلامية بحقيقة افكارهم و توجهاتهم و نواياهم ، مسؤولية في غاية الاهمية يتحمل اعباءها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية و كافة المراكز و المؤسسات الاسلامية الصادقة و المخلصة ، في تسليط الضوء على حقيقة الاسلام و مبادئه و قيمه  الدينية و الاخلاقية .

و ذكر الدكتور كلرو : ثمة نهج جديد اتسمت به توجهات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية خلال السنوات الاخيرة ، تمثل في التعاطي مع مختلف فئات المجتمع الاسلامي . ففي السابق كان مؤتمر الوحدة الاسلامية يركز على علماء الدين بمختلف انتماءاتهم المذهبية و الطائفية ، و كثيراً ما  تتمحور فعالياته و نشاطاته حول المعالم الفقهية لوحدة الامة الاسلامية . غير أن اهتمامات المؤتمر انتقلت اليوم الى مرحلة متقدمة ، بعد أن حققت تطوراً ملفتاً على صعيد التفاهم الفقهي لأهمية الوحدة . و مما يذكر في هذا الصدد أن علماء الدين في العالم الاسلامي يجمعون على وحدة الاسس الفقهية لدى المذاهب الاسلامية ، و إذا كان ثمة اختلاف ازاء موضوع ما، فهو وليد التباين في فهم الموضوع ، أما بالنسبة للموضوعات الرئيسة فليس هناك ادنى اختلاف أو تباين .

و أشار الدكتور كلرو : أن التعايش السلمي و العيش المشترك يطغى على معظم المناطق التي يقطن فيها الشيعة و السنة جنباً الى جنب ، و أن ثمة ترابطاً اجتماعياً و أسريّاً يشكل السمة الغالبة لهذه المناطق ، غير أن مثل هذا لا يروق للاستكبار العالمي و لهذا يحاول بمختلف الوسائل و السبل إثارة الخلافات المذهبية و إشعال الفتنة الطائفية بين ابناء هذه المناطق .

و تابع : و من هنا يشكل موضوع الأسرة و التآلف و التآخي الأسري ، احد أبرز اهتمامات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، و لعل هذا ما يبرر مبادرته الى تأسيس الاتحاد العالمي للنساء المسلمات الذي يمارس نشاطاً قيّماً في هذا المجال ، و لديه في الوقت الحاضر فعاليات ملفتة في العديد من الدول الآسيوية و الافريقية ، و من المزمع أن يوسع نشاطه ليشمل اوروبا و اميركا .
 
كما لفت الدكتور كلرو الى العديد من الخطوات الهامة التي أقدم عليها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية تعزيزاً لاستراتيجيته و تحقيقاً لأهدافه ، مشيراً الى الدوافع التي كانت وراء – على سبيل المثال -  تأسيس رابطة رجال الاعمال و التجار المسلمين ، موضحاً : لا يخفى أن التجار اضطلعوا في السابق بدور هام في نشر الاسلام في بلدان الشرق الاقصى ، و أن بوسع التجار و رجال الاعمال اليوم حمل رسالة الوحدة و تجسيدها على ارض الواقع في العديد من المناطق و البلدان الاسلامية ، و من هذا المنطلق تم تأسيس الرابطة الثقافية للتجار و رجال الاعمال المسلمين . و مثلما فعل التجارفي السابق بنشر الاسلام ، فأن بوسع رجال الاعمال المسلمين أن يضطلعوا بدور هام للغاية في تعزيز و ترسيخ وحدة العالم الاسلامي .

و في جانب آخر من حديثه ، أعرب الدكتور كلرو عن أمله في أن يشهد مؤتمر الوحدة الاسلامية لهذا العام حضوراً فاعلاً و مؤثراً لأساتذة الجامعات و المثقفين الناشطين في العالم الاسلامي ، و مساهمة معظم فئات المجتمع الاسلامي في ارساء و ترسيخ مفهوم الوحدة و العمل من أجلها .  مشيراً الى تنوع الانشطة و الفعاليات التي ستشهدها المناطق التي يقطنها ابناء الطوائف الاسلامية المختلفة ، خلال فترة انعقاد مؤتمر الوحدة  احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف .

و أخيراً أشار الدكتور كلرو الى لجنة المساعي الحميدة التي بادر مجمع التقريب الى تشكيلها و التي تضم في عضويتها كبار الشخصيات الاسلامية بمختلف انتماءاتها المذهبية ، و كذلك الزيارات التي قام بها  الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية آية الله الشيخ محسن الاراكي مؤخراً ، قائلاً :  نظراً للظروف الخاصة التي تعيشها العديد من البلدان الاسلامية  نتيجة للتطرف و المد التكفيري الذي يعصف بالعالم الاسلامي ، كانت هناك زيارات متعددة للامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية شملت العديد من البلدان الاسلامية في طليعتها باكستان و لبنان ، و الحرص على عقد ملتقى لاتحاد علماء المقاومة في بيروت ، و بطبيعة الحال استطاعت أن تترك انطباعاً جيداً على طريق تعزيز وحدة المسلمين .
 
 


 
https://taghribnews.com/vdcj8ve8auqevaz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز