تاريخ النشر2014 16 December ساعة 12:41
رقم : 176775
مولوي اسحاق مدني لوكالة انباء التقريب (تنا):

المسلمون مطالبون بالعمل على ترجمة الامة الاسلامية الواحدة عملياً

تنا - خاص
على اعتاب انعقاد المؤتمر الدولي الثامن و العشرين للوحدة الاسلامية ، و للوقوف على محاور و موضوعات مؤتمر هذا العام الذي يعقد تحت عنوان : " الامة الاسلامية الواحدة ، التحديات و الحلول " ، أجرينا سلسلة من الحوارات مع عدد من المفكرين و الخبراء المهتمين بقضايا التقريب و الوحدة الاسلامية ، سوف نعمل على نشرها تباعاً .
مولوي اسحاق مدني
مولوي اسحاق مدني

 و فيما يلي أبرز ما جاء في الحوار الذي أجرته وكالة أنباء التقریب (تنا) مع مولوي اسحاق مدني عضو المجلس الاستشاري الاعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية ، و مستشار رئيس الجمهورية لشؤون أهل السنة :

يرى مولوي اسحاق مدني أن الامة الاسلامية بحاجة الى اطار اساسي للتحرك ، على ان يتم تشكيل هذا الاطار في ضوء المبادىء الاسلامية الرئيسية ، لان مفهوم الامة لا يصدق على الامة الاسلامية ما لم تمضي على خطى الاسلام . مضيفاً : مما يؤسف له أن المسلمين ابتعدوا اليوم عن الاسلام بدرجة يتعذر على العالم الاسلامي تجسيد عنوانه الحقيقي ألا و هو " الامة الاسلامية " . 

و يؤمن العالم السني البارز بأن الفهم الحقيقي للاسلام يعد من متطلبات تشكيل الامة الاسلامية الواحدة ، موضحاً : يجب أن نعي الاسلام بشكل صحيح اولاً ، و أن نحيط به و نطبق تعاليمه و احكامه . صحيح أن المسلمين يؤدون الفرائض الدينية و التكاليف الالهية ، و لكن و نظراً لغياب حاكمية الاسلام و تعاليم الاسلام المحمدي ، فأن المسلمين باتوا عرضة للتحريف و التضليل . صحيح أن المسلمين يشكلون كيان الامة الاسلامية ، بيد ان الامة الاسلامية لم تتخذ شكلها الصحيح . 

و يشير مولوي اسحاق مدني الى ان آيات و احاديث كثيرة تؤكد على ضرورة التقارب بين المسلمين و تعزيز اواصر التعايش السلمي فيما بينهم ، موضحاً : أن ما يؤكد عليه القرآن المجيد من أنهم " رحماء بينهم ، و اشداء على الكفار " ، قلما نرى مصاديقه في اوساط الامة الاسلامية . فلابد من الاهتمام بالاسلام السياسي ، و التأكيد على التعاليم الاسلامية التي بوسعها جمع المسلمين و توحيد صفوفهم . 

و يمضي مستشار رئيس الجمهورية لشؤون أهل السنة بالقول : يحق لنا أن نفخر بإنتمائنا الى الاسلام عندما يكون الاسلام حاكماً في مختلف نواحي حياتنا و أن نتمسك بتعاليمه و أحكامه ، و بالتالي تجسيد الامة الاسلامية الواحدة ، وتحقق المنزلة و المكانة التي ارادها الله تعالى لهذه الامة " خير أمة " . و عليه لابد لنا من توحيد كلمتنا كي يتسنى لنا أن نشهد جميعاً حاكمية الاسلام و سيادته . 

و في جانب آخر من حواره ، تطرق مولوي اسحاتق مدني الى القضية الفلسطينية قائلاً : نظراً للهوية الاسلامية التي تتسم بها القدس الشريف و أبناء فلسطين ، كانت الاراضي الفلسطينية و ما زالت عرضة للتآمر الدولي و دسائس اعداء الاسلام ، في محاولة لاستهداف وجود الامة الاسلامية في الصميم . 

و أضاف مولوي اسحاق مدني : لقد اغتصبوا الاراضي الفلسطينية و صادروا حقوق الفلسطينيين ، و بات المسلمون يعيشون في اوضاع مزرية ، و ليس من سبيل لانقاذ فلسطين سوى توحيد صفوف الامة الاسلامية و تكريس كافة الامكانات بشكل عملي ، فالتمني و حده دون الاقدام العملي ، لا يستطيع أن يحقق شيئاً يذكر . و لهذا فان توحّد الامة الاسلامية يعتبر لازماً و ضرورياً في هذا المجال . 

و شدد عضو المجلس الاعلى للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن فلسطين لا تختص بالفلسطينيين وحدهم ، و إنما هي من حق الامة الاسلامية جمعاء . أنها اولى القبلتين لهذه الامة ، و موضع معراج الرسول الاكرم (ص) ، و لهذا ينبغي للمسلمين كافة أن يتمسكوا بحقهم المسلم هذا ، و يتفانوا في توحيد صفوفهم و الدفاع عنه .
 
و أخيراً و حول السبل الكفيلة بانجاح مؤتمر الوحدة الاسلامية و تحقيق الاهداف المنشودة ، يؤكد مولوي اسحاق مدني بأن السبيل لترجمة اهداف و توصيات مؤتمر الوحدة الاسلامية عملياً ، يكمن في توافر النوايا الصادقة ، إذ يقول : أن تحقيق اهداف و توصيات المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية على الصعيد العملي ، منوط بتوافر النويا الصادقة . فإذا ما توفرت النوايا الصادقة و حرص الجميع من مسؤولين و ضيوف و متحدثين ، على التحلي بالارادة و العزيمة و الاخلاص في متابعة توصيات المؤتمر و العمل معاً على ترجمتها عملياً و بشكل محسوس على صعيد الواقع ، حينها يمكن أن نعقد آمالاً على تحقيق الاهداف و التطلعات المرجوة من المؤتمر .

https://taghribnews.com/vdccmeqsp2bqmm8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز