تاريخ النشر2011 7 March ساعة 11:04
رقم : 41740

خيارات واشنطن تضيق

بقلم: محمد علاونة
الحسابات السياسية وضمن إطار التسوية مع "إسرائيل" تسقط واحدة تلو الأخرى، فلم تعد معسكرات "اعتدال" أو "ممانعة" موجودة فعليا على الأرض، والرؤيا الجديدة في المنطقة لن تخرج بدون مباركة الشعوب.
خيارات واشنطن تضيق

وکالة أنباء التقريب (تنا)

من يراهن بأن إخماد الرئيس الليبي معمر القذافي للهيب ثورة الشعب وإعادة الأمور إلى حالها كنقطة تحول في موجة الاحتجاجات، عليه أن يقر بأن خلع القذافي سيكون بداية لمسلسل لن تنتهي فصوله قبل تغيير شكل المنطقة ككل ورسم عالم عربي جديد.
ذلك يقود إلى تساؤلات إن كانت خيارات الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تضيق من جهة، وما إذا كانت الدول العربية بزعمائها القدامى أو الجدد وشعوبهم سيلتقون عند نقطة واحدة وإن حكمتها المصلحة العامة من جهة أخرى.

الحسابات السياسية وضمن إطار التسوية مع "إسرائيل" تسقط واحدة تلو الأخرى، فلم تعد معسكرات "اعتدال" أو "ممانعة" موجودة فعليا على الأرض، والرؤيا الجديدة في المنطقة لن تخرج بدون مباركة الشعوب.
الشعوب لن تقف أمام إصلاحات بيوت في الداخل وتغيير حكومات وأنظمة بل ستتعدى الخطوط الدولية، فإعادة رسم المنطقة من جديد سيكون بمشاركة قوى شعبية وحزبية وفعاليات سياسية، ولم يعد قرار الحاكم السائد، وإن كان؛ سيكون ممهورا بتوقيع الناس الذين سيشكلون الحكومات ومجالس الشعب.

خيارات واشنطن ورغم الارتباك الحاصل بسبب توقعاتها الخاطئة منذ أحداث تونس وتعاملها المختلط مع ليبيا؛ تنحسر في إطار مفاهمة شاملة وتسوية نهائية حتى لو كانت مع جهة جذورها إسلامية لكن بحذر، لكن السؤال المطروح ما الموقف الجديد من "إسرائيل" إن كانت توجهات واشنطن ذاتها من تدفع باتجاه استمرار تلك التسوية، إذ يتناقض خطابها للجماهير العربية ومواقفها تجاه ما يحدث وكفاحها لآخر قطرة في الدفاع عن الدولة الصهيونية.
ت
جد شريحة كبرى عزاءً بالقول إن ما يحدث على أرض الواقع تحصيل حاصل؛ فكل خمسة عقود تنقلب الموازين وتتحرك مراكز القوى بغض النظر شرقا أم غربا وحتى تجاه الشمال، ومن افرازاتها السابقة بروز أقطاب مثل الهند والصين.
تلك الشريحة تقرأ الإصلاح الحالي والمقبل على أنه ليس إلا فائضا من ديمقراطيات دول متقدمة وشعوب تعيش رغد العيش قبل عشرات السنين، بينما العالم العربي ما زال يعاني السطوة والتهميش.
وإن كان الطرح السابق صحيحاً بجزئيات محدودة إلا أن القفز فوق تلك الإصلاحات بمسافات أطول يمكن أن يجعلنا أقرب إلى تلك الدول، على العكس قد ينقلب السحر على الساحر نفسه وصولا إلى عالم عربي موحد يرسم دولة عظمى .

قبل ذلك بكثير؛ على "إسرائيل" وحليفتها واشنطن ومن يشد من أزرها الاعتراف أن خيارات التسوية سقطت لا محالة والعالم الجديد لن يشمل مزيدا من التنازلات، وهو ما يعكس العزلة التي تعيشها "الدولة العبرية".
واشنطن بدأت بتسريع وتيرة دبلوماسيتها تجاه الشرق للترويج لفكرة قبول الإسلاميين في المشاركة بدفة حكم العالم الجديد، واستهلت ذلك بتأكيدها أنها بدأت تعيد حساباتها وعلاقاتها، وهي بانتظار الشرارة الثالثة التي يمكن أن تنطلق مع تنحي القذافي وتطاير شظاياها حتى الخليج الفارسي.
https://taghribnews.com/vdchvqnk.23nzkdt4t2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز