تاريخ النشر2019 23 January ساعة 12:30
رقم : 397351

زيارة وزير الخارجية الفرنسي للنجف دلالة وحيثية

تنا
الاعتدال الذي أثنى عليه الوزير الفرنسي أصبح سمة بارزة لمرجعية النجف الاشرف استطاعت أن تعكسه خلال السنوات الصعبة ورغم التحديات الكثيرة والمتنوعة التي واجهها العراق والمرجعية خلالها،مؤكدة ان العراق وباقي البلدان اوطان لجميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الأخرى.
زيارة وزير الخارجية الفرنسي للنجف دلالة وحيثية
الإعلامي : عبدالكريم الحيدري
إن لهذه الزيارة وبالذات لمكتب المرجع السيد الحكيم التي كنت حاضرا خلالهااهمية خاصة ودلالات..

١_ انها تذكر بفترة أوج ازدهار النجف وحوزتها العلمية العريقة ابان مرجعية المرجع الاعلى السيد محسن الحكيم "ره" حيث كانت من ضمن برنامج كثير من الوفود الرسمية والثقافية الأجنبية زيارة المرجعية والاستماع إلى وجهة نظرها.

٢ _ الوفدالفرنسي كان على درجة عالية من الأهمية حيث شمل اضافة لوزير الخارجية رئيسي العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ الفرنسيين.

٣_ الاعتدال الذي أثنى عليه الوزير الفرنسي أصبح سمة بارزة لمرجعية النجف الاشرف استطاعت أن تعكسه خلال السنوات الصعبة ورغم التحديات الكثيرة والمتنوعة التي واجهها العراق والمرجعية خلالها،مؤكدة ان العراق وباقي البلدان اوطان لجميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الأخرى.

٤_ أشاد الوزير الفرنسي بالشعب العراقي وتضحياته وموقف المرجعية الحاسم في مقارعة تنظيم داعش الإرهابي ودحره، وأنه جاء ليبلغ المرجعية الدينية والعراقيين تقدير فرنسا لهم على ذلك.

٥_ ان حديث سماحة المرجع مع الوزير كان على درجة كبيرة من الأهمية والدقة،ففي الوقت الذي تصور الوزير ان الاعتدال النجفي موقف سياسي صرف، ركز المرجع السيد الحكيم على ان لهذا الاعتدال والالتزام بالقيم الأخلاقية بعدا ثقافيا يمثل ركيزة وخلفية للموقف السياسي ،مؤكدا على أربع نقاط..

الاولى : أنه يمثل الهوية الثقافية الاسلامية الاصيلة التي رسمها وحدد معالمها النبي محمد (ص) وأئمة أهل البيت (ع) من بعده حيث انتهجوها و ثقفوا شيعتهم عليها رغم تعرضهم هم وشيعتهم للاضطهاد و لحملات القتل و الإبادة الجماعية. 

الثانية: أن هذه الثقافة لم تكن نتيجة مواقف اصلاحية للامام علي وأهل البيت عليهم السلام داخل الدين الاسلامي كما قد يتوهمه البعض وانما هو يمثل الفهم الصحيح للإسلام الذي أرسل به النبي محمد (ص) خلافا للصورة النمطية المشوهة عنه السائدة في الغرب،نتيجة ممارسات الجماعات المتطرفة والارهابية التي ركز عليها الاعلام الغربي.

الثالثة: أن هذه الهوية الثقافية الدينية المنسجمة مع القيم الأخلاقية هي التي منعت الشيعة في العراق ابان تعرضهم لحملات القتل والإبادة الجماعية ، وكذلك غيرهم (من سائر المذاهب والاعراق) الذين ما زالوا يعانون من الاضطهاد والقتل الجماعي في دول أخرى  من ارتكاب المجازر بحق المدنيين الآخرين رغم كونهم أهدافا سهلة.

الرابعة: أن الاعتدال لا يعني الاستعداد لتذويب الهوية الثقافية والتنازل عن الحقوق المشروعة، وكما نلتزمه في مواقفنا وتوصياتنا لجمهورنا العريض نعتبره مسؤولية الجميع، وننتظر من الآخرين التعامل بهذه الروح مع المسلمين وأن لا يفرضوا عليهم تغيير هويتهم وفرض ما لا ينسجم مع قناعاتهم الدينية،لان حقوق المواطنة لابد أن تحفظ للجميع.

٦_ كان اللقاء فرصة ليتعرف الوفد _من خلال مرجع ديني على جوانب من تعاليم الإسلام الحقيقية وسيرة رموزه لم يكن ليتعرف عليها في فرصة اخرى، وقد لاحظت مدى التأثير الإيجابي لمحتوى الحديث على أعضاء الوفد، اتضح من خلال تأكيد الوزير الفرنسي مرارا على إعجابه و اتفاقه مع ما طرحه السيد المرجع، كما اكده لاحقا المرافقون للوفد ايضا.

٧_ ان الزيارة لم تكن بتخطيط أو تأثير بعض الشخصيات السياسية ،بل باعتبار أن نظر المرجع السيد الحكيم كان منذ بداية سقوط النظام السابق هو ضرورة الانفتاح على العالم، لأن لنا هوية وسلوكا وتاريخا وثقافة نعتز بها، و لتصحيح الصورة النمطية المشوهة عن الاسلام،وليستمع الآخرون من العلماء مباشرة، وليس بالضرورة أن تقتصر اللقاءات والحوارات على مفاوضات سياسية صرفة. وقد استقبل السيد المرجع كثيرا من الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية من دول كثيرة خلال هذه الفترة.

وبإمكان اي شخص حريص أن يتواصل مع مسؤولي مكتب المرجعية لمعرفة حيثيات أي برنامج بدلا من تحليلات غير واقعية لا تنسجم مع الموضوعية المفترضة للمراقبين و الإعلاميين.

٨_ ليس من المنطقي مقاطعة العالم بسبب مواقف غير مرضية تجاه قضايا معينة،فالمقاطعة لا تغير السياسات ولا تصحح الصورة،ولم يسبق لجهات اخرى أن قاطعت الأطراف التي كانت لها مواقف سلبية بل معادية للعراق والعراقيين،بل إن الأطراف المتصارعة تتحاور مع خصومها في فترات زمنية لحل المشاكل و الصراعات فيما بينها،والشواهد على ذلك كثيرة وحاضرة.

٩_ قد لا يروق لبعض الجهات المعادية للمرجعية أو للشعب العراقي عموما تحقق مثل هذه اللقاءات والأنشطة،وهو امر طبيعي لأنهم يريدون أن يكونوا هم القنوات التي تعكس الصورة المشوهة للعالم عن العراق والمرجعية.

١٠_ ان ما سمعه الوفد من تحليل علمي و تأريخي لموقف المرجعية هو الذي دعا وزير الخارجية الفرنسي أن يقول لسماحة المرجع بعد انتهاء اللقاء "اتمنى ان نستفيد اكثر من حكمتكم".

 
 
https://taghribnews.com/vdchmqnxz23nwxd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز