تاريخ النشر2019 21 January ساعة 09:59
رقم : 395625

كيسينجر العقل الغربي

تنا
يعتبر هنري كيسينجر ثعلب الماسونية العالمية وهو من اهم منظري السياسة الخارجية الامريكيا فأن تحدث انما يعبر حديثه عن وعي ونوايا العقل الغربي ، ويعلم الجميع أن ما يصدر اليوم من تصريحات تطبيل وترويج وتظليل من قبل المؤسسات الرسمية للسياسة الغربية وبالاخص الامريكية والاسرائيلية من تهديد ووعيد تجاه دول الشرق الاوسط مثل .. العراق ، ايران ، مصر ، سوريا ، تونس ، ليبيا ، اليمن .... والقائمة طويله لكم اترك ملاءها.
جاسم الصافي
جاسم الصافي
جاسم الصافي
وقبل أن اتطرق لما تفضل به السيد هنير كسنجر من شطحات قدمها في مقابلة له مع صحيفة نيورورك الأميركية اذكر بما كنت قد تطرقنا له في مقال سابق عن خرافة العقل الغربي ( الكنتروني ) والذي كان يظهر ما يتصوره الغرب من حضارة ماضوي تصل حد الشعوذة ، وهي افتراض قائم على الخرافة مع العلم انه جعل العلم في جميع الميادين هو القادر على حل المسائل العالقة بل ان ما لا يمكن للعلم أن يقيسه ويختبره ويتوقعه ، هو شيء غير موجود ، وهذا ما لانجده في السياسة الخارجية للدول الغربية عامة التي تميزة عن باقي الحضارات كونها تمتلك القوة والتطور امام بقت الامم الاخرى التي خضعت تحت انتداب العقل الكنتروني الغربي ، وهذا العقل منذ الحرب العالمية الثانية اشتغل بشقين ، الاول قانوني وهذا ما نراه من خلال منظمات وجمعيات انسانيه في مقدمتها ( منظمة الامم المتحدة ) والدول الخمس التي تتحكم بمصير السياسات الخارجية لدول العالم ، اضافة الى ما تمتلكه الدول العضمة والتي تتقاسم العالم عسكرين من قواعد عسكرية ومنظومات صاروخية منتشرة في كل انحاء الارض بل والفضاء والثاني هو الشق الاقتصادية والتي تهيمن علية هذه الدول وفق تقاسم المصالح لتستولي على موارد دول العالم الضعيفة اجمع لتكون بلدان استهلاكية لدرجة أنهم يتصورون ما قاله فاكلاف هافيل ( من اننا نعيش حضارة كونية واحدة وهي ليست اكثر من قشرة رقيقة تغطي أو تخفي التنوع الكبير في الثقافات والاديان والتقاليد والتاريخ واتجاهاته ) وهو فرض  يخالف العلم ، اذ أن لكل امة خصوصيتها التي لايمكن سلخها عن مدلولها الحضاري ومكونها الفكري والاجتماعي وهذا ليس تنظير بل هو ما اثبتته بلدان الشرق المتطورة واقصد ( الصين واليابان ) .

ولو تفحصنا معنى ان الحضارة الكونية فهي تعني حكومة عالمية قائمة على الاستبداد والتفرد كونها ستكون هي الوحيدة القادرة على ادرة هذا الكون ، والغريب أن الغرب تعلم على أن يفترض ويفرض حضارته  ، فهم يؤمنون  بما انه المصدر الاول لانتاج السلع المادية فهم قادرون ايضا على فرض السلع الثقافية ، متناسين أو متجاهلين ان الثقافة المصدرة منهم هي ثقافة استهلاكية عملها الوحيد هو الاخلال بخصوصيات المجتمعات المستوردة لبضائهم المكدسة لاجل تمريرها دون أن تشعر تلك الشعوب بعجزها واتكالها على المستهلك الاجنبي الذي يصبح جزء من ثقافة وسياسة استهلاكية لا اكثر بدليل أن الغرب لم يستطع أن يحتوي الصين أو اليابان ولم يكن متفضلا عليها في تطورهما وتقدمهما بمع الحفاظ على خصوصيتهما الاجتماعية و الروحية .

لقد ضن الغرب ان انتهاء الحرب الباردة يعني انتهاء الصراع الكبير في السياسة الكونية ، وهو البداية لنهاية العالم في ظهور عالم موحد ومنسجم نسبيا وهذا هو ما تكهن به فرانسيس فوكوياما ( ربما كنا نشهد نهاية التاريخ بما هو : نقطة النهاية للتطور الايديولوجي للبشر وتعميم الليبرالية الديمقراطية الغربية على مستوى العالم كشكل نهائي للحكومة الانسانية .. )

ولكن عصرنا الحديث شهد تغيرات عده بعد سكون صراع  الافكار المفترض ( الايدولوجيات ) ليبرز لنا صراع الحضارات وهي فرضيه احتاجة الكثير من العقلانية الموثقة بالواقعية وهو ما جاءت بها اطروحة صموئيل هنتينغتون التي غيرت الوقائع الدولية وزورت التجارب الانسانية واعدة العدة لتغير النظم الثقافية والسياسية لتنزلق بالعقل البشري الى الاعتماد على الصورة التقليدية الاول ( الكوزمولوجية ) بدل الايدولوجية وهو ما تشهده السياسة العالمية متمثلة بالاحزاب السياسية التي ترسخ تواجدها على إيديولوجية الالتزام العقائدي ، ونتهج النقد العقائدي وتفكيك ثوابته ، لهذا شاعة اللغة الطائفية في هذا العصر لتكون المسير لكل السياسات العالمية والمؤثر في كل ما يجري من عمليات التغير الثورية والتحررية وهو ما يحدث اليوم في بلداننا العربية

ولنرجع الى ما يقوله العقل المغرور كسنجر مع مرعات أن خطابه تحتاج الى قراءة بين الاسطر وليس في مفرداتها وجملها المباشرة فهو يقول ( أن سوريا الآن مركز الاسلام المعتدل في العالم وهو ذات الاسلام الذي كان على وشك الانتصار في "73 " لولا أخينا السادات ) وهذا يعني أن سوريا اليوم تمثل برزخا ما بين اسلاميين متشددين وبتفجير هذا العازل سيحدث صراع اسلامي حقيقي والطائفية التي نعيشها اليوم ما هي الا دخان بسيط لنار الطائفية القادمة ويتابع كسنجر قوله ( أن سوريا في نفس الوقت مركز المسيحية العالمية ولابد من تدمير مئات البنى العمرانية المسيحية وتهجير المسيحيين منها وهنا لب الصراع مع موسكو فروسيا وأوروبا الشرقية تدين بالاورثودوسيكة وهي تابعة دينيا لسوريا وهذا سر من أسرار روسيا وسوريا بالتالي "فأخواننا العرب" لو رشوا روسيا بكل نفطهم لن يستطيعوا فعل شيئ ) لاحظ الخبث الطائفي الذي يدفع به لوضع روسيا مع الغرب في المواجهة المسيحية ، وهو يؤكد ما اشرنا اليه سابقا في المقال ويتابع قوله ( أن ثورة سوريا هي ومنذ آب 2011 حرب عالمية ثالثه هي باردة حاليا ولكنها ستسخن بعد عدة شهور ) وحسب قوله أن الحرب هي " بين الصين وروسيا والهند من جهة ونحن وحلفاؤنا من جهة اخرى " أن السيد كسنجر هنا ارد أن يرسل تحذيرا الى تلك القوى لتلتزم الصمت للقادم أو ليتحيد موقفها تجاه هذا الصراع  بل ويشير الى أن امريكا هي من سعة الى هذه المواجهة ( أنّ واشنطن تركت الصين تعزّز من قدراتها العسكرية وتركت روسيا تتعافَى من الإرث السوفييتي السابق، مما أعاد الهيبة لهاتين القوتين، لكن هذه الهيبة هي التي ستكون السبب في سرعة زوال كل منهما ومعهما إيران التي يعتبر سقوطها هدفًا ذا أولوية لإسرائيل ) وهذا الامر فيه خلط الان السيد العزيز  جعل عنصريته تجمع الصراعين الاسرائيلي وايراني مع الصراع الامريكا والقوة الصاعدة مثل روسيا والصين وايضا ايران فالصراع مختلف برغم التحالف الذي خندق العالم في جبهتين ، بدليل قوله ( أن الحل الوحيد هو احراق سوريا من الداخل وهو مايحدث الآن لقد قرأت عن سوريا كثيرا سوريا فقيرة الموارد الأحفورية وفقيرة المياه مايثير استغرابي كيف استطاع السوريون بناء هذه البنية التحتية العملاقة بالمقارنة مع مواردهم انظر أليهم الطبابه مجانية والتعليم شبه مجاني مخزونهم من القمح يكفي 5سنوات ولكن أكثر ماأثار دهشتي تلاحم جيشهم ومالدينا من معطيات عمن انشقاق أو هروب منها لايزيد عن 1500جندي من أصل 500ألف أنا لاأعرف كيف لهذا الشعب أن يكون موحدا وهو مكون من 40عرق وطائفة ) هذه الشهادة تعني أن سوريا هي طرف اخر في الصراع البارد لكن ما حصل أن روسيا والصين رافضتا هذا الحرك الامركي الاسرائيلي وهذا ما جعل الصراع ياخذ منحى اخر بل وتطور خطير ادخل فيه اطراف اكبر من ما هو متوقع في عقل الخارجية الامريكيا ، وهذا ما جعل في الاونه الاخيرة تحرك امريكا تجاه هذا الصراع ثانوي بعد أن انابت عنها دول اوربيا عديدة  في مقدمتها فرنسا ، اما توهم البعض من أن تركيا هي المحرك لهذه الحرب فاعتقد انه واهم ، لان الحقيقة أن تركيا بعد أن نبذها الاتحاد الاوربي تحاول أن تثبت للجميع انها دول مهمة ذات قيادة وسيطرة على شعوب المنطقة ، لهذا شاكست اسرائيل في بداية الامر لتستميل القوى الاسلامية العربية وبعد تطور الاحداث في سوريا توهم الاثنان ( تركيا وحكام الجزيرة ) أن الغرب سيترك لهم المجال لسيطرة سلفية ( وهابية ) لتكون قوة حليفة لامريكا وتحت امرة عثمانية في حين أن امريكا واسرائيل تسعى الى جعل المنطقه على شكل خانات اثنية وعرقية  كما هو حال العراق اذ فيه تحكم ثلاث حكومات كردية وسنية وشيعية واذا ما اردة اسرائيل أو امريكا فرض أي قرار أو التصديق على أي مطلب فالامر سهل لان الديمقراطية الهجينه اعطت لكل لاعب في السياسة العراقية صلاحيت التي لايمكن تجاوزها ، فالرخ الكردي يتحرك بشكل جانبي عكس الساعة السياسية والحصان السني يقفز على المربعات التقدمية ليحصد مكاسب اكثر واسرع اما القلعة الشيعي فلا تتجرء على أن يكون مسارها مخالف لما هو خارج نطاق حماية الوزير ومثل هذه النتيجة متوقع لها أن تطبق في مصر وتونس وليبيا واليمن والزمن كفيل بكشف هذا ، وهو ما سينفذ في سورية ثم السعودية التي ستكون اربع مناطق سياسية وهي ( وهابية سلفية سياسية تبقى تحت سيطرة ال سعود ووهابية مهجنة دينية تتحكم بها قوة خارجية في واجهتها قطر لكن بقوة سياسية جديدة وقوة اخوانية رافضة للملكية والتبعية واخيرا اقلية تبحث لها عن وجود ما ) وهذا التشكيل سيكون له تجديد ذاتي مع تجدد الصراع كونه يشكل وحدات سياسي قائمة بذاتها ( فدراليات أو كون فدراليات ) تستنزف سيادة الدولة بحجة الديمقراطية المحمية من الغرب . 
https://taghribnews.com/vdcj8ietiuqehmz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز