تاريخ النشر2019 3 January ساعة 21:19
رقم : 391647

ابني مدمن على الإنترنت

تنا
عندما يصبح الطفل أو المراهق يحسّ بالقلق أو الاكتئاب أو التوتر نتيجة الانفصال عن الإنترنت، ونتيجة حرمانه من هذه الوسائط، هنا ينبغي أن ندقّ ناقوس الخطر، ونلجأ إلى اختصاصي، أو نقوم ببعض الخطوات التي تساعدنا وتساعد أولادنا على التخفيف من حدّة الاستخدام أو من هذه الآفة.
ابني مدمن على الإنترنت
الأستاذ محمد بدرا - اختصاصي نفسي

ليس كلّ استخدام للإنترنت أو للوسائط الإلكترونيّة هو استخدام مَرَضيّ، نحن اليوم في بيئة تتغيّر كثيراً، وقد بات الإنترنت مصدر معلومات أساسي لأولادنا، وصار نظامنا التعليمي مرتكزاً على الحصول على المعلومة عبر الإنترنت، وأصبح هناك أبحاث كثيرة تتمّ على الإنترنت.

فإذاً، علينا أن لا نخاف من كلّ مرّة يستخدم أولادنا فيها الإنترنت.

أمَّا التوصيف النفسي للحالة المرضيَّة لاستخدام الإنترنت أو الإدمان على هذه الوسائط، فنحن نتحدث عن استخدام يزيد عن خمس ساعات خلال اليوم الواحد، وهنا تبدأ عوارض الانسحاب من الحياة الاجتماعيّة تظهر على أطفالنا وأولادنا.

عندما يصبح الطفل أو المراهق يحسّ بالقلق أو الاكتئاب أو التوتر نتيجة الانفصال عن الإنترنت، ونتيجة حرمانه من هذه الوسائط، هنا ينبغي أن ندقّ ناقوس الخطر، ونلجأ إلى اختصاصي، أو نقوم ببعض الخطوات التي تساعدنا وتساعد أولادنا على التخفيف من حدّة الاستخدام أو من هذه الآفة.

الأولاد في المبدأ يتأثّرون بالأهل أكثر مما يتأثّرون بالآخرين، لأنَّ الأبوين أقرب رمزين للأولاد في العالم الخارجي، وبالتالي، يأخذون منهما مجموعة القيم والمبادئ في الأساس قبل أن يأخذوها من العالم الخارجيّ.

الأولاد يتأثّرون بالأهل عندما يكونون قدوة لهم، وعندما يأخذونهم كرمز، يتأثّرون بالأهل عبر التماهي أكثر مما يتأثرون بهم بأسلوب المحاضرات أو بأسلوب التّلقين. لذلك، عندما نريد أن نساعد أولادنا في التخلّص من هذه الآفة أو من آفات أخرى، من الجيّد أن نقدّم أنفسنا كنموذج في كيفيّة استخدام هذه الوسائط، قبل أن نحاضر فيهم بأسلوب المحاضرات.

فلكي نصل نحن وأولادنا إلى برِّ الأمان، ولكي نخفِّف من آثار هذه الأزمة على أولادنا، علينا نحن أيضاً أن نخفِّف من استخدام هذه الوسائط أمامهم، وأن نتعوَّد نحن وإيّاهم على تنفيس مجموع رغباتنا، مشاعرنا، وعواطفنا، بالتفاعل الإيجابي الحيويّ مع بيئتنا، من دون اللجوء إلى هذه الوسائط.

من المفيد جداً في هذا المجال، أن نلجأ إلى أساليب رياضيّة للتّنفيس عن هذا الشعور، وعن الحاجة النفسيّة التي تجعلنا نلجأ لاستخدام هذه الوسائط.

من المفيد جداً أيضاً أن نتكلّم مع بعضنا البعض، وأن نتفاعل بشكل حيويّ إيجابيّ مع محيطنا، بعيداً من الإنترنت. ومما يساعد أيضاً، التنزّه في الطّبيعة، والانضمام إلى جمعيات أو مجموعات كشفيّة تساعدنا على التفاعل مع أقراننا ومع الناس من عمرنا أو من عمر أولادنا.. أن نذهب بعطلات من دون إنترنت، أو من دون استخدام للألعاب الإلكترونيّة.. أن نقرأ، فالقراءة من الأشياء التي تسحب أولادنا من هذه الآفة، وتساعدهم على تنمية قدراتهم الإدراكية والعقلية والفكرية.

ويبقى أخيراً أن نطلب من الجميع، ومن الأهل تحديداً، أن يكونوا قدوةً لأولادهم في استخدام هذه الوسائط، وليس عيباً إذا أحسّ الأهل أنهم أسرى أو مدمنون على استخدام هذه الوسائط، أن يلجأوا أيضاً إلى اختصاصي، أو أن يدقّوا ناقوس الخطر لأنفسهم، ليجدوا حلولاً، ولكي يقدّموا هذه الحلول لأولادهم.

ومن المفيد جداً أن نستمع لأولادنا، وأن لا تكون المشاكل التي تطرأ بين الزّوج والزوجة عرضةً للنقاش أمام الأولاد، لأنَّ الأولاد عندما يصبح عندهم مأزم عاطفيّ ونفسيّ، ويفشلون في تفريغه للأمّ والأب نتيجة مشاهدتهم الخلافات التي تحصل بينهما، يلجأون إلى العالم الافتراضي، ويحاولون تكوين علاقات خارج دائرة الأسرة. ومن هنا يبدأ الضّرر الحقيقيّ.
https://taghribnews.com/vdcjxvetauqehmz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز