ان خضوع السعودية وحلفائها من الامريكان والدول الخليجية للتفاوض مع حركة انصار الله اليمنية الذي طالما اتهموها بالخروج على الشرعية المزعومة وولائها لايران ، وذلك للخروج من المأزق الذي تورطوا فيه ، يعبر بحد ذاته عن هزيمة اخرى للدور السعودي وحليفه الامريكي المخرب في المنطقة منذ اكثر من 15 عاما في العراق ونحو 7 سنوات في سوريا واربع سنوات في اليمن ، ومكسباً اخر للدور الايراني البناء والايجابي في المنطقة لان ايران كانت الدولة الاولى في المنطقة دعت الى اجراء هذا الحوار .
شارک :
بقلم : محمد إبراهيم رياضي
قرأنا قبل عدة ايام تغريدة لحسين أمير عبد اللهيان المساعد الخاص لرئيس البرلمان الايراني واحد المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية الايرانية ، كشف عن حديث له قبل اربع سنوات مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ينصحه لوقف العدوان على اليمن والجلوس خلف طاولة المفاوضات لتسوية الازمة .
وكان رد الجبير مخيبا للامل وناتج عن الغطرسة المعروفة للنظام السعودي والواثق كل الوثوق بقدرة بلاده على تجاوز هذه الازمة وذلك عن طريق الدعم الامريكي (ولولاه لسقط النظام السعودي بكامله حسب اعترافات ترامب وكثير من المسؤولين الامريكيين ) والاقليمي قائلاً " السعودية سوف تسحق انصار الله شمال اليمن خلال أقل من ثلاثة أسابيع" .
واليوم دخل عدوان التحالف السعودي الامريكي عامه الرابع على اليمن الصامد دون ان تعتبر السعودية من الماضي ومستمرة في عدوانها وغطرستها رغم استمرار مفاوضات السلام اليمنية في السويد .
امريكا كانت تبحث عن ذريعة للضغط على السعودية لكي توقف عدوانها على اليمن فجاءت جريمة مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي ليهيئ الارضية المناسبة للشيوخ الامريكي لوقف مساعدات واشنطن ودعمها للسعودية في الحرب اليمنية .
وبهذا استهدف الكونغرس عصفورين بحجر التخلص من معارض سعودي جداً مهم واحد ابرز قيادات المخابرات السعودية ومن مؤسسي القاعدة وبعض الجماعات الارهابية في سوريا مثل "النصرة" و "داعش" وكان يحمل في جعبته كثير من اسرار الحرب الكونية على سوريا وداعمي تنظيم "داعش" الارهابي . هذا الى جانب معارضة خاشقجي لخضوع الرياض للاملاءات الامريكية ومخالفته لتورط نظامه في العدوان على اليمن .
والهدف الثاني التخلص من المأزق التي تورطت بها السعودية في عدوانها على اليمن وورطت معها امريكا ودول اقليمية دون الحصول على مكاسب عسكرية وسياسية مهمة بعد اربعة سنوات من العدوان ، والتغطية على هزيمة اخرى للدور الامريكي والسعودي معا والمخرب في المنطقة امام شعب معروف بفقره وتسليحه التقليدي .
الخضوع لمفاوضات السلام اليمنية من قبل الرياض وحلفائه له عدة دلالات اهما عدم الحصول على اي مكسب عسكري وسياسي يذكر يمكن استخدامه كورقة للضغط على انصار الله والجيش اليمني لوقف الحرب . الثاني الحرب التقليدية والاسلحة التي يستخدمها انصار الله اثبت ان لا دور عسكري لايران في هذه الحرب .
الامر الثالث هو ان القصف العشوائي لم يؤثر على حماية الشعب اليمني للمقاتلين في اللجان الشعبية والجيش اليمني بل ضاعف دعمهم وعزز من صمودهم وعزيمتهم في مواصلة الدفاع عن حقوقهم ويعتبر في نفس الوقت من العوامل المهمة في التصدي لاي عدوان على اي بلد والتاريخ اثبت ذلك .
رابعاً : انصار الله تحول الى قوة على يضاهي بعض الجيوش العربية والتخرف من ان يتحول الى قوة شبيه لحزب الله في لبنان وحماس في فلسطين يمكّنه من السيطرة الكاملة مستقبليا على مضيق باب المندب وقسم من البحر الاحمر ويعزز من الدور الايراني المتعاطف مع انصار الله والشعب اليمني في تصديه للعدوان الغاشم .
خامساً : استمرار الحرب كلف السعودية ثمنا عسكريا باهضا وكلف امريكا ثمنا سياسيا راح ليشوّه سمعتها واعتبارها في المنطقة فقررت التخلص من هذا المستنقع الذي اوجده الشاب السعودي المتهور كما فعلت في سوريا والعراق عندما شعرت بعدم فائدة اوراقها التي اوجدتها مثل داعش والنصرة وتقدم محور المقاومة في هذين البلدين وتخلت عنهم في النهاية ليتسع لها المجال في تخطيط وتآمر جديد على المنطقة .
سادساً : اذا خرجت حركة انصار الله من هذه الحرب المدمرة منتصرة ، وهذا مما لا شك فيه ، فهذا يعني انتصار اخر للدور الايراني يعزز من موقعه ومكانته في المنطقة وهزيمة اخرى للتحالف الامريكي – السعودي – الصيهوني .
سابعاً : ليس من مصلحة واشنطن ان تدخلى في حرب يطول امده دون اي مكسب سياسي يعزز من دور ومكانة خصمه ورقيبه في المنطقة اي الجمهورية الاسلامية الايرانية .
وختاما نرجو ان تكون المفاوضات الجارية والتوصل الى بعض التفاهمات رغم استمرار التحالف السعودي بانتهاكه لوقف اطلاق النار في اليمن ، بداية للنصر النهائي للشعب اليمني على العدوان العربي الامريكي الغاشم على بلدهم وصمودهم على الحصار الظالم .
