تاريخ النشر2018 23 September ساعة 14:47
رقم : 361310

ايران ... الأرهاب خیار فاشل

تنا – خاص
الجماعات الارهابية بكل حجمها العظيم ودعمها المالي والتسليحي الكبير من قبل الدول الاقليمية والولايات المتحدة الامريكية والكيان الاسرائيلي لم تستطع ان تسقط الانظمة في المنطقة خاصة العراق وسوريا ، فكيف بمجاميع صغيرة وحقيرة في شرق وغرب ايران ان تسقط نظاما معترف به بقوته ودوره الاقليمي .
ايران ... الأرهاب خیار فاشل
بقلم : محمد إبراهيم رياضي
لم نعرف ولم نسمع حكومة من حكومات العالم سقطت على اثر نشاطات جماعات ارهابية معارضة ، عدا تلك التي حولت المعارضة الشعبية العارمة الى كفاح مسلح ضد النظام . فالكفاح المسلح للدفاع عن حقوق الشعب وضد الظلم والاضطهاد عملية تشارك فيه كافة صنوف المجتمع ومعترف به دوليا . اما الاعمال التخريبة ضد المصالح الحكومية و وقتل الابرياء بذريعة الدفاع عن حقوق الشعب بدون توثيق شعبي فتعتبر اعمال ارهابية في المنظور الدولي ورأي العالم العالمي .

ففي العقود الاربعة الماضية وبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران كان هذا النظام الفتي والجديد على العهد الاستعماري اول ضحايا الارهاب . فقد قدمت الجمهورية الاسلامية وشعبه الصامد وفي سبيل الدفاع عن نظامه الاسلامي واهدافه وثوابته 17 الف شهيد بسبب الاعمال الارهابية التي ارتكبتها جماعة "مجاهدي خلق" والتي سمّاه الشارع الايراني انذاك بـ"منافقي خلق" لانهم كانوا يتسترون بالدين والدفاع عن الشعب .

هذه الجماعة كانت مدعومة انذاك من المخابرات الامريكية والنظام البعثي البائد . والسؤال ماذا جنى هؤلاء من كل تلك الجرائم وماذا كسبوا من ارتمائهم في احضان الغرب خلال العقود الاربعة الماضية ، هل سقط النظام الاسلامي الايراني ؟ هل تراجع ولو قيد انملة عن اهدافه وثوابته وإستراتيجيته الثابتة القائمة على الاسس التالية :

الاول : الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته الحقة وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين .

الثاني : الدفاع عن الشعوب المظلومة والمضطهدة تحت وطأة الاستبداد والديكتاتوريات المحلية او الراضخة تحت سوط الاستعمار الغربي وتطالب هذه الشعوب لمن يدافع عنها ويحميها من الاضطهاد والظلم والتخلف الثقافي والاقتصادي .

الثالث : وحدة الامة الاسلامية التي اكد عليها مؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الخميني الراحل (قده) وخلفه قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي ، وهي مستمرة في هذا المشروع وانجزت من خلاله كثير من المكاسب .

الرابع : التقدم العلمي والتكنولوجي خاصة في المجال النووي والحفاظ على استقلالية مواقفها السياسية .

ليجيبنا داعمي الجماعات الارهابية في ايران من الدول الخليجية والغربية وخاصة الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي الغاصب ، اياً من هذه الاستراتيجيات والثوابت قد تغيّرت في الجمهورية الاسلامية على اثر الاعمال الارهابية التي تدعمها الدول الحاقدة على التجربة الاسلامية الجديدة في العالم الاسلامي .

والهدف الوحيد هو ان تتخلى الجمهورية الاسلامية عن سياساتها التي تتعارض مع سياسات الغرب والكيان الاسرائيلي في العالم الاسلامي وان تكون اما ضمن المنظومة الغربية او الشرقية وان تكون سياساتها حتى الاقتصادية تتطابق او على اقل تقدير لا تتعارض مع المصالح الامريكية في المنطقة .  

وهذا العراق ايضاً ومنذ خلاصه من النظام البعثي البائد وهو يشهد اكبر عمليات انتحارية في المنطقة كانت مدعومة بالدرجة الاساس من السعودية حسب ما صرح به مسبقا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بان النظام السعودي ارسل ما يقارب 5000 انتحاري الى بلاده لاسقاط النظام ذات الاغلبية الشيعية هناك .

والهدف كان واضحا هو انه من خلال الاعمال الارهابية وزرع الخوف والرعب لدى الشعب هو تشديد الاحتقان الطائفي لعلّه بهذا الاسلوب تتمكن الدول الراعية للارهاب وعلى رأسها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والسعودية تقسيم العراق الى ثلاث دول ولكن دون جدوى .

الدولة الوحيدة التي ساعدت العراق في هذا المجال هي الجمهورية الاسلامية حيث التعاون الاستخباراتي ونقل التجارب الايراني في هذا المجال ووعي العلماء ومراجع الدين من الطائفتين السنية والشيعية افشلت كل تلك الجرائم الوحشية التي خصص لها الاعداء خاصة النظام السعودي المليارات من الدولارات حسب التقارير التي كشفتها بعض المصادر الحزبية والاعلامية العراقية .

وبعد هذا الفشل الذي لعبت فيه ايران الدول الفاعل والمؤثر جاء دور تنظيم "داعش" الاهابي المتوحش ذات الجذور الوهابية التكفيرية ليحتل ثلث العراق بمساعدة وحماية ما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة امريكا ، لعل مخطط تقسيم العرق ينجح هذه المرة خاصة وان هذا المخطط والتنظيم الارهابي له حضائن في الداخل العراقي من سياسيين واعلاميين ورجال دين عملاء .

وهذه المرة دخلت الجمهورية الاسلامية وبطلب رسمي من الحكومة العراقية وبكل قوة على خط التصدي لهذا الخطر الذي بات يهدد ليس فقط استقرار وسيادة العراق بل المنطقة برمتها خاصة الجمهورية الاسلامية بسبب وقوفها الى جانب العراق وحركات المقاومة والحكومة السورية في حربها ضد الارهاب .

ففشل مخطط زعزعة امن واستقرار العراق وتقسيمه مرة اخرى وطرد من العراق يجر وراءه اذيال هزية السياسة الامريكية والسعودية والاماراتية فطرحوا موضوع الاستفتاء في كردستان العراق لانفصاله عن الحكومة المركزية وتشكيل الدولة الكردية المستقلة بدعم مباشر من "اسرائيل" وكثير من الدول الخليجية ولكن ومن خلال الدور القوي والفاعل لايران وبسبب القاعدة الشعبية لها في كردستان العراق وبالتنسيق مع تركيا الجراة ، هذا المخطط كذلك ذهب ادراج الرياح .

ولهذا بقى العراق محافظا على نظامه الجديد وسيادته على كافة اراضيه دون ان يتراجع عن اهدافه وسياساته الاقليمية والدولية . اذن اين ذهب الارهاب واين ذهبت المليارات من الدولارات واين ذهبت الاسلحة ومراكز تدريب الارهابيين .

وفي سوريا كذلك وبعد سبع سنوات من مواجهتها وتصديها لابشع جرائم الارهاب عرفتها المنطقة الاسلامية خلال القرون الاخيرة ظلت صامدة وحررت اكثر من 95% من اراضيها التي كان الارهاب يحتل اكثر من 80% من اراضيه حيث خرجت اليوم وباعتراف كثير من دول العالم وحتى الاعلام الغربي منتصرة بفضل تحالفها مع محور المقاومة وعلى رأسهم الجمهورية الاسلامية الايرانية .

وبسبب هذه الادوار التي لعبتها ايران في المنطقة والتي افشلت مخططات التقسيم تتهمها امريكا وحلفياتها خاصة السعودية والامارات بدعمها للارهاب .

ويبقى السؤال الاخير وهو انه كيف دولة كايران بهذه القوة والمكانة وشعبيتها المتزايدة في المنطقة ودورها الفاعل والقوي في تصديه لاكبر جماعات ارهابية وصل عددها في سوريا فقط الى اكثر من 80 الف مسلح و متفننة في ارتكاب ابشع الجرائم ومدعومة ماليا وتسليحيا من دول اقليمية ودولية ، ان تزعزع امنها واستقرارها وسيادة اراضيها مجموعة ارهابية هي اصغر واحقر بكثير من المجاميع الارهابية الكبيرة في سوريا والعراق .

الموضوع المهم الذي يقرؤه اعداء ايران الاقليمييين والدوليين هو وجود عنصر العصبية الوطنية الى جانب العصبية الدينية لدى الشعب الايراني عندما يشعر بخطر اي نوع من الاعتداء على اراضيه وهويته الدينية . الايراني مهما كان مخالف لبعض السياسات في الداخل وغير راض عل الوضع الاقتصادي والفساد المتشري في بعض المؤسسات الحكومية الانه لا يرضى ان يتدخل الاجنبي في شؤون بلاده ويتصدى لاي عدوان اجنبي ولا يتعاطف مع اي عمل ارهابي بذريعة معارضة النظام واسقاطه .
https://taghribnews.com/vdcdff0szyt09s6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز