تاريخ النشر2018 18 July ساعة 16:46
رقم : 344159

إحتجاجات العراقيين وضرورة احتواءه

تنا - خاص
الاحتجاجات في العراق حق مشروع بسبب تفشي الفساد الاداري والمالي ، ولكن استغلاله داخليا من قبل دواعش السياسة والدول الاقليمية التي طالما حاولت الانقضاض على النظام الجديد بعد سقوط صدام ، خطر يجب احتوءه بعقلانية وحكمة وتدبير .
إحتجاجات العراقيين وضرورة احتواءه
 بقلم : محمد إبراهيم رياضي 
شهدت بعض المدن العراقية في الوسط والجنوب احتجاجات واسعة على مدى الايام الماضية بسبب سوء الخدمات خاصة في مجال الكهرباء ومياه الشرب  وانتشار البطالة خاصة بين صفوف خريجي الجامعات وتفشي الفساد على كافة المستويات وفي مجمل مفاصل الحكومة خاصة العليا والحساسة ، مما اضطر المسؤولين السياسيين والامنيين وبعض الاحزاب والشخصيات الدينية تأييد هذا الحراك المطلبي .

المرجعية الدينية بدورها وعلى لسان ممثليها في النجف وكربلاء ومن على منبر الجمعة أعلنت تضامنها مع المحتجين ومطالبهم المحقة بسبب تفشي فساد المسؤولين وسوء الخدمات داعية الى محاسبة الفاسدين و في نفس الوقت الحفاظ على سلمية المظاهرات ومراعاة القانون والحذر من المندسين اللذين طالما يستغلون احتجاجات الشارع العراقي لاغراضهم السياسية خاصة فلول البعثيين والدواعش والاحزاب والجهات التي تعمل لصالح بعض الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية .

لهذا يرى بعض المراقبين ان ما يجري في بعض المحافظات يشبه بكثير ساحات الاعتصام التي جرت قبل احتلال ثلث العراق من قبل داعش .

وحول الاحتجاجات في البصرة تقول بعض التقارير من قبل مصادر اعلامية عراقية ان هناك معسكرات في تركيا لتدريب المعارضين للحكومة العراقية وغالبيتهم من البعثيين وفتح معركة داخل المناطق الجنوبية واستهداف قيادات سياسية ودينية والاستمرار بتأجيج الشارع ومن ابرز هذه القيادات اللواء زياد العجيلي ويسمى ايضا زياد الموسوي و... وتم الاتفاق بين البعثيين وقيادات سنية متشددة وعناصر من داعش والقاعدة .

ولربما الهدف من التركيز على تصعيد المظاهرات في المحافظات الجنوبية هو تجميع عناصر داعش المشتتة في الوسط والشمال ونقل المعركة الى الجنوب .

وفي هذا السياق كشف القيادي في تحالف الفتح حسن سالم، عن اختراق المظاهرات السلمية في العديد من المحافظات العراقية من قبل السعودية وحزب البعث المنحل، فيما بين إن إحراق مقرات الأحزاب وفصائل المقاومة حصلت بأوامر الرياض ورغد صدام حسين. بحسب تعبيره.

وقال سالم في تصريح لوكالة المعلومة العراقية، إن "حكومة الرياض وحزب البعث يسعون إلى جر المظاهرات السلمية إلى الفوضى الأمنية في البلاد وتحقيق مخططاتهم لضرب العملية السياسية .
 
لا شك أنه حينما تتلوث - وتتأزم - البيئة السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، يصبح من اليسير جداً أن تتحرك وتتفاعل وتنشط الاجندات والمخططات الخارجية التخريبية، بكل أدواتها ومفاصلها ووسائلها.

فی هذه الاحتجاجات وفي مثل هذه الدول التي تتضارب فيها المصالح الاقليمية يجب التركيز على  موضوعين مهمين :

الاول : حقيقة الفساد المالي والاداري وفي اعلى مستوياته السياسية  وسوء الخدمات بعد مضي اكثر 15 عاما على مجيئ النظام الجديد والذي وصل للحكم من خلال عملية ديمقراطية يشهدها العراق اول مرة في حياته السياسية .
وفي هذا المجال اعترف اكثر من مسؤول ومراقب سياسي عراقي ان النظام الجديد لم يكن جادا في مكافحة الفساد المالي والاداري ، لربما  بسبب تورط بعض المسؤولين السياسيين في ملفات الفساد العامل الذي يجعل من الصعوبة متابعة وملاحقة مثل هذه الملفات .

ولكن وبعد تفشي هذا الفساد واطلاع غالبية الشعب على كثير منها الى جانب سوء الخدمات وانتشار البطالة ، مما اثار سخط الشارع العراقي وخرج ليحتج الى ويطالب اولا بمقاضاة الفاسدين والذين استغلوا مناصبهم ونهبوا ثروات الشعب ايا كان منصبه ومستواه السياسي وايا كان انتمائه الحزبي ومكونه الطائفي ،  وثانيا تحديث الخدمات وتحسينها خاصة في مجال الكهرباء وتحليه المياه في المحافظات الجنوبية .

الثاني : استغلال الاحتجاجات
مما لاشك فيه ان بعض الجهات والاحزاب وفول البعث البائد والسنة المتشددين الذين يعملون لصالح الوهابية والسعودية وكذلك بعض الدول الخليجية وفي مقدمتها النظام السعودي اللذين عملوا طوال الـ 15 عاما المضت اسقاط العملية السياسية وارجاع النظام البعثي السابق (الزيارات السرية لقادة البعث الفارين من العدالة الى السعودية وبعض دول الجوار) او مجيئ بحكم يخدم مصالحهم ويسقط حكم الاغلبية الشيعية من خلال دعمهم للجماعات الارهابية في العراق وذلك بهدف زعزعة الامن والاستقرار الداخلي ليبقى العراق في دائرة اهداف الامن الخليجي وتحت المظلة الامريكية من جانب وحصر الدور الايراني البناء في المنطقة والعالم الاسلامي ، كل هذه العناصر من الطبيعي ان تستغل المظاهرات الاحتجاجية في العراق وتؤجج من نارها وتوجه سهام الاتهام للقيادات العراقية وتدعو الى اسقاط الحكم من جديد .

فمن الطبيعي ان تحاول بعض الدول الخليجية وخاصة السعودية من جانب والولايات المتحدة من جانب اخر ان يبحثوا عن منافذ اخرى بعد فشل مشروعهم لتقسيم العراق على يد صنيعتهم "داعش" ، لايجاد موطئ قدم لهم في هذا البلد للتأثير على القرار السياسي للعراق واخضاعه لدائرة الامن الخليجي وعودته للمظلة الامريكية وتهيئة الظروف المناسبة لارجاع فلول النظام البعثي البائد ، كما فعلوه في مصر وتونس والجزائر ومحاولاتهم في ليبيا .

فالولايات المتحدة الامريكية وبعض الانظمة الخليجية ترى في العراق الحالي الذي يجيد علاقاته مع ايران الاسلامية ومحور المقاومة مانع في تأمين وضمان مصالحهم الاقليمية وحتى الدولية ، فمن الضروري وحسب رؤيتهم اسقاط النظام الجديد او تعزيز علاقاته مع الاحزاب والحركات والشخصيات الغاضبة على الدور الايراني الايجابي في هذا البلد والتي تتحرك وفقا للرغبات السعودية والامريكية لارجاع العراق الى ماضيه الاسود وانهاء الدور الشيعي وخاصة دور المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف  التي لعبت دورا رئيسيا وحساساً في القضاء على اكبر وابشع تنظيم ارهابي تكفيري في العصر الحاضر .

واما المطلوب من الحكومة العراقية :
مكافحة الفساد المالي من اعلى المناصب الحكومية والى اقل موظف حكومي يعمل في السلطات الثلاثة .

انهاء المحاصصات الحزبية والطائفية وتكشيل حكومة تكنوقراط  ووطنية ذات نوايا حسنة وذو كفاءات تعمل خدمة للوطن وليس لاجندات حزبية او طائفية او اقليمية .
 
https://taghribnews.com/vdcftjdm1w6djya.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز