تاريخ النشر2018 25 May ساعة 23:21
رقم : 333103

خديجة الكبرى الحضن الحامي للاسلام

تنا
ان مجتمع بدوي كمجتمع الجزيرة العربية مقياسه القوة لا يمكن ان تكون للمرأة فيه فرصة لنيل مكانة ورتبة كونها مخلوق ضعيف في نظرهم وان من يكون لها مكانة في ذلك المجتمع لابد لها من حكمة وعلم ونسب وانجاز وهذا ما توفر في شخص السيدة خديجة سلام الله عليها فهي الموحدة الهاشمية جدها الرابع قصي هو جد الرسول الثالث ولقد كنيت بالطاهرة في زمن الجاهلية وكان لها ثقل اقتصادي فلقد كان لها تجار واناس تستاجرهم ليودوا لها الاعمال فحضيت بمكانة في مجتمعها البدوي بامتياز .
خديجة الكبرى الحضن الحامي للاسلام
المهندسة بغداد
من الامور التأريخية المأسوف عليها هو عدم وجود معلومات كافية عن السيدة خديجة سلام الله عليها  والاخبار المنقولة عنها في السيرة هي بين مد وجزر الفقهاء هذا يؤيد وذاك يشكك  حتى صارت الاخبار الموثوقة عنها  قليلة جدا , ان هذا الامر ليس بصدفة  حيث دأب ثلة من الماضون  لاغراض سياسية الى محاولة طمس معالم  شخصية هذه  السيدة الجليلة أو بالحد الادنى جعلها في مصاف من لا توازيها مقاما ً ومنزلة . 

فعمر السيدة خديجة وقت زواجها بالرسول (ص) هو محل جدل وكونها متزوجة قبل الرسول ام لا ؟ هو محل جدل ايضا ؟ وقصة زواجها بالرسول ص والكثير من الاحداث هي رهن الجدل والتأييد والتشكيك, وان كان بعض المحقيين يسعون جاهدين لاثبات الحقائق غير انه للاسف كثير من الاخبار الغير صحيحة مقدمة كوقائع تاريخة ومنتشرة بشكل كبيير.

ولكن هذا لايثني الباحث من التقصي عن هذه السيدة الجليلة  والطريق السليم لذلك هو احاديث اهل البيت سلام الله عليهم التي ممكن ان نستنبط منها مكانة هذه السيدة الجليلة من دون ان يكون لنا كم من الاخبار المنقولة المؤكدة والتي ان وجدت لكان الطريق الامة اوضح كي لا يفوتهم معرفة شخصية كشخصية السيدة الاولى في الاسلام .

ان مجتمع بدوي كمجتمع الجزيرة العربية  مقياسه القوة لا يمكن ان تكون للمرأة فيه فرصة لنيل مكانة ورتبة كونها مخلوق ضعيف في نظرهم وان من يكون لها مكانة في ذلك المجتمع لابد لها من حكمة وعلم ونسب وانجاز وهذا ما توفر في شخص السيدة خديجة  سلام الله عليها فهي الموحدة الهاشمية جدها الرابع قصي هو جد الرسول الثالث ولقد كنيت بالطاهرة في زمن الجاهلية وكان لها ثقل اقتصادي فلقد كان لها تجار واناس تستاجرهم ليودوا لها الاعمال فحضيت بمكانة في مجتمعها البدوي بامتياز .

ارتبطت بالرسول الاكرم ص وجاهدت معه وقاطعنها  نسوة قريش وعندما بعث الرسول الاكرم قاطع كفار مكة بني هاشم وحاصروهم وقضت السيدة نحبها في ذلك الحصار ولقد ولدت لرسول الله ص السيدة فاطمة الزهراء  ع , هذا هو خلاصة ما نعرف  ولكن ......

عندما يقول رسول الله ص ( أفضل نساء الجنة : خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد واسيا بنت مزاحم ومريم ابنة عمرا ن) 

الا يقودنا هذا الحديث للتأمل فان افضل نساء اليهود اسيا وافضل ناس المسيح مريم عليها السلام وافضل نساء الاسلام  خديجة وفاطمة سلام الله عليهما  فلقد حبي الاسلام بخديجة وفاطمة ابنتها  فأي فضل امتلكت هذه المرأة لتصل الى هذه الرتبة الشريفة وهي ان تكون من افضل النساء وان تكون ابنتها سيدة لنساء العالمين وافضل النساء مطلقا ؟

أيكفي انها وهبت اموالها للاسلام  حيث قال عنها الرسول ص : (ماقام ولااستقام ديني الا بسيف علي واموال خديجة ) ام ان للشخصية ابعاد ملكوتية اكبر من العطاء الذي نعرفه عنها للاسلام ؟

 وعندما يسأل الرسول الاكرم اصحابه هل تعلمون من افضل الناس جدا وجدة ؟ فيخبرهم انهما الحسن والحسين ع  فأي مقام لتلك السيدة 

وتشير الرويات الى ان جبرائيل كان ينقل للرسول عن الله عز وجل انه يقرأ خديجة السلام وعندما توفيت كان لها كفنان رداء الرسول وكفن من الجنة  , أ لمثل هذه الشخصية يكون لنا بعض الاخبار القليلة  وتكون ايضا مصدر تشكيك !! الا يحرق القلب ان لايكون لنا معرفة واضحة ودقيقة  لها ولبيت الرسول الاكرم ص .

في زمن الجاهلية وحتى صدر الاسلام والى يومنا هذا  ان نسب الرجل الى امه فإن هذا يعد نقيصة في حقه  غيران السيدة خديجة سلام الله عليها قلبت موازين هذا الاعتقاد فالمنقول عن اهل البيت سلام الله عليهم افتخارهم بالنسب الى جدتهم وليس فقط لجدهم وهذا ان دل على شيء فانه يدل على مكانتها السامية .

فالامام الحسين ع حين يخاطب القوم يقول ( الا تعلمون ان جدتي خديجة اول النساء اسلاما ؟)  وفي زيارة وارث والعديد من الزيارات عندما نسلم على الائمة نقول السلام عليك يابن فاطمة الزهراء السلام عليك يابن خديجة الكبرى  , فالائمة عليهم السلام كانوا يفخرون بجدتهم ويجاهرون بإسمها فخرا واعتزازا في جملة احاديث لاسع المقام لذكرها.

 لقد احتضنت اسيا بنت مزاحم موسى فكانت بهذا العمل تحتضن رسالة في باكورة نشوئها واحتضت مريم عيسى ع فكانت كذلك محتضة لرسالة الرب حامية لها واحتضت السيدة خديجة اعباء الرسالة مع الرسول منذ اللحظة الاولى ونصرت الاسلام في ضعفه وكانت هي الرحم الذي انتج حماة الدين الى يومنا هذا فهي ام الائمة صلوات الله عليهم اجمعين .

وهنا يحق للمراة ان تتأمل في هذه الشخصية العظيمة وتنهل منها وتعلم ان الله وهبنا الحياة  لنعيش لنفسنا ومجتمعنا وان يكون لنا موقف لنصر ديننا وعندها تتحدد مرتبتنا في الاخرة .

اسلامنا اليوم ضعيف وينتظر ابن خديجة الكبرى ع ليظهر وينتصر بالمؤمنين للاسلام  فكم امرأة تتهيأ لهذا اليوم المشرق , وكم أمراة على استعداد للوهب والعطاء , وكم امراة تنتظر امامها ايجابيا َ.

نسال الله ان يسددنا لمعرفة اولياه وان يوفق الامهات لبيان مقامات اهل البيت لاولادهن وبناتهن ليعيشوا الاعتزاز ويشحذوا الهمم للنصرة .

 
https://taghribnews.com/vdccx1q112bq1s8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز