تاريخ النشر2010 15 September ساعة 13:54
رقم : 25972

بين "التي هي أحسن" وحرق المصاحف: الإنسانية الإيرانية والشيطانية الأمريكية

في ذكرى ۲۱/۹/۲۰۰۱ إعلان العالمي ليوم حوار الاديان والحضارات
أفرزت العقود الثلاثة الماضية وبوضوح أوجه الإختلاف الجوهري بين النهج الإسلامي في إيران والنهج الشيطاني والإستكباري في الولايات المتحدة الأمريكية وهناك أمثلة كثيرة علي ذلك،
بين "التي هي أحسن" وحرق المصاحف: الإنسانية الإيرانية والشيطانية الأمريكية

وكالة أنباء التقریب (تنا )

أفرزت العقود الثلاثة الماضية وبوضوح أوجه الإختلاف الجوهري بين النهج الإسلامي في إيران والنهج الشيطاني والإستكباري في الولايات المتحدة الأمريكية وهناك أمثلة كثيرة علي ذلك،

أكتفي بذكر ثلاثة منها على سبيل المثال لا الحصر:
۱ ـ لقد استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تفرض منطقها الإنساني والأخلاقي ومن خلال المنظمة الدولية للأمم المتحدة، وإنتزاع إعتراف دولي لحوار الحضارات الذي أصبح مناسبة سنوية رسمية للتفاهم والتناغم بين الحضارات والأديان والرؤي المختلفة في العالم، حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ ۲۱/۹/۲۰۰۱ وبتأكيد من اليونسكو مقترح قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعيين يوم عالمي لحوار الحضارات، وحصل هذا المقترح على تأييد جميع دول العالم بإستثناء الكيان الصهيوني الذي يتنافى مفهوم هذا المقترح مع فلسفة وجوده الغاصب، وأتى هذا الإعلان في وقت كانت الإدارة الأمريكية وعلى رأسها جورج بوش الإبن يدق طبول الحرب وإثارة الكراهية بين الحضارات والأديان، وكان يهدف إلى نشوب "الحرب الصليبية" مرة أخرى، لكن الطرح الإيراني ومن ورائه محبو السلام والتفاهم في العالم إستطاعوا إفشال مخطط الصراع الحضاري وحاصروا المنادي به في كل مكان، حتى أصبح هؤلاء من أسوء الشخصيات في العالم ولن يذكروا بعد الآن إلا بالسوء واللعنة .
وقبل إيام من ذكرى هذه المناسبة التاريخية نرى الأصوات الشاذة والمدعومة من قبل المحافظين الجدد والساسة العنصريين في الولايات المتحدة الأمريكية يصعدوا الهجوم ضد الإسلام الحنيف وكتابه الكريم، وما تهديدات القس تيري جونز بحرق القرآن الكريم إلا نموذج بسيط من هذه السياسات الأمريكية المنافية لكل أسس وقوانين حقوق الإنسان وحرية الإعتقاد والفكر والرأي، وقد رأينا مثل هذه التصرفات المناوئة للقيم الإنسانية في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان حيث القتل والطرد وحرق المصاحف وممارسة الإغتصاب والتعذيب ودعم الإرهاب بكل أشكاله، فما نسمعه وما نراه الآن ليس أمرا جديدا وإنما بأسلوب جديد ومسرحيات وسيناريوهات جديدة والمنفذون هم أنفسهم. فتوقيت هذا التصعيد ضد المسلمين ومقدساتهم يهدف إلى أمرين مهمين:
ـ الأول هو التمويه عن حقيقة أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر والتي لم تتضح ملامحها وملابساتها حتي الآن.
ـ الثاني هو التعتيم على الإنجاز العالمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في موضوع حوار الحضارات وعدم الإحتفاء بهذا اليوم التاريخي والذي يصادف يوم ۲۱/۹/۲۰۱۰ والتقليل من أهميته وتأثيره على المستوى العالمي.
۲ـ لقد برز هذا التباين مرة أخرى بعد فيضانات باكستان وماتعرض له الشعب المسلم هناك حيث تضرر ما يقارب الـ۲۰ مليون نسمة من جراء هذه الكارثة الطبيعية. والجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت من الأوائل الذين هبوا لنجدة المتضررين هناك من خلال إرسال المعونات الإنسانية المختلفة من مواد غذائية، أدوية، خيام، مستشفيات متنقلة، أطباء ومعدات طبية وغيرها من المساعدات الإنسانية‌، وقد توجت هذه الخطوات بنداء عاجل وجهه قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بهذا الخصوص، والحديث الأخير لسماحته حول معانات المتضررين من السيول في باكستان خلال خطبة عيد الفطر المبارك حيث سالت دموعه أمام المصلين حزنا وألما على ما يعانيه المسلمون هناك وعدم إكتراث الدول الكبرى بهذه المعانات الحادة والمؤلمة.
ونرى من جانب آخر القوات العسكرية الأمريكية ترسل قنابلها وصواريخها الفتاكة لتمزيق الباكستانيين الأبرياء نساء وشيوخا وشبابا تحت مسميات زائفة ومكررة وهي محاربة الإرهاب. في الوقت الذي كان بإمكان هذه القوات أن ترسل ما لديها من مروحيات وطائرات وجنود لتوزيع المواد الغذائية والدواء وإنتشال المصابين ونقلهم الى المستشفيات لكنها آثرت أن تمارس ماهو ديدنها من إجرام وتنكيل حتى بالمنكوبين وذوي الإحتياجات الضرورية والفورية .
۳ ـ بعد ۱۳ شهراً من إلقاء القبض على ثلاثة أميركيين دخلوا الأراضي الإيرانية خلسة وبصورة غير قانونية، أعلن الإدعاء العام الإيراني ان الأميريكية "سارا شورد" المحجوزة لدى السلطات الإيرانية سيتم إطلاق سراحها (تم اطلاق سراحها الثلاثاء ) بكفالة مالية لأسباب إنسانية، ولأنها تعاني من بعض الأمراض وسيسمح لها بالخروج من البلاد، في الوقت الذي مازال أحد عشر ايرانيا يقبعون في زنزانات الولايات المتحدة الأمريكية والتي لا تقل عن زنزانات "ابو غريب" سوءا، بل ربما أسوأ بكثير منها، وقد تم إختطاف هؤلاء من العراق وبعض الدول الأخرى وأكثرهم يعانون من مشاكل صحية حادة ولم يسمح لهم حتى الإتصال بذويهم أو بوكلائهم، بينما ايران احتجزت الأميركيين الثلاثة على أراضيها وهم يمارسون أعمالا غير قانونية تمس بالأمن القومي الأيراني، ومع هذا سمحت لذويهم ووكلائهم وبعض الدبلوماسيين الغربيين المقيمين في طهران اللقاء بهم والتحدث إليهم، وما زالت تمارس معهم الرأفة الإسلامية، لكن أدعياء حقوق الإنسان و"مبشري الديموقراطية في العالم" مازلوا يمنعون المختطفين الإيرانيين المحتجزين لديهم من ممارسة أبسط حقوقهم الإنسانية والقانونية.


أمير الموسوي : كاتب وباحث إيراني
المصدر : جريدة الانتقاد
https://taghribnews.com/vdcgxy9x.ak9nu4r,ra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز