تاريخ النشر2016 30 December ساعة 10:23
رقم : 255390
في مقال له :

ظريف : يجب مكافحة جذور وظروف إنتشار التطرف والارهاب

تنا
اعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، الارهاب والتطرف نتيجة طبيعية لفشل الاليات الدولية الراهنة خاصة التطورات الاخيرة، مؤكدا ضرورة التصدي لارضيات وظروف انتشار التطرف والارهاب.
وزير الخارجية الايراني محمد جواد طريف
وزير الخارجية الايراني محمد جواد طريف
جاء ذلك في مقال كتبه ظريف باللغة الانجليزية في المجلة الايرانية 'Iranian Review Of Foreign Affairs'.
واعتبر وزير الخارجية الايراني، الاحتواء وبالتالي القضاء الحقيقي على التنظيمات المتطرفة الارهابية هو اليوم حاجة ملحة الا ان هذا الامر يعد خطوة اولي وجزءا من جهد اكبر، اذ هنالك مشاكل ذات طبيعة عالمية وجذور عميقة ينبغي ادراكها بصورة صحيحة، كما ان التعاون العالمي الحقيقي ضروري لمكافحة هذه المظاهر.

ولفت الى ان من الاسباب المؤدية الي ظاهرة التطرف والارهاب، تهميش المجتمعات الاسلامية في الغرب والاساءة الي معتقداتهم ومقدساتهم تحت عنوان حرية التعبير، ما يؤدي الي تاجيج مشاعر الغضب لديهم ويؤدي بفئة ولو ضئيلة للجوء الي اساليب غير سلمية للتعبير عن الاحتجاج على ذلك بالعنف والارهاب.

ولفت الى ان البعض ممن ارتكب اعمالا ارهابية، في اوروبا لم يكن ملتزما بمبادئ اساسية في الدين الاسلامي واضاف، انه بناء على ذلك فاننا امام مشكلة اجتماعية – ثقافية وليست دينية، اذ هنالك ظاهرة اجتماعية مترافقة مع شعور عميق بالحرمان والغربة والتهميش في اجواء مرفهة ومتقدمة، اي ان هنالك افرادا وجماعات ومجتمعات محرومة من الامن والاحترام والمشاركة والامل.

واضاف، انه لا يمكن اطلاقا تجاهل العلاقة بين الهوية والتداعيات القبيحة وغير المقبولة للمساس بها، لذا فان هذا الامر يعد من العوامل المؤثرة في بروز المعضلات انفة الذكر والتي ينبغي دراستها بدقة والتفكير بسبل حلول مناسبة لها.

ونوه وزير الخارجية الايراني الي المشكلة المزمنة والقديمة الا وهي الهجمات العسكرية الخارجية وعمليات الاحتلال واهمها احتلال ارض فلسطين منذ 70 عاما وقال، ان هذه المشكلة تصاعدت حدتها عبر التدخلات السياسية والعسكرية المنظمة من قبل الولايات المتحدة لحفظ وديمومة وبلورة الترتيبات والهندسة الاقليمية و'النظام العالمي الجديد' الذي تتوخاه.

واشار الي الهجمات العسكرية الاميركية في عقد التسعينات من القرن الماضي والعقد الاول من الالفية الراهنة علي العديد من الدول والمناطق واشار الي الحرب ضد افغانستان والعراق ومن ثم احتلالهما وقال، رغم ان هاتين المغامرتين ادتا الي دحر عدوين لايران اي طالبان في افغانستان ونظام البعث في العراق ولكن لو نظرنا برؤية مستقبلية وفي اطار الافق الاقليمي الواسع فانه ينبغي علينا القول بان هذه التدخلات كانت عبارة عن قمار سياسي كارثي وباهظ الثمن ادي بصورة لا يمكن تجنبها الي عدم الاستقرار وتهديد كل اللاعبين الشرعيين بالمنطقة.

واضاف ظريف، ان استمرار الاوضاع الامنية المضطربة والاشتباكات الداخلية ممتزجة مع عوامل مثل غياب الاستثمارات الجادة في اقتصاد افغانستان وبالتالي اتساع نطاق الاقتصاد المبني علي تهريب المخدرات، اي ان نتيجة الهجوم الخارجي هو ديمومة سيطرة العنف والانشطة الارهابية المنفلتة مع تجارة وتهريب المخدرات وتوفير حجم كبير من الهيروئين للعالم والذي نعمل نحن علي التصدي له في ايران.

كما اعتبر وزير الخارجية الايراني المغامرة العسكرية الاميركية في العراق بانها ادت الي تبلور سلسلة من الاحداث والاوضاع غير قابلة للسيطرة ومنها ظهور والممارسات الاجرامية للجماعات الارهابية مثل داعش وجبهة النصرة وسلسلة من اعمال العنف القاسية والوحشية التي لا سابق لها في المنطقة.

واشار الي قيام بعض الدول بتسليح وتمويل الارهابيين مثل داعش والنصرة لشن حروب نيابية في العراق وسوريا واماكن اخري وقال، رغم ان هذه الحروب ادت الي مصرع مئات الالاف من الافراد الا انها لم ولن تؤدي الي النتيجة التي يتوخونها اي 'القضاء علي السوريين والمتطرفين بعضهم للبعض الاخر في معركة سوريا'. 

واكد بان المنطقة بحاجة الي آلية اقليمية فاعلة ومتوازنة وواقعية يمكن ان تنطلق بمنتدي للحوار الاقليمي وقال، ان هذا المنتدي ينبغي ان يكون مبنيا علي المبادئ المعترف بها والاهداف المشتركة واحترام حق السيادة ووحدة الاراضي والاستقلال السياسي لجميع الدول وعدم تغيير الحدود الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للاخرين وحل وتسوية النزاعات سلميا وحظر التهديد او استخدام القوة وكذلك ترويج السلام والاستقرار والتقدم والرخاء في المنطقة. 

واكد ظريف بان لا حل عسكريا للنزاعات في العراق وسوريا واليمن والبحرين واضاف، ان هذه النزاعات بحاجة الي حلول سياسية مبنية علي اساس الخروج بحصيلة ايجابية لا يحذف منها اي لاعب اصيل او دفعه للهامش – ما عدا الذين يقودون العنف والتطرف – . 

واعتبر انه ربما هنالك مصاعب لتحقيق هذا الامر في الواقع العملي ولكن رغم ذلك فمن الممكن اللجوء الي منطق العبارة القائلة 'اينما توفرت الارادة، فهنالك سبيل للحل'.

واعتبر كمثال علي ذلك التطورات الايجابية في لبنان بانتخاب رئيس الجمهورية الجديد والتطورات الاخيرة في منظمة اوبك بانها تعطينا درسا سياسيا بسيطا لكنه مهم الا وهو ان الاطراف المعنية قد وضعت جانبا توقعاتها القصوي – بحاصل الجمع صفرا – من اجل مصالحة فاعلة.

واكد بانه بالامكان الاخذ بتجربة لبنان الاخيرة في حل القضايا الاخري بالمنطقة خاصة في سوريا واليمن.
 
https://taghribnews.com/vdcdnk0xzyt0ks6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز