تاريخ النشر2016 23 August ساعة 15:20
رقم : 242659

للتّعاون والتّنسيق بين المرجعيّات من أجل السّلام العالمي

تنا
أكَّد بابا الفاتيكان فرنسيس مؤخَّراً في تصريحات صحفيّة، أنّ من الخطأ وصم الإسلام بالعنف، وأنَّ الظّلم الاجتماعي وعبادة المال، من بين الأسباب الرّئيسة للإرهاب.
للتّعاون والتّنسيق بين المرجعيّات من أجل السّلام العالمي
 وقد كان لهذه التّصريحات صدى على مستوى المرجعيّة الدينية الإسلاميّة، معتبرةً أنّه لا بدّ من اعتماد لغة المنطق والموضوعيّة في مقاربة القضايا في الخطاب الدّيني، لما لذلك من أثر طيّب في الفضاء العام، وخصوصاً في ظلّ الظّروف المعقَّدة والصّعبة التي يعانيها العالم اليوم.

وكان البابا فرنسيس قد صرَّح مؤخَّراً للصحفيّين على متن الطّائرة الّتي أقلّته إلى روما، بعد زيارةٍ استمرّت خمسة أيّام لبولندا، بأنّه ليس من الصّواب وصم الإسلام بالعنف، مشدّداً على أنّ هذا ليس صواباً وليس حقيقيّاً .

وكان البابا يردّ بذلك على سؤال بشأن قتل قسّ كاثوليكي عمره 85 عاماً، على يد مهاجمين اقتحموا كنيسةً في غرب فرنسا في 26 يوليو/تمّوز وقاموا بذبح القسّ، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليّته عن الهجوم.

وقال: "أعتقد أنّه في كلّ الأديان تقريباً، هناك دائماً مجموعة صغيرة متعصّبة". مضيفاً: "لدينا منهم"، مشيراً إلى الكاثوليكيّة.

وأردف قائلاً: "لا أحبّ الكلام عن العنف الإسلاميّ، لأنّه في كلّ يوم أطالع الصّحف، أرى العنف هنا في إيطاليا، شخص ما يقتل صديقته، وشخص ما يقتل حماته. إنهم كاثوليك معمَّدون" .

وأشار إلى أنّه لو تحدّثت عن العنف الإسلاميّ، فلا بدَّ من أن أتحدَّث عن العنف الكاثوليكي. ليس كلّ المسلمين يتّسمون بالعنف .

وقال إنَّ هناك أسباباً مختلفة للإرهاب.

من جهته، فقد أشاد المرجع الدِّيني ناصر مكارم الشّيرازي بمواقف زعيم الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم وبابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، في تبرئته الإسلام من العنف، في رسالة وجَّهها إليه.

وجاء في الرّسالة: "إنّني سعيد جدّاً بمواقفك الجيِّدة بشأن تبرئة الإسلام وجميع الأديان من العنف والاغتيال، في مقابلة صحفيّة أجريتها في زيارتك الأخيرة إلى بولّندا".

وأضاف: "إنّ مواقفك المنطقيّة حول الإسلام، وتبرئته من الإجراءات اللاإنسانيّة للمجموعات الإرهابيّة كـداعش، يستحقّ الثناء"، مؤكّداً أنّ "اتخاذ مواقف واضحة وقويّة من قبل الزّعماء الدّينيّين ضدّ العنف، وخصوصاً العنف الّذي يمارس باسم الدّين، يعتبر أمراً ضروريّاً.

وندّد الشيخ ناصر مكارم الشيرازي بالإجراءات الإرهابيّة للمجموعات التكفيريّة في إحدي الكنائس الفرنسيّة ومقتل كاهن، قائلاً: "إنّ من وجهة نظر علماء الإسلام والغالبيّة العظمى من المسلمين، خرجت المجموعات التكفيريّة عن الإسلام وتحوّلت إلى بلاء للبشريّة".

ولطالما أبدى سماحة المرجع الفقيد السيّد محمد حسين فضل الله(رض) أمله في أن تقوم المرجعيّات المسيحيّة والإسلاميّة بدورها النّاشط في الدّفاع عن المستضعفين والأبرياء في العالم، والتعاون والتنسيق في مواجهة التحدّيات القائمة. ومن كلامه في هذا السّياق: "إنّنا نريد للفاتيكان أن يكون المعبّر خير تعبير عن رسالة السيّد المسيح في احتضان المظلومين والمقهورين، وألا يسقط فريسةً بيد الابتزاز الّذي مارسته وتمارسه المؤسّسة الصهيونيّة على الحكومات والشّعوب والمؤسّسات الدينيّة في الغرب، وعندها يمكن أن ننطلق في مسيرة التعاون المشترك لمواجهة الظّلم والإلحاد ورفض الاحتلال، وصناعة السّلام والمحبّة للبشريّة كلّها.

ومن جهةٍ أخرى، فإنّنا، ومن موقعنا الشّرعيّ، ندعو كافّة القيادات الإسلاميّة والمسيحيّة إلى التّعاون المنطلق من حوار حقيقيّ، والتّنسيق على المستوى الميداني، لحماية المسلمين والمسيحيّين وسائر المظلومين في العالم، بصرف النّظر عن هويّتهم ودينهم وعرقهم... كما ندعو إلى التحرك سريعاً لإيقاف نزيف الدّم المراق هناك في نيجيريا، وتوفير أوسع حماية للمسيحيّين في العراق، وإطفاء جذوة الخلافات التي نعرف أنّ معظمها انطلق من دوافع شخصيّة، كما جرى في بعض المناطق في مصر بين الأقباط والمسلمين".(من بيانٍ لسماحته، بتاريخ 25/1/2010).

ويأمل المراقبون في أن يسهم الخطاب الدّيني في التّخفيف من أجواء الاحتقان الّتي يعيشها العالم، وأن يتمَّ التَّنسيق الجادّ والفعليّ بين المرجعيّات الروحيّة، من أجل تكريس لغة السَّلام والتَّسامح في عالم يضج بالمشاكل...

المصدر : بينات
https://taghribnews.com/vdchminiw23nk-d.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز