تاريخ النشر2016 9 January ساعة 12:18
رقم : 217768

المرجع فضل الله(رض) يحذِّر من الذين يعملون للفتنة بين السنّة والشّيعة

تنا
المرجع الفقيد السيد محمد حسين فضل الله :""إنَّ الذين يصنعون التوتّر الانفعاليّ في الأمَّة يخونون الأمّة ـ نقولها للمعارضة وللموالاة ـ لأنَّ هذه اللّغة عندما تتعاظم، فإنها تقود إلى الحرب والفتنة، ولهذا لا بدَّ في ذكرى الحسين(ع)، من أن نستوحي عقل الإسلام وروحيَّته ومسؤوليَّته، كما نستوحي روحيَّة السيّد المسيح(ع) ومسؤوليّته، لأنَّ المرحلة خطيرة جدّاً وعلينا أن نرتفع جميعاً إلى مستوى المسؤوليّة الكبرى".
المرجع الفقيد السيد فضل الله
المرجع الفقيد السيد فضل الله
بالعودة إلى أرشيف العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض)، ونظراً إلى أهميَّة المواقف التي كان يطلقها في المناسبات واللقاءات والبيانات والخطب، نسوق ما كان قاله سماحته في ذكرى عاشوراء، بتاريخ 10 محرّم 1426هـ/ الموافق: 19/2/ 2005م، حيث حذّر من الَّذين يصنعون التوتّر الانفعاليّ في الواقع اللبناني، مؤكِّداً أنّ هؤلاء يخونون الأمّة، لأنَّ التوتر عندما يتعاظم، يقود إلى الفتنة أو الحرب، وعلينا أن نعمل جميعاً لتحصين السّاحة في حركة المسؤوليَّة والوعي، بعيداً عن الاهتزازات الانفعاليَّة.

 وقال سماحته في الكلمة التي ألقاها في ذكرى عاشوراء، في أعقاب تلاوة مصرع الإمام الحسين(ع) في مسجد الحسنين(ع) في حارة حريك: "علينا أن لا ندرس المشاكل والكوارث الّتي تحدث في واقعنا، أو ننظر إليها من الزاوية المذهبيّة، بل من خلال تأثيراتها العامَّة في واقع الأمَّة، والخطط التي يعمل لها المستكبرون في المنطقة".

وشدَّد على أهميّة فهم الواقع من حولنا، مؤكِّداً حرمة إثارة الأجواء المذهبيَّة، وبخاصّة بين السنّة والشّيعة، فالّذين يعملون لذلك، يخونون الأمّة في واقعها ومستقبل أجيالها، لأنهم يقطعون أوصالها لحساب المشاريع الأميركيّة في المنطقة، ويجعلون الأمّة لا تنطلق من الموقف الواحد والموقع الواحد في مواجهة الأخطار..

 وفي سياق توجيهه نداءً إلى الشّعب العراقيّ، حذَّر سماحته من الانسياق إلى مشاريع الفتنة، قائلاً: "نقول لأهلنا في العراق الّذين يُقتَلون في المساجد وفي المواقع المقدَّسة ومن خلال الاغتيالات: حذارِ من ردود الفعل، لا تسلكوا طريق الفتنة التي يسعون لها بين السنّة والشيعة، عضّوا على الجراح، كونوا "أمّ الولد"، لأنَّ علينا أن نبقى نتحرَّك في خطّ الوحدة الإسلاميَّة، وأن نتحرَّك كأمَّة في مواجهة الظّالم والمحتلّ، كما أرادنا الإمام الحسين(ع)".

 وحذَّر سماحته أيضاً من وجود خديعةٍ جديدةٍ تصاغ في فلسطين، وفي هذه المرحلة بالذَّات، لتبريد المسألة لحساب أمن إسرائيل، ولتخفيف الضَّغط عن أميركا في المسألة العراقيَّة، داعياً الفلسطينيّين إلى عدم الوقوع في الفخّ الأميركيّ ـ الإسرائيليّ.. مؤكِّداً أنَّ أميركا لا تعمل للإصلاح، بل لإثارة الفتنة والمشاكل في الواقع الإسلاميّ، ولذلك فهي تسعى لخلق أكثر من مشكلةٍ لإيران، وكذلك لسوريا ولبنان..

 وعلى صعيد قراءة المشهد الدّاخليّ اللّبنانيّ، توقّف سماحته عند التّصريحات والتّصريحات المضادّة في الواقع، فأكَّد أنَّ المسألة ليست هي التراشق بالكلمات الحادّة المثيرة للغرائز، لأنَّ ذلك من شأنه أن يؤسِّس للحقد في نفوس الناس لمصلحة انتخابيّة هنا وطائفيّة هناك، وقال: "إنّ هناك قضايا تختلفون عليها داخليّة وخارجيّة، ولكلّ واحد وجهة نظر، فلماذا تغلقون أبواب الحوار؟ إنّ الَّذي يخاف من الحوار، فإنّه يخاف أن يكتشف أنّه مخطئ...".

 وختم كلامه بالقول: "إنَّ الذين يصنعون التوتّر الانفعاليّ في الأمَّة يخونون الأمّة ـ نقولها للمعارضة وللموالاة ـ لأنَّ هذه اللّغة عندما تتعاظم، فإنها تقود إلى الحرب والفتنة، ولهذا لا بدَّ في ذكرى الحسين(ع)، من أن نستوحي عقل الإسلام وروحيَّته ومسؤوليَّته، كما نستوحي روحيَّة السيّد المسيح(ع) ومسؤوليّته، لأنَّ المرحلة خطيرة جدّاً وعلينا أن نرتفع جميعاً إلى مستوى المسؤوليّة الكبرى".

محرر موقع بينات
 
https://taghribnews.com/vdcai0nua49n601.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز