تاريخ النشر2014 8 March ساعة 13:43
رقم : 153920

هل حان وقت تفكك المنظومة الخليجية؟

تنا
هذا السؤال أصبح لزاما الآن، فهل ستتفكك المنظومة الخليجية؟ بصراحة الامر كان واضحا منذ تأسيسه قبل اكثر من ثلاثة عقود. فالجواب نعم، وكالتالي:
د. حسن عبدالله عباس
د. حسن عبدالله عباس

د. حسن عبدالله عباس 

اولا، لم تكن المنظومة الخليجية منذ تأسيسها كأي من التكتلات الدولية المعروفة، فهنا كانت المملكة اللاعب الاكبر والاول. بحكم حجمها وثقلها الاقتصادي والديني والعربي، كانت المملكة هي من توجه ان صح التعبير حركة المجلس، توجهه الى ان جاءت قطر بالحكام الشباب من الجيل الثاني. وبالتالي وخلافا للتكتلات الدولية الاخرى، المنظومة الخليجية كانت غالبا ما تسير وفق الارادة السعودية أكثر من الارادة التوافقية كحال باقي التكتلات ان صح التعبير.

ثانيا، لم تكن دول المجلس تهتم بأي ملف كاهتمامها بالملفات الامنية. وهذا الشيء كان ملفتا لكل من راقب وحاول شرح حركة المجلس طوال عمره واجتماعات القمم والوزراء. هذا الاهتمام المبالغ فيه يشي بأن المجلس كان يخشى من نفسه اكثر من خوفه من الاخطار الخارجية. ولا اظننا بحاجة لضرب الامثلة على الخروقات الامنية بين الدول الاعضاء.

ثالثا، واجهت المنظومة الخليجية متاعب كثيرة في ما بين دولها، لكن لم يحصل ان سحبت احدى هذه الدول سفراءها كما حصل هذه المرة. واضح ان الرد كان عنيفا ويختلف كليا عن المعالجات في التجارب الماضية. لهذا اقول انه يوجد في هذه المرة مؤشران ينذران ان المستقبل الخليجي يمر بمرحلة انعطاف مغايرة تماما. اولها ان ردة الفعل الخليجية شديدة بامتياز، والثاني ان البيان الوزاري صدر مباشرة بعد تفجيرات البحرين بساعات!

فالواضح أنها أزمة كبيرة، ولن تستمر المنظومة على شكلها التقليدي فهي مُقدمة على التغيير حتما. فالمنطقة والاقليم صار مختلفا تماما عما كانت عليه منذ ثلاثة عقود، والمطالبة بقيادات فكرية مستعدة لنهج التغيير بات امرا ملحا بنظر الشعوب. ومن ثم وبلا تردد اقول نحن مقبلون على مشاهد سياسية تنافسية بين قطبين، قطب التراثيين وقطب التجديديين!؟

المصدر : صحيفة الراي الكويتية

https://taghribnews.com/vdcj8tevyuqeihz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز