تاريخ النشر2012 27 August ساعة 14:30
رقم : 107080
بقلم جواد الصايغ

لهذه الأسباب عزفت المعارضة السورية سيمفونية إنشقاق الشرع !

تنا - بيروت
معركة أعصاب في سوريا باتت فيها الغلبة للاكثر تحملاً،حرب نكون أولا نكون،هكذا يوصفها أحد المعارضين السوريين مقراً بالذكاء الإعلامي والعسكري والسياسي الفائق للنظام السوري متخوفاً من إنهزام المسلحين شر هزيمة
لهذه الأسباب عزفت المعارضة السورية سيمفونية إنشقاق الشرع !
 ظهر فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية العربية السورية إلى العلن ليضع حداً للأخبار التي تحدثت عن إنشقاقه عن النظام السوري، سيمفونية إنشقاق الشرع عزفت عليها طويلا القنوات الإعلامية الموالية للمعارضة السورية التي لم تكتفي بنسب الخبر المزعوم إلى شخصيات سورية معارضة، بل عملت على تبنيه، والترويج له على أنه حقيقة واقعية، ووصل الأمر بقناة العربية
السعودية إلى حد التنبؤ برئاسة فاروق الشرع للحكومة الإنتقالية التي تزمع المعارضة تشكيلها. 

خبر إستقبال نائب رئيس الجمهورية السورية للوفد الإيراني الذي يزور دمشق كان ليمر مرور الكرام لولا التحدي الذي أطلقته المعارضة السورية حول صحة إنشقاق الشرع بأجنحتها الثلاث السياسية، والعسكرية، ومؤخراً العشائرية بزعامة شخص يدعى خالد الخلف.
 
إطلالة الرجل البعثي القديم المصورة ساهمت في ترسيخ نظرية إدارة المعركة عسكرياً، وإعلامياً بأسلوب هادئ أصبح يتقنه بجدارة النظام السوري، بينما إستمرت المعارضة تحصد الهفوات وراء الهفوات، وهي ما تلبث أن تخرج من إحدى سقطاتها حتى تقع في أخرى. 

ميليشيا الجيش الحر هي الأخرى لم تتأخر عن ركب موجة الحديث عن إنشقاق الشرع إذ أصدرت
بياناً "أكدت فيه خبر إنشقاق فاروق الشرع، وأن كتائبها عملت على تأمينه إلى خارج البلاد بعد عملية أمنية طويلة إستغرق التحضير لها أسابيع عدة"، مضت الأيام، وتبين أن مكتب نائب رئيس الجمهورية أكثر مصداقية من كتائب، وألوية المعارضة التي تسابقت على تبني تأمين الشرع نحو "المناطق الآمنة". 

ولكن متى عرف سبب هذا الضغط الإعلامي الهائل حول الإنشقاق المزعوم للشرع بطل العجب، فبحسب مصدر سوري معارض أكد لعربي برس “ان المعركة الدائرة في سورية وصلت إلى مفترق طرق خطير، فإما نجنح نحو النصر، أو نرزح ٤٠ عاما جديدا تحت سلطة النظام، لذا فإن الضرورات تبيح المحظورات، نحن نحاول جاهدين الإستفادة إلى أقصى حد من الإعلام، كما يحاول
النظام الإستفادة إلى أقصى طاقة من ترسانة أسلحته لهزيمة الجيش السوري الحر”. 

المصدر يتابع بالقول ” إنشقاق مناف طلاس، ورئيس الحكومة رياض حجاب لم يآتي بأي نتائج تذكر بعكس ما كنا نتوقع، إضافة إلى أن الوضع الميداني لا يبشر بالخير، لأن النظام قرر الذهاب حتى النهاية في قتال الجيش السوري الحر، لذا كان لا بد من توجيه ضربة إعلامية كبرى تتعلق بإعلان إنشقاق مسؤول رفيع المستوى في النظام”.
 
وعن أسباب إنتقاء شخصية فاروق الشرع من بين عدة شخصيات سورية بارزة، يقول المصدر” أولاً الشرع رجل دولة، وله وزنه
العربي، والإقليمي، والدولي، ثانياً الشرع ينحدر من محافظة درعا مهد الثورة، وبالتالي فإن إعلان إنشقاقه سيعطي معارضي المحافظة الجنوبية دفعة معنوية هائلة بعد العمليات العسكرية التي طالت مناطقهم مؤخراً.

 والأهم من هذا كله، كان علمنا السابق بأن النظام لن يعمل على نفي خبر الإنشقاق بشكل سريع، نظراً للذهنية التي يتعاطى فيها مع هكذا أحداث، وسيكتفي بإصدار بيان صادر إما عن مصدر مطلع، أو عن مكتب الشرع”. 

وحول "إذا ما كان ظهور الشرع يسبب ضربة معنوية للمعارضة بعدما كل ما قيل حول إنشقاقه يلفت المصدر "إلى أنه ما من شك أن ظهوره مؤثر وصادم للجمهور السوري المعارض، ولكن ما العمل نحن وسط معركة عنوانها العريض
نكون أو لا نكون، وعلى إخوتنا في الداخل أن يعوا أن المعركة باتت معركة أعصاب الغلبة فيها للأكثر تحملا”. 

ولكن كذبة إنشقاق الشرع انطلت على المعارضين ، فبدلا من ان يصدقها الجمهور الموالي، صدقها الجمهور المعارض الرافض فكرة بقاء نائب رئيس الجمهورية في صفوف النظام، ووصل الأمر بخالد الخلف “قائد الجناح العسكري لقبائل سورية في العالم” نظرا إلى تواجده في باريس، إلى حد الجزم بأن الشرع موجود في إحدى الدول العربية، وأن الصورة التي ظهر فيها، وهو يستقبل الوفد الإيراني قديمة، وبأن قناة الدنيا هي من فبركت هذه الصورة، متناسيا أو جاهلا في آن وكالة رويترز التي عملت على توزيع صورة اللقاء على وكالات العالم أجمع”. 

بقلم جواد الصايغ
https://taghribnews.com/vdcfcedyxw6dxxa.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز